إلهامي المليجي أطفال الشارع من اخطر الظواهر الاجتماعية التي يمكن أن تمثل قنبلة مدمرة للمجتمع او تتحول لطاقة هائلة تسهم في التنمية ، ما يستوجب ضرورة دراستها بشكل علمي معمق والبحث في كيفية معالجتها بشكل كامل ومتعدد الابعاد من تربوية وثقافية واقتصادية ، ومعالجتها تبدأ بالوقاية وصولاً الى تأمين اعادة التأهيل والاندماج. ولقد حضرت الاسبوع الفائت حلقة نقاشية عرض خلالها الدكتور حسن البيلاوي امين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية مشروع لتأهيل ودمج اطفال الشوارع في المجتمع وفق فلسفة تربية الامل . واوضح الدكتور البيلاوي ان مشروع البرنامج المقترح يتضمن خمس مراحل على امتداد ثلاثة اعوام تبدأ من التهيئة واكتشاف الذات للاطفال مرورا بمرحلة التمكين للاطفال من مهارات الحياة وصولا الى التمكين من خلال محو الامية والتعليم ، وتوقف الدكتور البيلاوي عند شروط نجاح البرنامج والتي تستلزم توفير البيئات التمكينية الداعمة وبناء القدرات واعداد الكوادر ، وكشف عن اتصالات المجلس مع الشركاء المحتملين للمشروع في مصر للاتفاق على صياغة بروتوكول التعاون وقد ابدت وزارة العدل استعدادها للقيام بعمل هوية للاطفال المختارين وكذلك ملفات ، ومتابعة مدى ملاءمة اللوائح والتشريعات لمقتضيات العمل والمساعدة في دعم المشروع بالتوجيهات والارشادات القانونية ، وابدت وزيرة الشئون الاجتماعية موافقة مبدئية على المشاركة في المشروع وكذلك المجلس القومي للطفولة والامومة . ان المشروع يأتي استكمالا للمرحلة الاولى من مشروع حماية اطفال الشوارع في العالم العربي والتي تمت في كل من المغرب واليمن والسودان ولبنان ومصر واستخلاصا من الدروس المستفادة منها تأتي المرحلة الثانية والتي من المقرر ان يتم تنفيذها في مصر فقط كنموذج استرشادي وفق توجيهات سمو الامير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية . ونظرا لغياب الارقام الدقيقة حول عدد اطفال الشوارع في مصر فان هناك اختلاف حول عددهم بين جهة واخرى فبينما يراه البعض يصل الى عشرات الالاف يراه اخرين ارتفع الى عدة ملايين وهذا ما تؤكده إحصائيات منظمة الاممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف ) التي حددته بمليوني طفل ، ومع اهمية ضخامة العدد الذي يعكس خلالا في النظام الاجتماعي للانظمة المتعاقبة بدءا من سبعينيات القرن الماضي الا انهم يمكن ان يمثل قوة ايجابية وبناءة، وفي هذا الاطار استغرب ان يختزل العديد من دعاة الاشتراكية قضية العدل الاجتماعي في حد اقصى وادنى للاجور واذكر هؤلاء بأن مشكل اطفال الشوارع كان ضمن اولويات قادة الثورة البلشفية في روسيا حيث تجاوز عددهم السبعة ملايين طفل نتيجة لعقد من الزمن تقريبا من الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية كان ذلك في العام 1922. ان الوطن لن يتطور تنمويا ويستقر اجتماعيا دون عودة الحقوق المسلوبة لاطفال الشوارع الذين يمثلون تجسيدا حيا للظلم الاجتماعي الذي ساد مصر لعقود ثلاث مضت ، وقد أن الاوان للمجتمع والدولة ان يوليا تلك القضية المهمة الاهتمام الواجب قبل ان تزداد تعقيدا وخطورة على بنية المجتمع وكيان الدولة . وختاما .. تحية واجبة لسمو الامير طلال بن عبد العزيز الذي يترجم محبته لمصر الدولة والشعب من خلال خطوات عملية تتمثل في دعمه لمشروع تأهيل ودمج اطفال الشوارع وايضا عبر مشروع بنك الفقراء الذي تتم عرقلته منذ سنوات عدة بالرغم من اهميته في حل مشكلات الكثير من الفقراء المصريين ولبتك الفقراء حديث اخر في مقال قادم بمشيئة الله .