طرابلس : خاص الأهرام العربى.. القاهرة - محمد زكى علمت «الأهرام العربى» أن مفتى الفتنة، عضو التنظيم الدولى للإخوان د. يوسف القرضاوى، قام بزيارة سرية استغرقت 24 ساعة لمعسكر ما يسمى ب «الجيش المصرى الحر» بمنطقة درنة بليبيا، نقل خلالها تعليمات التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية بإفساد الانتخابات الرئاسية، وضرب منشآت ومواقع عسكرية وشرطية بالتزامن مع الإعداد للانتخابات والاحتفال بأعياد سيناء وعيد العمال. وكشف العميد حسام العواك، مسئول الاستخبارات بالجيش السوري الحر عن وأوضح أن ضباطا في المخابرات القطرية يشرفون على معسكرات لتدريب ما يسمى ب«الجيش المصري الحر» بمنطقة خليج البردي بليبيا على بعد 60 كيلومترا من محافظة مرسى مطروح، ويوجد بها جهاديون من مصر وتونس والمغرب ومالي والسودان. كما كشف عن أن القرضاوى تسلم 20 مليون دولار من ليبيا و60 مليون دولار من دولة خليجية. وأشار إلى أن هذا الشيخ حاول تشكيل جيش خاص به وقام بإنشاء قيادة عسكرية إسلامية تولى هو رئاستها بمشاركة مجموعة من الضباط، لكن تم إلغاء الموضوع بعد تلقيه تهديدات بوقف الدعم المقدم له من دولة خليجية. نوه العواك إلى أن وقوع الرجل الثاني بتنظيم القاعدة، ثروت صلاح شحاتة، فى أيدى سلطات الأمن المصرية، سيسهم بشكل كبير فى وقف زحف الجيش المصرى الحر الى الحدود المصرية لأنه بالطبع سيكشف عن تحركاته. وكان ثروت شحاتة « المصري الجنسية» والذي وصل من ليبيا منذ شهرين قادمًا من إيران مرورا بتركيا والتقى برئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، هو من أصدر الأوامر بتنفيذ مجزرة الأقباط المصريين ببنغازي. وقال إن شحاتة هرب من مصر وسبق له الجهاد بأفغانستان والعمل مع الحرس الثوري الإيراني، وأن تنظيم القاعدة يضعه في الأماكن الساخنة وبؤر التوتر. من ناحية أخرى أكد اللواء شريف إسماعيل، مستشار الأمن القومى لمنطقة سيناء السابق، أن هناك عددا كبيرا من التكفيريين فى دول شمال إفريقيا خصوصا فى ليبيا، يخططون لأن يكون لهم وجود فى مصر تحت مسمى «الجيش الحر»، وسيحاولون تنفيذ عمليات إرهابية فى احتفالات مصر بأعياد سيناء، حيث يتوقع وضع سيارات مفخخة وقنابل فى أماكن حيوية، أو قيام إرهابى بتفجير نفسه فى أماكن مزدحمة بالمواطنين. وقال: إن التنظيمات الجهادية كلها نابعة من تنظيم واحد هو «التوحيد والجهاد» الذى انبثقت منه بعد ذلك «الرايات السوداء، وكتائب الأقصى، وجماعة أنصار بيت المقدس» وغيرها، وهى توجد بشكل أساسى فى مناطق «جبل الحلال، ومنطقة الشيخ زويد، والطويل والمقاطعة» وهناك تنسيق بين تلك الجماعات وحركة «حماس» التى أدخلت تكنولوجيا التفجير لتلك الجماعات بالإضافة إلى وجود تنسيق بينهم وبين «جيش الإسلام «هو تنظيم فلسطينى سلفى يوالى تنظيم القاعدة، أسسه ممتاز دغمش الذى عمل سابقًا فى جهاز الأمن الوقائي، التابع للسلطة الفلسطينية، وأيضا مع جماعة «جلجلات» الإسلامية المتطرفة فى قطاع غزة، وهم يؤدون تدريباتهم فى وسط سيناء فى منطقة «وادى العين وجبل الحلال». وقال: إن القنابل التى يتم استخدامها حاليا بدائية الصنع، ويتم زرعها فى أماكن غرضها دعائى أكثر منها لتنفيذ عمليات تفجيرية، بهدف دفع النظام الحاكم لليأس والدخول فى مصالحة مع الإخوان، فهم يقاتلون من أجل البقاء، وليس لتنفيذ عمليات تفجيرية. وعن حقيقة تسريب الرئيس المعزول محمد مرسى للخطط الأمنية للإرهابيين فى سيناء، قال: هذا حقيقى بنسبة 100%، فخطط العملية «نسر1 ونسر2» عرضت عليه، لكنه قام بنقلها إلى الإرهابيين فى سيناء، ثم قام بإرسال عماد عبد الغفور ومجدى سالم وياسر على للتفاوض مع الإرهابيين، والحقيقة أن ذلك لم يكن تفاوضا، بل كان بمثابة عقد اتفاق معهم. وصرح اللواء أمين عز الدين مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، بأن الجهات الأمنية رصدت عناصر من تنظيم القاعدة كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية خلال الفترة المقبلة بالقرب من سجن برج العرب، لتهريب الرئيس المعزول محمد مرسي أثناء نقله إلى المحاكمة بالقاهرة. وأكد عزالدين أن سجن برج العرب من السجون شديدة الحراسة والمؤمنة تماما عن طريق جهاز الشرطة بالتعاون مع القوات المسلحة، قائلا: إنه بمثابة «خط أحمر» لن يمكن تجاوزه من قبل من تسول له نفسه الاقتراب منه أو تهريب أى أحد منه. من جانبه كشف الخبير الإستراتيجى اللواء سامح سيف اليزل عن وجود تقارير أمنية شبه مؤكدة رصدت مقابلة أحد المسئولين من إيران بعناصر مصرية إخوانية مع بعض العناصر القطرية - التركية فى ليبيا، وأشارت التقارير أن الهدف وراء ذلك الاجتماع تقديم الدعم سواء ماليا أم عن طريق السلاح أم التدريب لتلك العناصر. وأضاف أن هناك عناصر إرهابية معروفة ستقوم بالإشراف على ما يسمى ب «الجيش المصرى الحر» منهم إسماعيل الصلابى، غانم القبيسى، وأبو فهد الرزازى، وأنه تم تسريب مكالمة هاتفية للقائد الإرهابى الليبى إسماعيل الصلابى مع أحد قيادات الإخوان فى ليبيا، والتى تؤكد وجود أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل يسعون للانتقام من جيش مصر وشعبها . وتشير التقارير التى كشف عنها النقاب أخيرا، إلى أن الأجهزة المعلوماتية المصرية رصدت تحركات للنصرة والقاعدة فى سيناء وعلى الحدود المصرية –الليبية، ونجحت فى تحديد العناصر القيادية التى تمسك بزمام الأمور، حيث قامت القوات المسلحة بفرض حصار تكتيكى على تلك الجماعات الموجودة فى شبه جزيرة سيناء، واعتماد خطة تصفية لتلك البؤر الإرهابية بالتزامن مع الحصار، الذى يهدف إلى تجفيف منابع التمويل والتسليح. كما تؤكد التقارير أن هناك طائرات بدون طيار تجوب الأجواء الليبية، فى ظل تكتم من الحكومة الليبية، حيث إن هناك اتفاقات بين ليبيا ومصر على حماية الحدود المخترقة بعد أن تزايدت عمليات ضبط للأسلحة أثناء محاولة تهريبها إلى مصر، إضافة إلى الكشف عن محاولات تسلل بعض العناصر الإرهابية. وأدلى الإرهابى «ثروت شحاتة» المقبوض عليه لدى الأجهزة الأمنية الآن بتفاصيل خطيرة حول العناصر التى تقوم بتدريب العناصر الجهادية والتكفيرية ضمن ما يسمى ب «الجيش الحر» وفى مقدمتهم عبدالباسط عزوز وإسماعيل الصلابى. تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية فى سيناء، والمناطق الأخرى والضربات الموجعة التى نفذتها الأجهزة الأمنية المصرية سواء الجيش أو الشرطة جعل هذه الجماعات تبحث عن مكان آمن لها لإعادة تنظيم نفسها ساعدتها على ذلك الظروف الأمنية فى ليبيا، حيث تسيطر هذه الجماعات على جزء كبير من أراضى ليبيا بدليل عمليات الخطف التى تتم يومياً سواء لمسؤليين ليبيين أو عرب أو أجانب آخرها السفير الأردنى لدى ليبيا كل ذلك جعل هؤلاء الإرهابيين يجتمعون على هدف واحد هو مصر. وجاء الإعلان عما يسمى «بالجيش المصرى الحر» ليكون نقطة ارتكاز ضد الدولة المصرية لزعزعة استقرارها، وهو ما أكده الخبراء الأمنيون مشددين فى الوقت نفسه على أنه لا يجب تكبير الحدث أو التعامل معه بتهويل، ولكن فى إطار حجمة الفعلى «الأهرام العربى» حاورت الخبراء لمعرفة حقيقة هذا الأمر وجديته وكيفية تعامل الدولة المصرية مع هذا الحدث. فى البداية يقول الدكتور ناجح إبراهيم الكاتب والخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن مشروع تنظيم «الجيش الحر» تم تشكيله منذ 6 أشهر وحذرنا منه، وكان يطلق عليه فى البداية اسم الدولة الإسلامية بمصر وليبيا، ثم بعد ذلك قاموا بتغيير الاسم وأطلقوا عليه «الجيش المصرى الحر» وهم من يقومون بخطف وقتل المصريين الموجودين على الأراضى الليبية ويستهدفون أى هدف مصرى. وأشار د. ناجح إلى أن ليبيا بها كل الظروف التى تسمح بتكوين مثل هذه التنظيمات المسلحة التى تتبنى منهج تنظيم القاعدة، لأنها تمتلك مساحات شاسعة فى الصحراء وكم أسلحة لا نهاية له ومدربون محترفون جاءوا إليها من العراقوسوريا وجنسيات متعددة، إضافة إلى بقايا القاعدة التى هربت من مصر، وكل هذا يجعل من السهل جدا تشكيل تلك الجماعات المسلحة. وأضاف إبراهيم كل الإمكانات متوافرة لدى تلك الجماعات وهم استقوا الفكر التكفيرى، كما أنهم يتمركزون فى نفس المنطقة التى كانت معقل للجماعة الإسلامية الليبية على الحدود المصرية والتى كان قد ضربها الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى، والأخطر فى ذلك أنه لا توجد شرطة أو جيش فى ليبيا لمواجهة تلك الجماعات، كما أن هناك دولا تشجع ذلك وتدعمه. وتساءل ناجح إبراهيم: هل ستنتظر مصر وجيشها إلى أن تضربها هذه الجماعات المسلحة والتنظيم القوى؟ أم ستقوم بالتعرف على ذلك التنظيم وقياداته وستوجه لهم ضربات استباقية وتمنعهم من دخول مصر؟ من ناحيته يرى اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، أن هذا التنظيمات موجوده بالفعل منذ ثورة ليبيا وجزء آخر مما يطلق عليهم جهاديى سوريا والذين شاركوفى العمليات العسكرية ضد الدولة السورية ومنهم سوريون، وأفغانيون، مصريون، وهؤلاء لم يستطيعوا عبور الحدود المصرية نظراً للإجراءات التى تقوم بها الدوله المصرية فى إطار مواجهتها ضد الإرهاب منذ عزل مرسى، والقضاء على جبهة سيناء ويريدون فتح جبهه جديد وهذا أمر طبيعى أن يلتقى هؤلاء تحت هدف ومسمى واحد وما يطلقون عليه «الجيش المصرى الحر» ويجب على الدوله التعامل مع الموضوع بقدره أى بعدم التهوين أو التهليل لأنه كم هو معلوم هؤلاء جزء من التنظيم الدولى للإخوان وهو محاولة يائسة منهم بلفت الانتباه بأنهم مازالوا موجوديين. وعن التمويل يقول اللواء رشاد: إن التنظيم الدولى للإخوان وتابعيه هم المسئولون عن التمويل وكل الجماعات الإرهابية المسلحة خرجت من رحم الجماعة وتِأتمر بأمرها. أما اللواء حسام سويلم، الخبير العسكرى، فقد علق على إعلان بعض جماعات إرهابية تدعى «الجيش المصرى الحر» عبر مقطع فيديو نشروه على موقع يوتيوب، قائلا:«إن هناك جيشين أو قاعدتين لهذا الكيان الذى يسمى نفسه بالجيش الحر إحداهما فى ليبيا والأخرى فى سيناء وهؤلاء تم تكوينهم بتمويل من جماعة الإخوان فى مصر ودولة قطر وبرعاية أمريكية ويتدربون على أيدى مقاتلين من سوريا وليبيا والسودان. وأضاف سويلم أن القاعدة الأولى لهذا الكيان فى سيناء يقودها رمزى موافى، أحد قيادات الجماعات الإرهابية الملقب ب«طبيب بن لادن»، وتشارك فيها جماعة بيت المقدس وحركة حماس الفلسطينية، وهذا القاعدة بدأت حربها بالفعل مع الجيش المصرى الذى كبدها خسائر فادح وقارب من القضاء عليها. وتابع أما القاعدة الثانية فهى داخل ليبيا وتتشكل من مقاتلين من داخل ليبيا ومن السودان وعناصر آسيوية من أفغانستان، وباكستان، وجنسيات عربية أخرى، وهذه القاعدة لا يستطيع الجيش المصرى ضربها لأنها داخل الأراضى الليبية ولكن يجب أن يتدخل للقضاء عليها لأنها تخطط لضرب السد العالى والمطارات المصرية وعدد من المنشآت الحيوية فى مصر. من جانبه، أشار اللواء عبد المنعم كاطو الخبير العسكرى، إلى أن هذه الكيانات التى تعلن عن نفسها هى فى حقيقة الأمر تابعة لجماعة الإخوان فى مصر التى تحاول أن تؤكد للجميع أنه ليست هناك سيطرة على مصر من القوات المسلحة. وأكد كاطو أن مصر قادرة على ردع هذه الجماعات الإرهابية لأنها تختلف عن سوريا وأى دولة أخرى، وجيشها قادر على القضاء على مثل هذه التنظيمات، كما أننا نتملك أجهزة استخباراتية قوية لديها معلومات كافية عن هذه التنظيمات الإرهابية التى قريبا سيسحقها الجيش المصرى. أما العميد صفوت الزيات، الخبير العسكرى فذهب فى اتجاة آخر، مشككا فى وجود مثل ما يطلق علية «الجيش المصرى الحر» وتساءل: هل صدر بيان من أجهزة الدولة بهذا الشأن للتأكيد أو النفى لأننا فى حالة تدمير للدولة المصرية سواء فى الداخل أو الخارج، حيث التطرف فى الشرق بسيناء وبهذا الكلام نفتح جبهة جديدة فى الغرب فى أقوال غير مسئولة ويمكن فى المستقبل فتح جبهه أخرى فى الجنوب مع السودان، وهذا الأمر يدعو إلى تقويض الدولة المصرية التى تتعرض لأول مرة لحالة من هذا الانشقاق من جهات منظمة سواء بالداخل أو من الخارج ويجب على الدولة المصرية الانتباه لذلك حتى لا تسقط فى نفق غير معلوم الاتجاه لأن الدولة المركزية المصرية صمدت فى حماية أمنها القومى خلال الأعوام الماضية وهناك من يتربص بها لتفتيتها وتشتييت قدرتها، ولابد للأجهزة الأمنية أن يكون لديها سعى لوأد مثل هذه الأشياء إن صح وجودها، لأن الأمن القومى المصرى يبدأ من خارجها وليس من داخلها والأسئلة المطروحة كثيرة مثل التهديدات بهذه الصورة وهل هذا يخدم مرشحا معينا فى هذا التوقيت أو الإساءة للتيار الدينى المعتدل، كنا نأمل أن تكون كل الأمور التى تهدد الأمن المصرى أن نتعامل معها بجدية وليس بهذه الخفة لأنها ليست قضية فنانة منحرفة أو زيادة أسعار فى سلعة معينة، ويجب أن تصدر الحكومة المصرية بيانا تشرح فية التهديدات التى تتعرض لها وكيفية مواجهتها لإشعار هؤلاء بوجود الدولة وقوتها.