حسام فتحي عادل إمام، الزعيم، يتبرع ب52.5 مليون جنيه هي «نصف» أجره من مسلسلات رمضان! السيد البدوي، رئيس حزب الوفد يتبرع بنصف دخله السنوي. محمد الأمين، صاحب قنوات C.B.C ورجل الأعمال، صاحب مجموعة المستقبل أعلن انه سيتبرع بنصف املاكه الخاصة به سواء العينية أوالنقدية والأسهم. منصور عامر تبرع ببناء جامعة مصرية جديدة مثل جامعة القاهرة.. تنتهي عام 2015. والبنك المركزي سارع لفتح حساب 37037 للتبرع في كل فروع بنوك مصر. وفي الخارج سارع السفراء لتفعيل مبادرات دعم مصر، والتبرع لها. المصريون العاديون في داخل مصر وخارجها سيتفاعلون مع مبادرة التبرع لمصر.. ولاشك ان ما اعلنه الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي من تبرعه بنصف راتبه ونصف ممتلكاته من أجل مصر هي رسالة نبيلة من رجل نبيل، اراد أن يعطي لنا جميعاً «القدوة» التي افتقدناها طويلاً، فكم منا يملك شجاعة التبرع بنصف ما يملك ونصف راتبه من أجل مصر؟ وبغض النظر عن «نبل» الرسالة، فإن محتواها واضح.. جلي.. لا يحتاج أي تفسير: «مصر» تمر بأزمة اقتصادية غير مسبوقة، وتحتاج لدعم عاجل من كل أبنائها. كي نستوعب حجم الأزمة، ولماذا مصر على شفا هاوية اقتصادية، يجب أن نعود لأرقام مشروع الموازنة العامة التي رفض السيسي التوقيع عليها واعتمادها بعد جلسة حوار استمرت 6 ساعات مع رئيس الوزراء ابراهيم محلب. العجز في الموازنة اصبح 2.1 تريليون جنيه، و«التريليون» هو رقم واحد وأمامه 12 صفراً، أي أن التريليون الواحد يعادل مليون مليون. وبدون الدخول في تفاصيل حجم الايرادات العامة، والايرادات المقدرة، وحجم الانفاق العام والعجز الكلي، ومعدل النمو المتدني، ونسبة العجز الى الناتج المحلي الإجمالي،.. نقول باختصار إن وضعنا الاقتصادي شديد السوء. وعدم اعتماد الرئيس لمشروع الموازنة العامة للدولة يعني أنه طلب خفض حجم العجز المستهدف، ولا شك أن التبرعات مهما بلغت لن تساوي العجز، ولا ينبغي أن تتجه لهذا الباب أصلا أبداً، ولابد من «تجرع» دواء مر غالباً ما سيكون في شكل خفض للدعم على الطاقة والمحروقات، وزيادة في الإيرادات الضريبية. أما أموال التبرعات فالأفضل توجيهها لمشروعات استثمار حقيقية، وسريعة، وتستخدم أيدي عاملة كثيفة، حتى نخفض نسبة البطالة العالية، ونرفع قيمة الصادرات من ناتج هذه المشروعات. وشكراً مقدماً لكل شقيق عربي قرر قضاء إجازة الصيف، أو جزء من شهر رمضان الفضيل في أجواء مصر الروحانية التي تعطي الشهر الكريم رونقاً لا تجده في مكان آخر. وشكراً لكل من قرر الاستثمار في مشروعات مصرية يعمل فيها مصريون. وشكراً لكل من استجاب وسيستجيب للدعوة النبيلة ومساعدة مصر على القيام من كبوتها. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.