هاني بدر الدين شهد النادي الدبلوماسي بالقاهرة مساء أمس الأربعاء حفل توقيع كتاب "حكايتي في تل أبيب .. أسرار دبلوماسي مصري" للسفير الدكتور رفعت الأنصاري والدار المصرية اللبنانية للنشر، بحضور جيمس موران سفير الاتحاد الاوروبي في مصر، ونخبة من رجال السياسة والأعمال والمجتمع والإعلاميين، وأدار الندوة السياسي المصري الدكتور مصطفي الفقي ، ومحمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية للنشر. تضمن الكتاب في 400 صفحة سردا لقصص حقيقية حدثت في أثناء فترة عمل الدكتور رفعت الأنصاري بالسفارة المصرية في تل أبيب، كما يحتوي الكتاب علي ردا وتوضيح لبعض الأخبار التي تم تداولها بطريقة خاطئة – عمدا – في الإعلاميين الإسرائيلي والبريطاني، ولم يستطع الكاتب الرد عليها بسبب استمراره في العمل كدبلوماسي بالخارجية المصرية، الأمر الذي حتم عليه الإنتظار أكثر من ثلاثين عاما، لحين تقاعده من العمل الدبلوماسي ليستطيع الرد. ويسعي الدكتور رفعت الأنصاري من خلال هذا الكتاب إلي تحقيق 3 أهداف رئيسية؛ هي أن يكون سردا لتجربة دبلوماسي عمل بسفارة مصر في تل أبيب، من خلال تقديم عرض يفتح أفاقا جديدة للدبلوماسيين المصريين، وثانيا تقديم صورة حقيقة للقاريء عن المجتمع الإسرائيلي من الداخل بسياسته ومؤسساته وطوائفه وفئاته وأعراقه المختلفة، وذلك من وجهة نظره كدبلوماسي مصري عاش وتعايش وأنغمس وتوغل في المجتمع الإسرائيلي، وثالثا تبرئة ساحة الدبلوماسية البريطانية رونا ريتشي التي عملت كسكرتير أول للسفارة البريطانية بإسرائيل أثناء فترة عمل السفير الأنصاري في تل أبيب. تعليقا علي هذا أوضح محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية قائلا: "أدركنا في الدار بعد أن أطلعنا علي الكتاب قبل عقد اتفاقية التعاون المشتركة مع السفير الدكتور رفعت الأنصاري، أنه ليس مجرد كتاب وإنما رسالة للمجتمع المصري بأكمله تعكس خبايا المجتمع الاسرائيلي وأدق أسراره بالتفاصيل، بالإضافة إلي الدعم الكبير الذي قدمته الأجهزة المعنية المصرية والخارجية للسفير الأنصاري". من جانبه قال الدكتور مصطفي الفقي خلال إدارته للندوة: "لايسعني اليوم سوي أن أؤكد لكم بأن السفير رفعت الأنصاري هو دبلوماسي يمتلك العديد من القدرات التي تمكنه من أداء مهام عمله ببراعة وتميز ، علما بأن الكتاب يتمتع بأسلوب شيق ومثير في سرد أحداث ربما لم يصدقها العقل لولا اعتمادها من وزارة الخارجية والأجهزة المعنية المصرية". وأضاف الفقي: "من وجهة نظري الشخصية أري أن هذا الكتاب يعد أحد أهم الكتب المتخصصة في أدب الجاسوسية والعمل السري، وذلك لما يتضمنه من تجارب مثيرة وجريئة وقدرة واعية وكبيرة علي تناول التفاصيل التي من شأنها نقل القاريء إلي حقبه من المعلومات والأحداث في فترة زمنية محددة من العلاقات المصرية الإسرائيلية". واستطرد الفقي قائلا: "الكتاب يستهوى أى قارئ، ومع ذلك فأنا أنصح أى دبلوماسى شاب بعدم تقليده على الإطلاق لأن "الأنصارى" يختلف عن أى أحد وساعدته صلابته ومعدنه القوى على التعامل مع هذه الظروف فقد مر بمواقف عصيبة إذا ما أصابت أحد لتسببت له بانهيار عصبى". وفي سياق متصل علق السفير الدكتور رفعت الأنصاري قائلا: "تعتبر الجاسوسية من الأعمال المشروعة في العلاقات الدولية، ففي الوقت الذي تهنيء فيه الدولة التي يتم التجسس لصالحها هذا البطل، يجرم القانون في الدولة المتجسس عليها هذا العمل، وبالتالي فإننا نشهد معايير مزدوجة في القوانين الدولية، مشيرا إلي أن نهاية أي جاسوس هي واحدة من اثنان إما النجاح والتكريم أو الفشل". وأضاف الانصاري: "سبق وأن أكد مرارا وتكرارا إنني دبلوماسي فقط و لا أنتمي إلي المخابرات العامة المصرية، موضحا أن هذا الإدعاء ظل يلاحقه لأكثر من 32 عاما، وذلك من خلال 100 مقال صحفي كتب عنه، 60 منهم في الإعلام الإسرائيلي والبريطاني، في حين ذكرت قصته في 11 كتاب إسرائيلي عن أداب الجاسوسية". وأشار الانصاري إلي أنه لم يكلف من المخابرات العامه المصرية بهذه المهمه وإنما جاءت بمبادرة شخصية بعد تعقب العديد من المعلومات، خاصة وإن المجتمع الإسرائيلي تتوافر به المعلومات التي قد تصل إلي حد السرية دون اللجوء إلي العمل السري، وهو مايعكس نظرية أنه لايوجد مستحيل في إسرائيل فهم منظمين وليس عباقرة".