ما بين الهم الشخصى والهم العام تتراوح المقالات التى جمعتها الزميلة «دينا ريان» فى كتابها الصادر حديثا بعنوان «السلطانية» ويجمع خيطًا ساخرًا، يشع مرارة عذبة، ف «دينا ريان» تلميذة الساخر أحمد رجب. تفتتح دينا كتابها بمشهد ما جرى فى تونس من خلع للديكتاتور زين العابدين بن على، وكأنها تسوق لنا نبوءة بما حدث فى مصر ظهيرة 25 يناير 2011، فقد كتبت، هذا المقال يوم 22 يناير، ونشرته بالأهرام، ومع آخر جملة يصدق حدسها حين تقول: «شكر للشعب التونسى على تلك البروفة الجنرال للمسرحية الكبرى». فى كتاب دينا ريان تجد مصر الشعبية كلها حاضرة عبر الصفحات، مثلما تجد النخبة، التى وجهت سهام نقدها إليها، باعتبارها أسس البلاد فى هذ االبلد. ضمن المقالات التى تبث على الأسى ما كتبته تحت عنوان «ظلمنى أبى» فقد قلبت الكاتبة الصورة، لتصبح هى من يوجه ويرشد الأب، وتختتم هذا المقال بفقرة موجعة تقطر حزنا: «علمته الرومانسية والشفافية والملائكية، وعندما أحب.. أحب غيرى.. مصر للطيران، وعندما رحل.. رحل وحده وتركنى». بعض مقالات الكتاب غارقة فى الحنين والأسى، ومن ذلك ما كتبته عن أن محمد منير بعد صداقة دامت عشرين عاما، تصفها بأنها «غابت ولم تمت» وكان الهاتف هو ما أجرى نهر الحنين لأيام ولت، عندما كان الحلم أكبر، وهى تعرض ذلك حين تقول: «ضاع الحلم يا محمد لكن صوتك ظل يشاركنى عذاباتى فى كل المحطات». هذا هو الكتاب الثانى لدينا ريان بعد كتابها «أيامنا الكوبيا» ولا يخفى على أحد ما ترمى إليه الكاتبة من اتكاء على الموروث الشعبى، خصوصا أن الجميع يعرف بشأن «السلطانية» فى الحكاية الإذاعية الشهيرة «معروف الإسكافى» فكلنا فعلا يلبس «السلطانية» كما تؤكد دينا ريان.