اكد وزير الخارجية المصري محمد عمرو على أهمية تضامن جهود المجتمع الدولي في التعامل مع ظاهرة الهجرة التي أصبحت تشكل قاسما مشتركا في جدول إعمال العديد من المحافل الدولية والإقليمية، وذلك من خلال منظور شامل متكامل يأخذ في الاعتبار مختلف الإبعاد الإنسانية والاقتصادية بالإضافة إلى البعد الامنى. وشدد وزير الخارجية فى الوقت نفسه على أهمية البعد التنموي في ظاهرة الهجرة، وهو بعد طالما نادت به مصر وركزت عليه المبادرة المشتركة، وطالبت بعدم اختزال هذا البعد في تحويلات المهاجرين, مع أهميته، بحيث يشمل عناصر هامة أخرى مثل بناء القدرات المؤسسية والتأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها وزير الخارجية محمد عمرو صباح الثلاثاء فى الاحتفالية الخاصة بانتهاء المشروعات المنفذة في مصر في إطار المبادرة المشتركة للهجرة والتنمية والتى اشار فيها الى ابرز المحددات التي تحكم الموقف المصري فى هذا الشان. وقال وزير الخارجية ان المشروعات المنفذة في مصر تركز فى هذا الاطار على دعم القدرات وتبادل الخبرات والمهارات في عدد من المجالات الاقتصادية المتنوعة ذات الأهمية كتعزيز مشاركة المرأة المصرية في الاقتصاد المحلى، ونقل الخبرات الفنية في قطاع الثروة السمكية وتربية الأحياء المائية، فضلا عن بناء قدرات المنظمات غير الحكومية المحلية لزيادة استدامة مشروعاتها التنموية وتعبئة الموارد المحلية لهذا الغرض. وأشار محمد عمرو الى ان تعزيز التعاون بين جنوب وشمال المتوسط أمر أساسى بما يحقق المنفعة المتبادلة للطرفين في مختلف المجالات خاصة تلك المرتبطة بالإبعاد التنموية للهجرة في سبيل الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفى هذا السياق نوه بمشاركة مصر بنشاط في مختلف الأنشطة بما في ذلك في مجال الهجرة, وذلك في إطار عملية برشلونة للمشاركة الاورومتوسطية منذ إطلاقها في عام 1995 وما تلاها من اتحاد من اجل المتوسط . واكد وزير الخارحية محمد عمرو كذلك على جهود منظمات المجتمع المدني الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المصري. وقال محمد عمرو ان مصر وانطلاقا من هذه المحددات، تدعم مختلف المبادرات والجهود البناءة لتعزيز التعاون بين الدول على مختلف المستويات الإقليمية والدولية، والثنائية في التعامل مع كافة مكونات ظاهرة الهجرة بما يحقق الأهداف المشتركة والمنفعة المتبادلة لكافة الأطراف المعنية. ورحب وزير الخارحية بالمشاركين فى هذه الاحتفالية, التي يشارك فيها كوكبة من المسئولين والمهتمين ذوي الخبرة والمعرفة بقضايا الهجرة عامة والهجرة والتنمية خاصة, وذلك بمناسبة الانتهاء من المشروعات الثلاثة المنفذة في مصر في إطار " المبادرة المشتركة للهجرة والتنمية" . وأوضح أن مصر رحبت بالمشاركة في هذه المبادرة منذ إطلاقها في عام 2009 بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة وعدد من وكالاتها المتخصصة ومنظمة الهجرة الدولية والاتحاد الاوروبى. وقد أسهمت وزارة الخارجية بالتنسيق مع الوزارات المصرية المعنية في الجهود الرامية إلى إخراج مشروعات المبادرة في مصر بما يتوافق مع الأولويات والتشريعات الوطنية. ولعل مشاركتها في تنظيم هذه الاحتفالية مع الأممالمتحدة خير تعبير عن ذلك. وقال وزير الخارجية ان مصر تؤمن بان الهجرة تمثل مصدراً للإثراء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في للدول المصدرة والمستقبلة. وفى هذا السياق، تولى مصر اهتماماً خاصاً بدعم دور الجاليات المصرية في الخارج لاسيما في إعقاب ثورة 25 يناير ليس فقط من خلال تفعيل دورهم البناء في بناء وتنمية الوطن حيث يشكلون قوة دفع هامة في هذا الصدد، وإنما أيضا من خلال تعميق الروابط بينهم وبين وطنهم والذي انعكس في مشاركتهم مؤخراً ولأول مرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة ومشاركتهم المتوقعة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، إلى جانب العمل على إنشاء صندوق لرعاية المصريين في الخارج بما يتيح تقديم الرعاية القانونية والاجتماعية للمصريين في الخارج في العديد من المجالات. اضاف وزير الخارحية ان تناول المشاركين فى الاحتفالية اليوم بالنقاش في جلسة خاصة موضوع " الهجرة والتنمية عقب الثورة يعد فرصة لتبادل الآراء وطرح الأفكار والاقتراحات والتوصيات التي من شانها تعظيم الاستفادة من الربط بين الهجرة والتنمية وتفعيل دور المصريين في الخارج, خاصة عقب ثورة كان فيها العامل البشرى هو قوة الدفع والعنصر المغير لأحداث التاريخ من خلال دعواه لإعلاء قيم إنسانية عالمية تنادى بالحياة والحرية والعدالة الاجتماعية. وسجل محمد عمرو تقديره لكل من ساهم فى إنجاح تنفيذ مجمل مشروعات المبادرة المشتركة للهجرة والتنمية، وتهنئته لمديري المشروعات الثلاثة المنفذة في مصر والتي تقدمت بها كل من جمعية رجال الأعمال للإنتاج والتصنيع الزراعي، ومؤسسة مواطنون من أجل التنمية, كما اشاد بدور الجامعة العربية من خلال مشاركة إدارة المغتربين في هذه المبادرة، في خدمة مصالح الدول الأعضاء وتعزيز العمل العربي المشترك في المجالات المختلفة وخاصة التنموي منها. واعرب وزير الخارجية فى ختام كلمته عن الثقة بان احتفالية اليوم تمثل فرصة لإلقاء نظرة على ما تم انجازه في إطار المبادرة في الفترة الماضية وتقييم الدروس المستفادة منها إيجابا وسلباً، وكذلك لطرح أفكار جديدة وأفاق أوسع لما يمكن للمجتمع الدولي تحقيقه من خلال التعاون في مجال الهجرة والتنمية خلال الفترة القادمة عبر توفير فرص افضل وأكثر فاعلية لاستثمار العنصر التنموي للهجرة ولضمان حقوق المهاجرين، بما يستجيب لتطلعات مجتمعاتنا.