سامح عبدالله على الطريق العطار ولغز فيروز الأخير.. أعترف بأننى من المبشرين ومنذ سنوات - بتآكل أهمية الصحف والمجلات الورقية لصالح المواقع الإليكترونية لأنها ببساطة شديدة تقدم خدمات إعلامية أفضل بجهد أقل وبتكاليف فى متناول الجميع.ولكن العدد الأخير من مجلة الأهرام العربى التى يرأس تحريرها أخى وصديق العمر علاء العطار فاجأ الجميع وفاجأنى لأنه نفد خلال ساعات مما دفع بالمؤسسة لطرح طبعة ثانية نفدت هى الأخرى خلال ساعات، بل وتسابق القراء على حجزها لدى الباعة واقتنائها بأسعار تفوق ثمنها الرسمى أضعافا مضاعفة. ما الذى يدفع القراء للتسابق وشراء مطبوعة ورقية يفترض وفقا لكثير من الدراسات الصحفية العالمية أنها تتعرض مثل كل المطبوعات الورقية فى العالم لنقص متزايد فى التوزيع بسبب وحش ضخم غزا حياتنا يسمى الإنترنت؟ العدد كان مخصصا بالكامل لأيقونة الغناء العربى فيروز .. ولكن هذا ليس مبررا للإقبال الشديد لأن من يريد أن يعرف كل شيء عن فيروز ويرى صورها بل ويستمع لأغانيها كاملة يمكنه فعل ذلك بالمجان على شبكة الإنترنت دون الحاجة لتكلف عناء شراء العدد الخاص بها ودفع الثمن. وصاحب العدد دعاية جيدة وترويجا رائعا .. ولكن هذا ليس مبررا أيضا لأن كثير من المطبوعات تستخدم تلك الأساليب بكثافة أكبر ولكن دون أن تحقق نصف ما حققه العدد الأخير للأهرام العربي. أعتقد أن الأمر مرتبط بوصفة سرية يملك مفاتيحها الصحفى المتميز علاء العطار الذى تمكن من السير عكس التيار ودفع بالقراء للوقوف صفوفا أمام باعة الصحف للحصول على نسخة من عمل (ورقى) متميز. تجربة العدد الأخير من الأهرام العربى لابد وأن تخضع لدراسات مكثفة، فقد يكون فيها الدواء لإنقاذ بعض المطبوعات الورقية من مستقبل ضبابى تؤكد شواهد عديدة أنه لا مفر منه.