ميرفت فهد يزحف التصحر يزحف علي كوكب الأرض بمقدار 12 مليون هكتار سنويا. فتشير الدراسات إلى أن 24 مليار طن من التربة الخصبة تتآكل كل عام، في حين تدهور ملياري هكتار من الأراضي بصورة شديدة نتيجة للتصحر. ومن المقدر أن تزداد مساحة الأراضي الجافة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحدها بنسبة 15 في المائة في العقد المقبل. وعلى الصعيد العالمي، يقف نحو 1.5 مليار شخص على حافة الهاوية القاحلة حيث تتعرض أرواحهم وأراضيهم وسبل معيشتهم للخطر بسبب زحف الغبراء. إنطلاقا من هذه الخلفية، أطلقت الأممالمتحدة فى اليوم العالمي لمكافحة تحذيرات قاتمة من بعض المسؤولين على أعلى المستويات. فعلي سبيل المثال، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، علي أنه "بإرتفاع عدد سكان العالم، أصبح من الملح أن نعمل على بناء قدرة كل موارد الأراضي المنتجة والمجتمعات التي تعتمد عليها". يتزامن كل ذلك مع توقعات منظمة الأغذية والزراعة بزيادة بنسبة 50 في المائة في الطلب على الغذاء بحلول عام 2050، ذلك علي الرغم من تحذيرات العلماء بأن غلة المحاصيل الرئيسية مثل القمح والأرز والذرة قد تنخفض بنسبة 20 في المائة في السنوات العشر المقبلة بسبب ارتفاع درجات حرارة. وهنا يمكن أن تؤدي ندرة المنتجات الغذائية الأساسية إلى امتصاص المزيد من الأراضي لأغراض الزراعة الصناعية، وهي التي أثبتت أنها احدي المحركات الرئيسية لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 15 إلى 30 في المائة من انبعاثات الكربون وغاز الميثان في جميع أنحاء العالم، وهو ما يغذي بدوره ظاهرة التصحر. علي ضوء هذه الأزمات المتقاربة والمترابطة فيما بينها، أطلقت اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر شعار 2014 "الأرض ملك للمستقبل..." بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر هذه السنة. ويذكر أن الأراضي الجافة تمثل نسبة 35 في المائة من إجمالي سطح الأرض، بما يشمل السافانا والسباسب والغابات الجافة، وهي التي تمتص مجتمعة 36 في المائة من مخزونات الكربون في العالم وتدعم 50 في المائة من جميع الماشية.