سوزى الجنيدى استعرض نبيل فهمى وزير الخارجية المصرية السابق الأوضاع الخارجية وعلاقات مصر الإقليمية والعالمية أمام الصالون الثقافي لأحمد المسلمانى. حيث ذكر ان الكلمة الحاكمة في إعادة تشكيل السياسة الخارجية المصرية عقب ثورتي 25 يناير و 30 يونيو كانت "الحرية" وهى الدافع الأساسي وراء تبنى سياسة تعدد الخيارات الخارجية التي أعلن عنها في يوليو 2013. و ان غموض هوية السياسة الخارجية المصرية في السنين السابقة وخاصة عام الإخوان كانت الدافع الرئيسي لإعادة مركزة السياسة الخارجية المصرية بعد 30 يونيو على "الهوية العربية والإفريقية."مشيرا ان حجم المسئولية وضغوط المشاكل المنفردة تفرض علينا تبني سياسة تتسم "بالحكمة والحسم". خاصة و ان العالم العربي على حافة الانهيار ككيان سياسي، و لن يدوم إلا كموقع جغرافي وثقافة مجتمعية إذا لم يلحق بقطار التحضر وغير منهجه الساسي. و اشار انت مطلوب من مصر كرئيسة للقمة العربية اعتباراً من نهاية مارس طرح رؤية جديدة لعالم عربي يواكب تحديات وأوضاع القرن ال21 وسيعتمد على نفسه قبل اللجوء للغير.مضيفا ان هناك ثلاثة قضايا عربية عاجلة، حماية الهوية العربية، البناء الاقتصادي العربي، وإقامة منظومة سياسية عربية لحل الأزمات. مضيفا ان مكافحة الإرهاب أمنياً وفكرياً، وتوسيع وتمكين الطبقة الوسطى إقتصادياً بالتصدي للفقر والأمية، وتنامى آليات حل المنازعات، خطوات ضرورية بين المصالح المشتركة من ضرورات المستقبل العربي. و قال فهمى ان تناقضات الدول الكبرى أنها تتمسك بالمبادئ عندما تخدم مصالحها فقط، وتتجاهلها إذا كانت مكلفاً لها أو لحلفائها، وتناقضات الدول العربية أنها تحٌمل الدول الخارجية مسئولية مشاكلها ثم تأتمنهم على إيجاد حلول لها. مؤكدا انه لا توجد عملية سلام عربية إسرائيلية، ولن تكون طالما ظلت إسرائيل غير مؤمنة بحل الدولتين، وغاب التوازن أو الردع السياسي والإقليمي أو الدولي لدفعها إلي تغير موقفها لغياب المؤسسات وانتشار الفوضى والعابثين. و اشار فهمى ان الأزمة الليبية ستستمر، ولا مفر من التصدي للإرهاب ودعم المسار السياسي في آن واحد.و ان الأزمة السورية وصلت إلي مرحلة اللا حركة لأن الأطراف انهكت عسكرياً وسياسياً، والشعب السوري يدفع الثمن.مضيفا ان أخطر ما في التوتر الإيراني الخليجي أنه أصبح تنازع بين التوجه الطائفي العرقي والمذهبي، والتوجه الوطني العربي. و قال ان العلاقات المصرية الروسية ستنمو سريعاً وتتشعب وهذا في مصلحة الجانبين، وإنما لن نعود إلي ما مضى وكلاهما يعلم ولا يرغب في ذلك.مشيرا ان العلاقة المصرية الأمريكية ستظل مضطربة وستتسم بالاضطرارية حسب الحاجة والمصلحة العاجلة، ولن تعود إلي واقعها السابق في المستقبل القريب. و اشار ان الدول العربية تتناوب على مقعد مجلس الأمن بالترتيب وتحصل عليه كل عشرون عاماً.و انه يجب تبنى قضايا كبرى في مجلس الأمن تتسق مع رؤية الدول المتوسطة عالمياً، منها الإرهاب والفقر والنظام الدولي الجديد.موكدا ان الجامعة العربية مؤسسة عريقة، تغرق في الركود واللا مبالاة نظراً لغياب الإرادة. و اوضح فهمى ان خطابنا الإفريقي يجب أن يتناول جهودنا المستقبلية وخاصة في مجال التنمية أكثر من إسهاماتنا التاريخية. و ان لمفاوضات الخاصة بحوض النيل لابد أن تنتهى إلي ما يخدم مصالح الجميع، وهي قضايا محورية حساسة وصعبة، فعلى الجميع الكف عن المزايدات العنترية أو المجاملات المرسلة، وترجمة المواقف إلي اقتراحات وأفعال تفصيلية، وحتي الأن شهدنا تحسناً في المناخ العام، وإنما لم يترجم ذلك إلي تحول حقيقي في الواقع علي الأرض، أو يعطي مؤشر إيجابي محدد لما هو قادم. و امد فهمى ان للمؤتمر الاقتصادي أهمية سياسية ومجتمعية بالغة، فحسن التنظيم رسالة ومرآة للعالم باستقرار الأوضاع المصرية، وخروجه بنتائج قوية وملموسة رسالة دولية تطمئن الداخل بتقدير العالم لما شهدته مصر من تحولات وثقة فيما هو قادم.