علاء عزت فتش عن المصالح.. ستكتشف كل تفاصيل الخيانة.. فى النهاية ستعرف سر الصفقة. هذه هى المفاتيح السرية والسحرية الثلاثة، التى حلت أكبر لغز فى تاريخ الرياضة المصرية، لغز بدأ غامضا، وانتهى غامضا. قبل أيام كان الجميع يبكى مقدما تشييع جثمان الرياضة المصرية إلى مثواها الأخير إثر وفاتها بأزمة قلبية، على خلفية فرمان منتظر من اللجنة الأوليمبية الدولية بتجميد نشاطها، وفجأة وعلى طريقة الأفلام الهندية، انتهت الأزمة، ودقوا المزاهر يالا، يا أهل البيت تعالوا. حتى مساء يوم الجمعة الماضى الموافق 7 مارس الجارى، كان العد التنازلى لتجميد الرياضية المصرية على خلفية كم الشكاوى التى أرسلتها اللجنة الأوليمبية والأندية المصرية لكل الجهات الدولية بدعوى التدخل الحكومى فى شئون الرياضة المصرية قد دخل حيز الساعات بدلا من الأيام، وفجأة يصل خطاب دون سابق إنذار هذه المرة من اللجنة الأوليمبية الدولية، يبارك حل الأزمة، ويطالب بإجراء انتخابات الأندية فى الموعد الذى حددته الحكومة ممثلة فى وزارة الرياضة، ولم يصدق الكثيرون الأمر، وارتسمت علامات الدهشة والتعجب على وجوه الجميع، ماذا حدث؟ لماذا تغير موقف اللجنة الأوليمبية الدولية 180 درجة؟ وأين الميثاق الأوليمبى؟ علامة استفهام عملاقة، وعشرات علامات التعجب، حول سر التحول الكبير فى القضية الخطيرة، علامات استفهام وتعجب، عثرت «الأهرام العربى» على إجابات واضحة لها من خلال كشف كل الأسرار وما دار خلف الكواليس، قضية تحمل 3 عناوين رئيسية «الصفقة.. والمصلحة.. والخيانة».. كان هذا هو الموجز وإليكم الأسرار بالتفاصيل. تهديد فى زهراء المعادى أول الأسرار التى تكشفها "الأهرام العربى" وتنفرد بها دون كل وسائل الإعلام، تقول إن وزير الشباب والرياضة الجديد خالد عبد العزيز، والذى تولى الحقيبة المزدوجة بعد الثنائى العامرى فاروق وطاهر أبوزيد اللذان دفعا غاليا ثمن مؤامرة اللجنة الأوليمبية برئاسة خالد زين وحلفائها من الداخل والخارج، تلقى عبد العزيز رسالة واضحة من قيادة سياسية كبيرة أثناء احتفال أقيم فى نادى زهراء المعادى، بضرورة التدخل الحاسم وإنهاء "المهزلة" الكبرى، وقال القيادة السياسية الكبرى لوزير الشباب والرياضة الجديد "اللى حضر العفريت لازم يصرفه"، وحملت لغة المسئول الكبير لهجة "التهديد"، وبالفعل بادر عبد العزيز بالاجتماع بالشخص الذى حضر العفريت وهو خالد زين، فى حضور الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، والذى تم تفويضه رسميا من قبل اللجنة الأوليمبية المصرية لمراقبة الأزمة الرياضية المصرية، ولم يكن حسن مصطفى مجرد مراقب دولى، بل كان شريكا أساسيا فى صناعة وتفعيل وتضخيم الأزمة، وأعلن انحيازه مبكرا لصالح جبهة خالد زين، وصديق عمره حسن حمدى رئيس النادى الأهلي،فى حربهما المقدسة ضد وزيرى الرياضة السابقين العامرى فاروق وطاهر أبوزيد. وعلم "الأهرام العربى" أن هناك تهديدات مباشرة وجهت إلى حسن مصطفى تحديدا، بالتدخل الفورى السريع لإنهاء الأزمة والمهزلة، وإلا سيتم فتح ملفه الأسود، ممثلا فى البلاغ الذى قدمه وزير الرياضة السابق طاهر أبوزيد ضده للنائب العام فى تهمة الاستيلاء على مبلغ مليون و 600 ألف فرنك سويسرى، وقت أن كان رئيسا للاتحاد المصرى لكرة اليد، وهو المبلغ الذى أرسله الاتحاد الدولى للعبة لمصر لدعمها وقت استضافتها لبطولة العالم العام 1999. الخطاب السرى.. والخيانة نجح التهديد فى هز حسن مصطفى، الذى شعر أنه فى خطر حقيقى، وهو ما دفعه إلى مخاطبة حليفه الكبير خالد زين، وإجباره على إرسال خطاب للجنة الأوليمبية الدولية تؤكد فيه اللجنة الأوليمبية المصرية أن الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الرياضة ملتزمة بخارطة الطريق التى تم وضعها فى مؤتمر " لوزان "، وأنه لا ضرر من إجراء انتخابات الأندية فى المواعيد المحددة لها سلفا، بضمان حكومى بإصدار قانون رياضى جديد يتضمن حقوق الأندية والاتحادات الرياضية التى يتضمنها الميثاق الأوليمبى.. ويبدو أن خالد زين شعر بأنه تلقى ضربة قاتلة من شريكه وحليفه الكبير حسن مصطفى، ورفض الانصياع للأمر فى البداية، قبل أن يقرر الهروب إلى لندن مصطحبا زوجته تفاديا لمواجهة وسائل الإعلام بعد خسارته للمعركة. وبالفعل أرسل الخطاب فى سريه تامة الأربعاء قبل الماضى، وظل الأمر فى طى السرية والكتمان تماما مثل الأسرار العسكرية، قبل أن يكشف النقاب عنه مساء الجمعة بوصول الرد من اللجنة الأوليمبية الدولية تبارك احتواء الأزمة. ولم يكن أمر الخطاب السرى، الذى أرسل مساء الأربعاء، خافيا على الجميع، بدليل أن حسن حمدى، رئيس النادى الأهلى ألغى المؤتمر الصحفى الذى كان مقررا صباح اليوم التالى الخميس، ووقتها لم تعلن إدارة الأهلى عن أسباب إلغاء المؤتمر. وما إن وصل خطاب اللجنة الأوليمبية الدولية مساء الجمعة، حتى اهتز الوسط الرياضى فى مصر على وقع حديث الخيانة، وهو الحديث الذى فجره الإعلامى أحمد شوبير على الهواء مباشرة، وهول الصدمة والمفاجأة جعلت شوبير يكيل اتهامات الخيانة إلى الجميع، وهو كان أحد حلفاء جبهة حسن حمدى، وبالتالى كان حليفا إعلاميا قويا للجنة الأوليمبية المصرية، وخاض معارك ضارية ضد زميله السابق فى الملاعب سواء فى الأهلى أم المنتخب الوطنى طاهر أبوزيد. واستعان شوبير فى حملة حديث الخيانة، بكل الحلفاء الذين باعهم وخانهم الدكتور حسن مصطفى والمستشار خالد زين، والأخير تلقى تهديدا بإقصائه من نادى هيئة قضايا الدولة، وهو المنصب الذى كان يستخدمه فزاعة لإرهاب كل خصومه، سواء داخل اللجنة الأوليمبية المصرية، أم فى أى مكان آخر. وظل شوبير يؤكد وجود خيانة دون أن ينجح فى كشف خيوطها، مستندا فقط على التحول الرهيب فى موقف اللجنة الأوليمبية المصرية، وكيف كانت حتى الأمس القريب تلوح بسيف اللجنة الأوليمبية الدولية، وسيف الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، واستخدام فزاعة التجميد الدولى للرياضة المصرية، فى وجه كل من يحاول الوقوف فى وجه مخططه ليكون الرجل الأول للرياضة المصرية.. وكانت صدمة شوبير الكبرى فى فشله التواصل مع أى من المسئولين الذين بادروا بإغلاق هواتفهم المحمولة، وتركوا علاء مشرف وحيدا يواجه مدافع اتهامات الخيانة. مضمون الخطاب السرى تكشف "الأهرام العربى» مضمون ما جاء فى الخطاب السرى الذى أرسلته اللجنة الأوليمبية المصرية للأوليمبية الدولية، وتضمن الخطاب: " أن الحركة الرياضية فى مصر تشهد استقراراً ملحوظاً بعد تغير الحكومة المصرية ورحيل وزير الرياضة طاهر أبو زيد الذى كان عقبه حسب وصفهم للسير فى تنفيذ خارطة الطريق، وتولى خالد عبد العزيز الذى يلقى ترحيباً كبيراً فى الوسط الرياضى ولديه مرونة فى إبعاد أى اتهامات تعكس التدخل الحكومى، وأن خارطة الطريق تم تنفيذ مايقرب من 80 % منها والباقى سوف يتم تنفيذه فى الموعد المحدد من قبل فى اجتماع لوزان ". وهو الخطاب الذى تم كتابته بشكل سرى للغاية ألأربعاء قبل الماضى فى مقر اللجنة ألأوليمبية بحضور اللجنة الثلاثية فقط «خالد عبد العزيز – حسن مصطفى – خالد زين – وعلاء مشرف» دون علم أى من أعضاء مجلس الإدارة داخل اللجنة الأوليمبية، وتم إرساله للأوليمبية الدولية فى سريه تامة، وهو ما وجد ترحيباً من قبل اللجنة ألأوليمبية الدولية التى اقتنعت بما جاء فى الخطاب عن طريق مندوبها حسن مصطفى الذى أكد أن الانتخابات لابد وأن تستثنى من خارطة الطريق بسبب ظروف سياسية وأيضا حتى لا يكون هناك تدخل حكومى لتعيين مجالس إدارات الأندية التى انتهت مدتها القانونية منذ مايو الماضى، وتم وضع مادة الرياضة فى الدستور التى تؤكد توافق اللوائح للمواثيق الدولية، وأكد خطاب الأوليمبية الدولية أن تكون هناك فترة حتى مايو للانتهاء من القانون وضرورة عمل لوائح للاتحادات الدولية . صفقة السم فى العسل وإذا كنا تفهمنا تحول وانقلاب موقف الدكتور حسن مصطفى مندوب اللجنة الأوليمبية الدولية، وأن التحول كانت نتيجة طبيعية لتهديده بفتح ملفاته القديمة والتى قد تصل به للسجن، فماذا عن سر تحول موقف المستشار خالد زين، بعيدا عن تهديده بالإقصاء عن نادى هيئة قضايا الدولة. وهنا تكشف " الأهرام العربى " عن سر جديد، وهو أن تحول موقف رئيس اللجنة الأوليمبية الذى كان قمة فى التشدد والجبروت، كان على خلفية صفقة أبرمها مع وزير الشباب والرياضة، حيث حصل زين على ما كان يسعى إليه وهو أن يكون الحاكم بأمره، بمعنى أن يكون هو المانح المانع فى مسألة دعم الاتحادات الرياضية ماديا، وحصل بالفعل على مبلغ 16 مليون جنيه من وزير الشباب والرياضة، كما انتزع حق الإشراف على المركز الأوليمبى فى المعادى، وكذا مركز الإشراف على الأبطال الأوليمبيين، والحقيقة أن وزير الرياضة الجديد بموافقته على منح كل هذه الامتيازات للجنة الأوليمبية المصرية، وضع لخالد زين السم فى العسل، كما يقولون، حيث سيكون وزير الرياضة بعيدا عن أى إخفاق رياضى يقع مستقبلا، على أن تتحمل اللجنة الأوليمبية كامل المسئولية، وكذلك نصب وزير الرياضة فخا لرئيس اللجنة الأوليمبية عندما منحه مبلغ ال 16 مليون جنيه لصرفها على الاتحادات الرياضية استعدادا للمشاركة فى دورة الألعاب الإفريقية للشباب فى بتسوانا يونيو المقبل، والدورة الأوليمبية للشباب فى الصين نهاية أغسطس المقبل، وهو يثق تماما أن هناك اتحادات ستتقدم بشكوى رسمية لوزارة الرياضة ضد اللجنة الأوليمبية بدعوى عدم حصولها على كامل الدعم، وبتراكم الشكاوى، ستطالب الاتحادات بعودة أمر الدعم إلى وزارة الرياضة كما كان الأمر. وفى غمرة أحاديث الخيانة، خرج العامرى فاروق مدافعا عن طاهر أبوزيد، الذى طالما أكد أن إقامة الانتخابات فى موعدها، مؤكدا أن اللائحة التى وضعها هو وقت توليه الوزارة، وأضاف إليها من بعده أبوزيد من بنود لا توجد بها ثغرات أو عوار قانونى مؤكدا أنه لا يقبل أى طعن على انتخابات أى ناد. وبسؤاله عما إذا كان حزينا لأنه هو وأبوزيد كانا ضحية مؤامرة رخيصة، رفض العامرى فاروق التعليق، مؤكدا أنه سيترك الحكم للجماهير ووسائل الإعلام، وأكد أنه رفض الصفقة التى أبرمها خالد عبد العزيز مع خالد زين لاحتواء أزمة مفتعلة.