حوار: أحمد إبراهيم عامر ترأس وفد ليبيا لحضور احتفال مصر بتنصيب رئيسها المنتخب باكتساح عبد الفتاح السيسى، وعقب الاحتفال جمعه لقاء بالرئيس السيسى، إنه النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطنى العام الليبى الدكتور عزالدين العوامى، أحد رجال ليبيا الوطنيين الذى وقف ضد محاولة الإخوان تنصيب رئيس وزراء أسموه (أبى من أبى وشاء من شاء) فى محاولة بائسة للسيطرة على الحكم فى ليبيا، ووقف متمسكا بالقانون والإعلان الدستورى غير مهتم بميليشياتهم المسلحة أو الموت الذى طال كثيرين على أيدى هؤلاء الظلاميين التقته "الأهرام العربى "و خصها بالحوار التالى : ترأستم وفد بلادكم لحضور مراسم تنصيب الرئيس المصرى المنتخب عبدالفتاح السيسى، هل جاء ذلك استجابة لدعوة مصرية لحكومة الثنى دون حكومة معيتيق ؟أم مبادرة من حكومتكم ؟ أبلغنى السيد عبدالله الثنى، أن الدولة المصرية تدعونى لحفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقد سعدت جدا ولبيت الدعوة على الفور، فمصر هى الشقيقة الكبرى وهذه ليست شعارات، بل هى لب الحق، فانظر إلى العرب على مر تاريخهم، فعندما تنهض مصر وتقوم بدورها الحقيقى فى المنطقة تنهض الأمة كلها. كيف استقبلتم خبر فوز المشير السيسى بالرئاسة ؟ لقد أثلج صدورنا فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بمنصب الرئيس، وهو رجل مصرى عربى أصيل نفتخر به جميعا، وندعو الله أن يوفقه فى قيادة أمتنا العربية دار حديث بينك وبين سيادة الرئيس أثناء استقباله لكم وظهر لغة الشفاه على شاشات التلفاز ... ماذا قال لكم الرئيس؟ أنا أبلغت سيادة الرئيس أن الليبين يعتزوا بوصولكم لحكم مصر ونقد مصر أكبر تقدير وطلبت من سيادته أشياء فى صالح ليبيا ووعدنى برد إيجابى جدا جدا، وأن مصر لن تتخلى عن الشعب الليبى. هل تنقلون لنا بعضا مما قاله لكم الرئيس السيسى عن ليبيا؟ قال لى: "مصر لن تترك ليبيا وشعبها فى مواجهة الإرهاب" . تم اجتماع بين الوفد الليبى برئاستكم ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ... ما أهم النقاط التى تم بحثها؟ نعم .. وأهم النقاط كانت بخصوص إقامة الليبيين بمصر وتسهيل إجراءات التأشيرة، فالمنطقة الشرقية على سبيل المثال لا غنى لها عن مصر بخصوص العلاج والدراسة والسياحة، فمصر هى المنفذ والمتنفس الرئيسى للشعب الليبى، ووعدنا الوزير وعودا طيبة، كما التقينا الثلاثاء الفريق صبحى صدقى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى لبحث سبل المساعدات المصرية لنا فى حماية الحدود ودعمنا لوجستيا ومعلوماتيا فى حربنا ضد الإرهاب. كيف تقرأ المشهد المقبل فى ليبيا؟ إن شاء الله خير، وأنا برغم كل المشاكل والإشكاليات التى نمر بها متفائل جدا . شاهدناك عبر شاشات التليفزيون وأنت ترفع جلسة المؤتمر وعدم اكتمال الأصوات لتنصيب السيد أحمد معتيق رئيسا لوزراء ليبيا وخروجك من القاعة وبعدها تم تنصيبه ليأتى حكم الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا الليبية ببطلان تنصيب السيد معتيق ... ماذا حدث وهل هى محاولات من الإخوان والتيارات المتشددة للتكويش على السلطة قبل الانتخابات البرلمانية ؟ الذى حدث هو مشهد غير شرعى والحمدلله أن القضاء الليبى الشامخ أنصف الليبين جميعا ولم ينصف فقط مجموعة بعينها أو لشخص، بل أنصف كل الليبيين. إننا قسمنا اليمين أن نحافظ على الإعلان الدستورى والتشريعات النافذة للدولة، وبالتالى من المفترض أن تكون السلطة التشريعية هى القدوة لكل المواطنين للحفاظ على التشريعات. ما حدث فى تلك الجلسة لا يتماشى مع صحيح التشريعات، ومن هذا المنطلق رأينا أن ما تم من إجراءات خطأ واعترضت داخل القاعة ولم يستمع لصوتنا فاضطررت للظهور للشعب فى الإعلام لتوضيح الذى حدث، وكان شعارنا هو قول الحق والصدق، مما اضطرننا للجوء لساحة القضاء وقدمنا أنا ومجموعة من أعضاء المؤتمر (التيار المدنى) وانضمت إلينا مجموعة من الحقوقيين والإعلاميين والنخب السياسية وتقدمنا بمجموعة قضايا وليست قضية واحدة، وكانت باكورة الأحكام هو حكم المحكمة العليا فى الدائرة الدستورية، وقالت حكما فاصلا وانتهى الموضوع، وبالتالى لا يمكن الرجوع إليه بعد حكم القضاء. ومن لا ينصت إلى حكم القضاء فإنه سيواجه الشعب الليبى. هناك الآن مطالبات بتسلم لجنة الستين لصياغة الدستور مقاليد السلطة فى ليبيا وإنهاء عمل المؤتمر الوطنى بدعوة انتهاء مدته القانونية وكيف ترى التكوين الشخصى والحزبى والسياسى لأعضاء لجنة صياغة الدستور التى تم انتخابها؟ بخصوص شرعية المؤتمر وعدم شرعيته هذا فيه جدل قانونى ووجهات نظر تتباين تتقارب وتتباعد، أما إدخال لجنة الستين فى هذا الصراع لا أتفق معه، فقد كنت من المؤيدين فى البداية لتسليم السلطة التشريعية لهم، ولكن عندما رأيت الخطوات الاحترافية لأعضاء اللجنة من تواصل مع المواطنين والمناطق الليبية التى تعتبر إيجابية جدا .. واستفادوا من الأخطاء التى وقع فيها المؤتمر الوطنى خلال فترة عمله . فأنا لا أحبذ إقحام لجنة إعداد الدستور فى هذا الصراع السياسى، وأن نتركها تقوم بعملها لصياغة دستور توافقى نستطيع من خلاله الاحتكام لخارطة طريق تؤدى بنا للاستحقات ولدينا استحقاق قريب جدا وهو انتخابات مجلس النواب (البرلمان) المقبل إذ لا سمح الله لم نوفق فى إجراء تلك الانتخابات ستكون هناك سيناريوهات أخرى سوف نعرضها على الشعب الليبى وله الخيار، ولكن ما أراه من المشهد الليبى وفهمى لطبيعة الليبيين فإن شاء الله ستنجح الانتخابات البرلمانية ويستلم السلطة ويصبح أعلى سلطة . هل ترى أن الأوضاع الأمنية والصراع السياسى الذى ربما أصبح صراعا مسلحا سيسمحان بنجاح الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ هذا السؤال كل الصحفيين والإعلاميين يسألون عنه ولكم كل الحق، ولكن أحب أن أؤكد أننا فى ظروف مشابهة وليست بالجيدة، أنجزنا انتخابات المؤتمر الوطنى منذ عامين، وأيضا لا نغفل إنجاز انتخابات البلديات والمجالس المحلية للمدن انتخابات لجنة الستين لصياغة الدستور، ففى كل هذه الانتخابات التى تمت بنجاح كانت هناك مشكلات كبيرة من انتشار للسلاح وصراع سياسى ولكنها نجحت جميعها. حتى انتخابات لجنة صياغة الدستور كانت هناك إشكاليات صعبة جدا، وكانت على مراحل كل منطقة على حدة حتى اكتمل النصاب القانونى لها وهم الآن أعضاؤها 55 عضوا برغم كل الظروف التى تمر بها ليبيا. لم تحدثنا عن اختيارات الشعب الليبى لشخصيات لجنة الستين وهل تم الانتخاب على أساس حزبى أم أيديولوجى أم قبلى؟ اختيارات الشعب اختلفت تماما عن الانتخابات السابقة، فالليبيون الآن لا يهتمون بالأحزاب ولا يرغبون فى أى تكتلات لها أيديولوجيات غير حب الوطن، فالملاحظ أن من تم انتخابهم جاء على المستوى الشخصى لكل عضو وسيرته الذاتية، وقد نتجت عن ذلك مجموعة وطنية حقيقية، الغالبية ليست لها انتماءات ولم تحصل التيارات المتشددة على مقاعد باللجنة، فتيارات الإسلام السياسى فى ليبيا تعلن ظاهريا عدم تشددها ونحن لنا الظاهر، ولكن ما يبطن كل شخص هذا فى علم المولى، ولكن فى المجمل الشعب الليبى شعب متدين وسطى يلفظ التشدد. محاربة الإرهاب ..(عملية الكرامة) كما يطلق عليها عايشها الجيش الليبى بقيادة اللواء خليفة حفتر ومعه العقيد ونيس بوخمادة، قائد قوات الصاعقة والعميد صقر الجروشى، رئيس أركان القوات الجوية، وكثيرون من أبناء الجيش الذين قادوا المعارك أثناء ثورة 17فبراير 2011 . كيف تراها وهل أنت معها أم ضدها ولماذا لم يصدر المؤتمر الوطنى خلال عامين أى قرارات لمحاربة الإرهاب والتصدى لهذه العناصر الإرهابية؟ التلاحم الذى حدث بين الجيش والشعب خصوصا فى المنطقة الشرقية بصرف النظر عمن يقود هذه العمليات، فجميع رجال الجيش الليبى من الوطنيين المحبين لبلادهم، فالجميع يعى أن الجيش الآن يقوم بعمل وطنى لتحسين الأمن واستعادة سيطرة الدولة على كامل أراضيها، فمن لا يدعم الجيش الليبى والشرطة وبناء هذه المؤسسات هو لا يدعم استقرار البلاد، أما أن عملية الكرامة بدأت متأخرة، فأقول أن تأتى أفضل من ألا تأتى، فنحن نواجه مشاكل كبيرة فى بناء المؤسسة العسكرية، هذا التلاحم أيضا بين العسكريين وبعضهم قد ساعد ويساعد على بناء المؤسسة العسكرية بشكل أفضل بصفتك النائب الأول لرئيس المؤتمر تطلع على بعض التقارير الاستخباراتية والأمنية .. هل حقيقى أن بعض مطارات الدولة الليبية تحت سيطرة ميليشيات مسلحة وخارج نطاق سيطرة الدولة وعلى سبيل المثال مطار معتيقة؟ نعم تأتى بعض المعلومات ولكن للأسف لا تأتى معلومات مؤكدة بأدلة نستطيع من خلالها اتخاذ إجراء قانونى، على سبيل المثال غرفة ثوار ليبيا وهى تدفع لها رواتبهم من المؤتمر الوطنى مباشرة وهى من قامت باختطاف الدبلوماسيين المصريين ودبلوماسى تونسى وأخيرا السفير الأردنى ... ألا ترى هذا خرقا للدولة الليبية ؟ تم صرف 900 مليون دينار بالفعل من خلال السيد نورى أبوسهمين، رئيس المؤتمر وتم صرفهم عن طريق رئيس الحكومة السابق على زيدان، وهذا الملف أمام القضاء ضمن القضايا التى رفعناها ليحكم فيها القضاء الليبى، فليس من حق رئيس المؤتمر التصرف بهذا الشكل فى أموال الشعب الليبى دون الرجوع لأعضاء المؤتمر، وبالتالى هناك تحقيق فى هذا الأمر وسوف تكون عليه مسئولية قانونية. أخيرا ماذا تريد أن توجه من كلمات للشعب المصرى؟ أقول للشعب المصرى إن مصر أم الدنيا ودورها مهم عبر التاريخ، وسيكون دورها أكبر وأعظم فيما هو قادم للنهوض بالأمة العربية، حيث قدمتم الدعم لنا فى فترة الغزو الإيطالى وكذلك فى ثورة 17 فبراير، وستدعموننا الآن، هذا هو دور مصر الحقيقى ومبروك لكم ولنا جميعا بالرئيس الوطنى عبدالفتاح السيسى.