مهدى مصطفى طائرات إيرانية تقصف ديالى. وديالى محافظة عراقية تحاذى إيران. وغالبية السكان فيها من العرب السنة. الطائرات كانت من الفانتوم الأمريكية إف 4، وهى طائرات قديمة قصفت فيتنام فى ستينيات القرن العشرين، ولا تزال صالحة لقصف العرب العراقيين فى العشرين الأولى من القرن الحادى والعشرين، وإيران لا تتخلى عن عاداتها، فهى تنفى بلسان على لاريجانى رئيس مجلس الشورى ، ثم تعترف بلسان نائب وزير الخارجية الإيرانى إبراهيم رحيم بور بأن "الغرض من الغارات كان الدفاع عن مصالح أصدقائنا فى العراق"! 2 فى واشنطن رحب جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى بالغارة الإيرانية على أهالى ديالى، وكانت مجلة نيوزويك الأمريكية سبقت جون كيرى فى الترحيب بإيران العميقة، وزينت غلافها بصورة قاسم سليمانى، جنرال الحرس الثورى، أمين مذهب الشيعة على حد وصف الأغنية الشعبية المنتشرة على موقع اليوتيوب، والتى تقول كلماتها: "أمانة المذهب بإيده.. لأنَّ من الله تسديده.. سليمانى.. رجل مشهود.. عزم بارود.. قال النصر للشيعة.. سليمانى". 3 لم يعد سلمانى يخشى الظهور علنا، وسمح لمصور أن يلتقط له صورة فى مدينة جُرف الصخر جنوببغداد، وصورة أخرى فى مدينة آمرلى شمال بغداد، لتحتل الصورة فى النهاية غلاف مجلة نيوزويك فى رسالة لمن يفهم! وتتحقق نبوءة الأمير تركى الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق التى قال فيها عام 2012: "من السخريات المحتملة التى قد تقع هو أن نرى الحرس الثورى الإيرانى يقاتل جنبا إلى جنب مع الطائرات الأمريكية لقتل العراقيين، هذا شىء يفقد المرء صوابه، ويجعله يتساءل إلى أين نتجه؟"!! 4 رويدا رويدا يسير العراق إلى طاحونة إيران، غارة جوية على ديالى بطائرات فانتوم أمريكية، ووصول 85 طائرة إيرانية من طراز سوخوى روسية إلى حكومة بغداد، ثم اعتراف علنى من عضو البرلمان الإيرانى عن مدينة طهران على رضا زاكانى:" بأن بلاده تسيطر الآن على أربع عواصم عربية هى صنعاء وبيروت ودمشقوبغداد". 5 والآن لم يعد هناك ما تخفيه طهرانوواشنطن، ولم يعد هناك ما يسمى بالعراق العربى، ولم تعد دول الخليج فى حاجة إلى الإيمان بنبوءة الأمير تركى الفيصل، فلا يصلح العطار الأمريكى ما أفسده قاسم سليمانى، ولن تُصلح الغارة الإسرائيلية على سوريا فى الديماس وقرب مطار دمشق الدولى ما خلفته طائرات إيرانالأمريكية على ديالى، ولا عزاء للمغفلين!