أنور الدشناوى الباذنجان من النباتات التى تنتمى للعائلة التى تسمى «الباذنجانية»، التى تضم البطاطس والفلفل والطماطم، وهو نبات حولى نموه قائم، كثير التفرع يختلف طوله من 3-5 أقدام، مجموعه الجذرى قوى وتدى يصل عمقه ل3 أقدام ويجب المحافظة على المجموع الجذرى بقدر الإمكان عند شتل النبات حتى لا يتأثر ويضعف نموه، والمجموع الجذرى للباذنجان أقل انتشارا أو أكثر تعمقا فى التربة من المجموع الجذرى للطماطم، وهو عشبى الساق وتتخشب بكبر العمر، تعرف ثماره نباتيا بالثمرة العنبة، وهى ثمار لحمية ملساء لامعة تختلف فى حجمها وشكلها ولونها باختلاف الأصناف، فقد تكون سوداء وبيضاء أو أرجوانية طويلة أو كروية، تؤكل الثمار قبل اكتمال النضج النباتي، وكلما تأخر حصادها زادت مرارتها وظهرت البذور بها. يعتبر الباذنجان من محاصيل الخضر الشعبية، حيث تستخدم ثماره فى الطهو والتخليل. من الجدير بالذكر أن الأصناف المحلية الآتية تتعرض للاندثار، نظرا لزيادة المعروض من الأصناف المستوردة (الهجين) من شركات التقاوى. لذا أردنا أن نعرف المزيد عنه من خلال حوارنا مع د. حسام عبد المقصود سيد، الباحث بالبنك القومى للجينات ومسئول دراسات العائلة الباذنجانية . هل كان للباذنجان نصيب فى البنك القومى للجينات من حيث التوصيف والحفظ وخلافه؟ طبقا للمهام الأساسية للبنك القومى للجينات من صيانة الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة واستكشافها وجمعها وتوصيفها وتقييمها وتوثيقها، فقد قام البنك القومى للجينات منذ إنشائه عام 2004 بالعديد من رحلات الجمع على جميع أنحاء الجمهورية لجمع الموارد الوراثية من المحاصيل الخضر والنباتات الطبية والعطرية وأشجار الفاكهة، وفيما يخص العائلة الباذنجانية يوجد لدى البنك القومى للجينات فى غرف الحفظ للبذور ما يقرب من 13 موردا وراثيا من الباذنجان، جمعت من مناطق مختلفة وهى ( سوهاج، أسيوط، الوادى الجديد، أسوان، قنا، الأقصر، الفيوم) وجار تقييمها والتوصيف وإكثارها لتجديد الحيوية، وإعادة تخزين البذور فى غرف الحفظ على درجات حرارة 5 م. وقد اشتمل نموذج التوصيف على العديد من الصفات الوصفية والكمية للنمو الخضرى والأزهار والثمار. ما أصناف الباذنجان الحالية والمعرضة للاندثار فى مصر؟ هناك أنواع ثلاثة للباذنجان وهى: بلاك بيوتى: ويمتاز بكبر نباتاته وثماره كبيرة الحجم بيضية الشكل مائلة إلى الاستدارة وقمة الثمرة مفلطحة ويطلق عليه أحيانا اسم الرومى أو الطليانى، ولون الثمار بنفسجى غامق وتحتفظ الثمرة بنضارتها ولونها لوقت طويل بعد الحصاد. البنفسجى الطويل: يتميز هذا الصنف بثماره الطويلة الأسطوانية (طولها 18-22 سم)، وتكون الثمرة ذات حجم جيد، ويعتبر من الأصناف المبكرة الغزيرة الإنتاج. البلدى الأبيض: نباتاته صغيرة نوعا وأفرعه صغيرة وكثيرة، ثماره غزيرة وذات لون أبيض شمعى ناصع. وما الأصناف المسجلة فى مصر؟ باذنجان بلدى كروى أسود (مركز البحوث الزراعية)- 1999. باذنجان بلدى أسود طويل (مركز البحوث الزراعية)- 1999. باذنجان بلدى أبيض طويل (مركز البحوث الزراعية)-1999. وماذا عن الأصناف المستوردة ؟ توجد أصناف متعددة من الباذنجان، تختلف فيما بينها فى الحجم والشكل واللون - الذى يكون فى الغالب إحدى درجات البنفسجى أو بلون برتقالى فاتح. تسود فى أوروبا وأمريكا الشمالية زراعة الباذنجان البيضاوى الطويل، حيث يتراوح طوله من 12 إلى 25 سم وعرضه من 6 إلى 9 سم بلون بنفسجى غامق. توجد فى الهند وبلدان آسيوية أخرى أصناف أكثر تنوعاً وتفاوتاً، فقد يصل حجم حبة الباذنجان إلى كيلو جرام خاصةً فى حوض نهرى الجانج ويمنا، وتتنوع ألوانه بين الأبيض والأخضر والبنفسجى الغامق والفاتح والوردى والبنفسجى أو الأخضر المخطط بالأبيض. أما الباذنجان الصينى فهو طويل ورفيع ويشبه الخيار. البعض يسمى الباذنجان بنبات البيض فلمن تعود تسميته؟ تعود تسمية الباذنجان بنبات البيض (eggplant) إلى الأوروبيين فى أواسط القرن الثامن عشر، وذلك عند مشاهدتهم للباذنجان التايلاندى (Thai eggplant) للمرة الأولى. والباذنجان التايلاندى هو نوع من الباذنجان أبيض اللون، ويشبه (بيض الإوز) من حيث الشكل. لذلك فقد أطلق عليه الناس الذين رأوه للمرة الأولى اسم (نبات البيض)، ثم انسحبت التسمية إلى كل الأنواع والأشكال والألوان الأخرى من الباذنجان الذى لا يعرفه كثيرون منا إلا بأشكاله المعهودة، ولونه القريب من اللون الأسود. هل هناك فوائد للباذنجان ؟ للباذنجان فوائد جمة كما ذكرتها الأبحاث العلمية للعديد من المرضى الذين يعانون أمراضا مثل: مرضى السكر: مفيد لمرضى السكر حسب وصف جمعية السكر الأمريكية، حيث إنه غنى بالألياف التى تساعد على التحكم فى سكر الدم. مرضى الكوليسترول: يساعد فى خفض نسبة الكوليسترول لاحتوائه على الألياف الذائبة التى تمنع امتصاص الكوليسترول من المعدة. الوقاية من السرطان: حيث يحتوى على العديد من مضادات الأكسدة التى تحمى الخلايا من التلف. مهدئ للأعصاب: ففى تقرير نشر عام 1993 فى مجلة «نيو إنجلاند الطبية»، أكد أن الباذنجان أكثر احتواء على النيكوتين من التبغ، مما يساعد على هدوء الأعصاب. الباذنجان فى الموروثات الشعبية المصرية يعتقد المصريون منذ القدم أن الجنون ينتشر ويشتد فى موسم الباذنجان الأسود، وهو أوان الجو الحار.. ويقولون «رجل بادنجان» يعنى أنه رجل مجنون.. وقد رصد المستشرق الإنجليزى إدوارد وليم لين فى كتابه «المصريون المحدثون شمائلهم وعاداتهم» هذا الاعتقاد، وما أنتجه من تعبير شعبي، فهو يحكى عن حادثة امرأة متزوجة عشقت رجلاً، وكانت تستغفل زوجها وحين ضبطها مع عشيقها.. هرب العشيق بعد أن هدد الزوج بالموت.. وطلبت المرأة من زوجها أن يطلقها فرفض.. فاتهمته بالجنون وجاء حارس من المارستان (المستشفى من الفارسية «بيمارستان» أى مكان المرضى ويستخدمها المصريون للتعبير عن مستشفى المجانين) لينقله إليه فتجمع الجيران وقال أحدهم: حقاً إن الباذنجان كثير الآن. وظل التعبير حياً واستخدم فى الأفلام السينمائية ولكنه انزوى وأخذ فى الاختفاء فى أيامنا هذه، - وكانت هناك اعتقاد عند الأم المصرية (النفساء) إذا دخل عليها أحد بالباذنجان ينقطع لبنها. وهناك أيضا مثل شعبى يقول: «بدل الرز والبادنجان اكس حالك يا عريان».