محمد هلال لو قالت السخرية للراحل العظيم أحمد رجب.. يا خال. فإنها ستقول لدينا ريان.. يا عمتو. على فكرة الأخت دينا حصلت على جائزة أحمد رجب للكتابة الساخرة من نقابة الصحفيين، ذات خريف منصرم. فهذا هو كتابها الثانى «السلطانية» تجمع فيه شقى العمر من حرق الدم تارة على الوطن، وأخرى من أفعال أبناء الوطن. وعلى غير لؤم المبدعين كشفت دينا سر كتابها منذ الصفحة الأولى، حتى لا يتعب تنابلة سلطان الثقافة فى البحث عنه، وقالت:«أهم فائدة للسلطانية أنها تحمى القفا من الضربات». ثم تركت المجال مفتوحا لخيال المضروبين والمضروبات الأحياء منهم وشبه الأموات، فضرب الباشا فى قسم الشرطة والمظاهرات، أكيد يختلف عن ضرب الباشا الكبير فى المعتقلات، وهذا وذاك يختلف عن ضرب قرارات جنون الأسعار للقفا والعقل المصرى معا، وذلك غير تنويعه من الضربات التى تقسم وسط عباد الله الفقراء، وهنا تكمن أهمية السلطانية التى فيها وقاية لقفا سيادتك المعظم وكانت للمؤلفة فيها وقاية لقفاها من ضربات كثيرة منها عدم استغلال الناشرين لها، وقررت نشر الكتاب بمعرفتها. ونتجول معا فى عناوين السلطانية الريانية من «القابض على الجنيه» وحتى «لحم الهوانم» ولا يغرنك الوصف المخملى لهذا اللحم البمبى اللون، الناعم الإحساس والملمس، الذى لا يحتاج المحظوظ به إلى تكييف، فهو فى نهاية الأمر ضربة كبيرة على سلطانية سيادتك، تلقتها مشكورة حماية لقفاك المبجل، فهذا اللحم الهوانمى ما هو إلا اسم يليق بأفخر أنواع «الرخام» فى العالم وثمن المتر المربع سبعة عشر ألف جنيه.... يا بلاش! ونعود للمفارقة بين لحم الرخام والقابض على الجنيه بعد تحرير سعر الصرف ودمار البلاد ووقف حال العباد ونسمع دينا تقول: إن تتسع الدائرة ليصبح القابض على «جنيه» كالقابض على جمرة من النار المشتعلة دوما لا تنطفئ إلا بالتخلص منه، والمقال كما هو واضح عندما أصدر رئيس الوزراء الذى قابل ربا عادلا منذ بضعة أيام د. عاطف عبيد، قراره الأسود بتحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه ليصبح اقتصاد مصر كلها بتاريخها بلا قيمة تذكر، وتصبح دعوة المتسول للمتصدق: ربنا يرزقك بمليون «دولار» يا باشا، فالجنيه أصبح زى عدمه. وكما قلنا: الجولة فى عناوين سلطانية دينا ريان، لها متعة بطعم القرنفل والجنزبيل المخلوط بالقرفة المطحونة، فمن مقال «قفا الشعب 100 ٪» وبخفة دم نادرة تلخص مأساة المصريين عبر التاريخ الذى تسود صفحاته الأفعال السوداء لأنواع كثيرة من المحتل الأجنبى والمحلى من أبناء الأمة اللصوص المحترفين فى مص دم الغلابة، تقول:«إذا تحدث أحد عن الصفع وبالتحديد صفع القفا، يجب ألا ننسى أنفسنا نحن الشعب المصرى العظيم الذى ولد ليأخذ على قفاه!». ولا تظن عزيزى القارئ أن الأخت بنت ريان، تسخر من الضرب على القفا، فله فوائد طبية جليلة، ففى كتاب اسمه «ما لا يوجد فى كتاب.. للتيفاشى» فصل مخصص لفوائد الصفع على القفا، ومنها أنه ينشط الدورة الدموية للدماغ فلا يصاب المصفوع بصداع أو جلطة دماغية، وهنا لابد من ذكر أفضال وزارة الداخلية. ومن عنوانها «البس السلطانية يا مواطن» إلى «احبسينا يا حكومة»، ثم عنوان «مااااء ما فيش برسيم!». عزيزى لن تستدرجنى حتى أفرغ لك ما فى الكتاب من مقالات رائعة مدهشة، ما عليك إلا أن تتفضل مشكوراً بشراء أو ابتياع الكتاب من عند أقرب بائع. وكذا الاستمتاع بخطوط الفنان المبدع الزميل أنس الديب متعة فنية وبصرية وروحية تقمصت روح النص الساخر.. وجعل صورة بنت ريان تنوب عن شعبها فى لبس السلطانية وهم خلفها يتسلطنون.. تحية لمبدعنا ومبدعتنا.