كتب أحمد إسماعيل أثار فيديو لإعدام الصحفى الأمريكى ستيفن سوتلوف الذى نشره تنظيم «داعش» موجة تنديد عالمية واسعة، خصوصا أنه جاء بعد 14 يومًا على إعدام الصحفى الأمريكى جيمس فولي، نفذ تنظيم «داعش» تهديداته بقتل الصحفى سوتلوف، الذى خطف فى أغسطس 2013 فى سوريا بحسب شريط فيديو نشره المركز الأمريكى لرصد المواقع على شبكة الإنترنت «سايت». وأكدت الولاياتالمتحدة صحة الفيديو الذى يظهر إعدام الصحفي، كما أعلن البيت الأبيض، وقالت كايتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومى: «إن الاستخبارات الأمريكية حللت الفيديو الذى بث فى الآونة الأخيرة، ويظهر المواطن الأمريكى ستيفن سوتلوف وتوصلت إلى تأكيد صحته». وفى الشريط يدين المسلح الملثم الهجمات الأمريكية على «داعش» ويقطع عنق سوتلوف، ثم يعرض رهينة أخرى بريطانيًا عرف باسم ديفيد كوثورن هاينس متوعدًا بقتله. وقال المسلح:«لقد عدت يا أوباما. لقد عدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة». واعتبر رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أن شريط الفيديو الذى تبنى فيه تنظيم «داعش» قتل الصحفى الأمريكى «يثير الاشمئزاز». كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن «سخطه» لإقدام «داعش» على قطع رأس ستيفن سوتلوف، وقال الأمين العام خلال زيارة إلى نيوزيلندا:«نحن جميعًا ساخطون للمعلومات الواردة من العراق بشأن جرائم رهيبة يرتكبها بحق مدنيين تنظيم «داعش» بما فى ذلك الذبح المروع لصحفى آخر». وأضاف «أدين بكل قوة كل الجرائم المشينة من هذا النوع، وأرفض القبول بأن تكون هناك مجموعات كاملة مهددة بالتعرض لجرائم فظيعة بسبب معتقداتها». كما أعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند «أن هذا العمل الهمجى بعد قتل صحفى آخر هو جيمس فولى يجسد الطبيعة الدنيئة لتنظيم «داعش» الذى تبنى قطع رأس الصحفى الأمريكى فى شريط فيديو، قالت واشنطن إنها لا تزال تتحقق من صحته». ويظهر الفيديو الذى حمل عنوان «رسالة ثانية إلى أمريكا» سوتلوف راكعًا على ركبتيه ومرتديًا قميصًا برتقاليًا وإلى جانبه مسلح ملثم يحمل سكينًا، وفى الشريط يقوم المسلح بقطع عنق سوتلوف منددًا بالضربات الأمريكية على تنظيم «داعش». كما شجب زعماء المسلمين الأمريكيين ذبح الصحفى الأمريكى ستيفن سوتلوف. وقدم زعماء المسلمين الأمريكيين وممثلون آخرون لجماعات مصالح مسلمة فى الولاياتالمتحدة تعازيهم فى مؤتمر صحفى فى واشنطن لأسرتى سوتلوف وجيمس فولى وهو صحفى أمريكى آخر قتل بالطريقة نفسها. وقال سيف إمام، المحلل السياسى فى مجلس شئون المسلمين العامة: «أفراد مجتمعنا ينعون موتاهم، أعرف أناسًا بكوا عند سماع خبر فقد أحبائكم. نحن نصلى من أجل أبنائكم وجميع ضحايا (داعش)». وتحت لافتة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الذى يقول: إنه أكبر منظمة حقوق مدنية للمسلمين فى الولاياتالمتحدة قال الزعماء: إن قتل سوتلوف يتناقض تمامًا مع تعاليم الدين الإسلامى وجوهره وأدانوا تنظيم «داعش» لاختطافه. وقال نهاد عواد رئيس المجلس:«سلوكهم منفر أخلاقيًا وقاسيًا. من المروع بالنسبة لنا أن نجد جماعة إرهابية إجرامية تزعم أنها تعمل باسم الإسلام». ولم يكن صحفيو وإعلاميو الغرب وحدهم ضحايا مجازر ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فقد أحصت منظمة «مراسلون بلا حدود» فى تقرير لها صدر يوم الخميس 23 أكتوبر 2014 مقتل صحفيين غربيين وثمانية صحفيين سوريين وصحفيين عراقيين على يد الجماعة الجهادية، بالإضافة إلى أخذ صحفى أجنبى كرهينة وخطف تسعة صحفيين عراقيين من قبل الدولة الإسلامية ونحو 20 صحفيّا سوريّا اختفوا أو اختطفوا من مختلف الجماعات المسلحة من بينهم تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا. ومن بين الضحايا، رعد العزاوي، مصور عمره 37 عاما يعمل فى القناة المحلية سما صلاح الدين. اغتيل على الملأ يوم 11 أكتوبر مع أخوه واثنان آخران فى سمرة شرق تكريت وفقا لأحد أفراد عائلته. ثم يوم 13 أكتوبر، قتل المذيع السابق فى قناة الموصلية مهند العكيدى من قبل الجهاديين بعد اختطافه قبل شهرين من الدولة الإسلامية، وبعد يوم من اغتياله تضاربت الأنباء حول مقتله فى وسائل الإعلام المحلية ووسط عائلة الصحفى حسب «مراسلون بلا حدود» التى أكدت أنّ هذا المثال يسلّط الضوء على «الفوضى التى تعم المشهد الإعلامى فى المنطقة وانعدام المصادر الموثوقة فى مدينة الموصل وغيرها من المناطق». كما أكد مصدر طلب عدم الكشف عن هويّته ل«مراسلون بلا حدود»، أنّ «ما لا يقل عن 60% إلى 70% من صحفيى الموصل هاجروا المدينة، فيما يبقى الآخرون فى منازلهم»، ورجحت المنظمة تلقيهم لتهديدات بالقتل من قبل الدولة الإسلامية فى حال تغطيتهم للأحداث. وكشف الصحفى الفرنسى ديدييه فرانسوا، الذى أطلِق سراحه من أسر داعش قبل نحو نصف سنة، عن تفاصيل مثيرة للاهتمام حول سر برودة أعصاب الأسرى الذين يعدمهم داعش أثناء ذبحهم، وعن المعاملة التى واجهها الأسرى من مسلحى داعش وكذلك عن لقائه مع جيمس فولي، الذى أعدمه التنظيم. وأوضح فرانسوا أن البعض يعتقدون أن أعضاء داعش يقومون بتخدير الرّهائن قبل الإعدام، لكن هذه ليست الحقيقة، فقد تبين لفترة معينة، أن نشطاء داعش ينظمون عمليات إعدام وهمية لكل سجين، على ما يبدو بهدف السخرية من الأسرى، بحيث يعتادون على استخدامهم لهذا الغرض. وأضاف "ففى المرّة الحقيقيّة هم لا يفهمون الشيء الحقيقى فتنفّذ العمليّة بهدوء". وفى السياق ذاته، تناولت العديد من المصادر الإعلامية والبحثية تحليلات تتعلق بالجوانب التقنية، كما تناولت جوانب تتعلق بنفوس الضحايا، وما بدت عليه خلال تلك الفيديوهات، حيث سلط مركز "جلوبال ريسرش" المستقل، الضوء على الفيديو الأخير لداعش والخاص بذبح الصحفى سوتلوف، فذكرت ما قاله جيف ستين أحد المسئولين السابقين بالاستخبارات الأمريكية لصحيفة واشنطن بوست، والذى أكد أن الاستخبارات بواشنطن لطالما قامت بفبركة العديد من الفيديوهات عن أسامة لبن لادن قبل الحرب على العراق، فى مختلف السيناريوهات الممكنة، لتبرير اتخاذها قرارا بالحرب. وأضاف أن الاستخبارات الأمريكية قامت بفبركة فيديو لابن لادن وهو يجلس مع رفاقه حول نار أحد المعسكرات وهم يشربون الخمر، مشيرا إلى أن "سى آى إيه" استعانت بالعديد من موظفيها ذوات البشرة السمرة لتمثيل تلك الفيديوهات. وأثارت تلك الوقائع النفسية والتقنية، شكوكا عميقة حيال صناعة داعش للولايات المتحدةالأمريكية، خصوصا فى ظل عدم اتخاذها أى إجراء فعلى وصارم ضد التنظيم الإرهابى الذى يقتل عشرات الضحايا يوميا، مما يشير إلى تواطؤ الأمريكيين فى صناعة داعش، أو حتى التهاون معها.