اعتبرت نانسي بيلوسى زعيم الأقلية في الكونجرس الأمريكى أن مشكلة المنظمات غير الحكومية التي ثارت بين القاهرةوواشنطن ما هي إلا "عثرات صغيرة على الطريق، وقالت ان كل ما حدث من قبيل هذه العراقيل سينتهى أثناء رحلتنا الى المستقبل نحو مزيد من التعاون". وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته وبقية وفد الكونجرس الأمريكي، قالت بيلوسى ان لقاء الوفد مع المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر اليوم كان لقاء مثمرا مشيرة الى أن هدف زيارة وفد الكونجرس لمصر هو التعبير عن تقديرهم للشعب المصرى خاصة بعد الانتخابات الحرة التى تمت وكل الخطوات التى يتخذونها فى المرحلة الانتقالية فى الاتجاه نحو الديمقراطية وتعزيز أواصر الصداقة بين بلدينا وايجاد اساليب لتقوية العلاقات المصرية الامريكية. وأضافت بيلوسى أن لقاءات نواب الكونجرس بالنواب البرلمانيين المصريين أوضحت وجود نفس التجربة فيما يخص الدستور وتشكيل لجنة لصياغته وتشكل حكومة تعكس احتياجات الشعب، وأعربت عن اعتقادها بأن هذه الحيوية التى تسود مصر رائعة وهم يفعلون ما نفوم به فى برلماننا، وقالت أن تجربة مصر لا تزال جديدة فى بلد قديم الحضارة والتاريخ لكن ربما التجربة الديمقراطية لا تزال جديدة لكنها أكبر ديمقراطية فى العالم العربى. وردا على سؤال حول لهجة التفاؤل التى تتحدث بها وما اذا كانت تعكس تفاؤلا بعدم انحراف مصر عن مسيرة الديمقراطية وان الديمقراطية المصرية تتفق مع المعايير الدولية، قالت نانسى بيلوسى: نعم إن ما سمعناه اليوم هو تحدى وكان مشجعا، فقد كانت هناك فى الحقيقة شفافية كبيرة جدا، وكافة أبناء الشعب المصرى يشاهدون ويراقبون ما يحدث ويعرفون ماذا يريدون فى المستقبل. وأضافت "ما تفضل به المشير طنطاوى وقاله لنا يؤكد ما فهمناه من أنه عندما يتم انتخاب رئيس جديد سيكون هناك نقل للسلطة إلى حكومة مدنية، كما أكد طنطاوى للوفد الأمريكى أنه وعند تقلد الرئيس المصرى الجديد مهامه ستكون هناك سيطرة مدنية كاملة كما ستكون هناك صياغة للدستور، مما يعطينا جميعا مساحة كبيرة من التفاؤل والأمل". ومن جانبه قال كيث اليسون عضو الكونجرس معقبا " الوفد الأمريكى عندما التقى أعضاء البرلمان المصرى اليوم قالوا لنا انه وفى الماضى قبل الثورة عندما كانت الولاياتالمتحدة تخاطب مصر فانها كانت تخاطب شخصا واحدا، لكن الولاياتالمتحدة الآن عليها أن تتحدث -عندما تريد التحدث مع مصر - مع مممثلى الشعب فى البرلمان، وهذا سبب يدعونا للتفاؤل"، مشيرا إلى أن الديمقراطية يمكن أن يحدث فى أجوائها نوع من الاضطراب لكن اذا أردت أن يكون هناك حوار مفعما بالحماسة فان هذا ما وجدناه اليوم وما نتطلع اليه فى المستقبل. وردا على سؤال حول المعونة الأمريكية ومستقبلها مع مصر وهل سيتم تقديمها مع اقرار الكونجرس ذلك، أشارت بيلوسى إلى ما صرح به الرئيس أوباما حول هذا الموضوع حيث تحدث عن دعم التعاون مع مصر والشعب المصرى، والنقطة الرئيسية هى أن الشعب المصرى ونوابه يقومون بصياغة الدستور الأن، وهذا الدستور يحدد كيف يمكن لهم ادارة ديمقراطيتهم والتفاعل مع الدول الأخرى بما فيها الولاياتالمتحدة التي ترى أن من مصلحة مصر وأمريكا والدول المجاورة لمصر أن تكون مصر دولة قوية، ونحن نريد أن ندعم هذا الاستقرار وأن نكون نافعين للشعب المصرى وكى يدركوا صداقتنا". من جانبه قال النائب جورج ميللر اننا نشعر بتفاؤل، ومصر والادارة الأمريكية تعملان سويا وكذلك مع صندوق النقد الدولى، ودول أخرى فى المنطقة لاتخاذ الخطوات اللازمة للحصول على هذا الدعم، وهذه العملية جارية الآن وهناك الكثير من الخيارات وستحقق مصر النجاح للوصول الى المعونة. وردا على سؤال حول تأثر صورة الولاياتالمتحدة بالسلب فى الشارع المصرى بعد أزمة المنظمات غير الحكومية وكيفية تحسين واشنطن صورتها، قالت نانسى بيلوسى "وفد الكونجرس جاء لمصر لوضع أسس مشتركة مع نواب البرلمان فى مصر وكذلك لمناقشة الأمور مع المشير طنطاوى والمسئولين المصريين حول الخطوات القادمة لنقل السلطة لادارة مدنية، وهناك بالطبع الكثير من الأمور المشتركة بيننا وبين الشعب المصرى ومع نجاحاته ولا يمكن للولايات المتحدة أن تعوق هذا النجاح". وقالت أن موضوع المنظمات غير الحكومية هو مجرد عثرات صغيرة على الطريق، وقالت ان كل ما حدث من قبيل هذه العراقيل سينتهى أثناء رحلتنا الى المستقبل نحو مزيد من التعاون. وردا على سؤال حول ما يراه البعض من أن نتنياهو حصل على ضوء أخضر بعد زيارته الأخيرة لواشنطن من أجل الهجوم على غزة ما يشجع على صورة سلبية فى مصر تجاه واشنطن تجنبت بيلوسى الاجابة على السؤال وقالت انها جاءت لمصر لتتحدث عن العلاقات المصرية- الأمريكية فقط . وردا على سؤال حول انتهاك واشنطن للقوانين المصرية فى أزمة ملف تمويل منظمات المجتمع المدنى قالت بيلوسى ان الولاياتالمتحدة لا تدعم التدخل فى أى انتخابات فى أى دولة حتى فى العراق وأمريكا الجنوبية فى العقود الماضية، ونحن لم ندعم تدخلا أمريكيا فى أى انتخابات بأى دولة، وقالت أنها ترفض فكرة أن الولاياتالمتحدة تتدخل فى الانتخابات فى مصر، ولكن قضية المنظمات غير الحكومية لا ينبغى أن تعوق العلاقات بين البلدين فى المستقبل, واذا أراد الشعب المصرى التعاون مع الولاياتالمتحدة فنحن على استعداد وعلينا أن نسير نحو هذا الطريق ونتعامل باحترام متبادل لصالح الجانبين ولا نسمح لعثرات فى طريق العلاقات بين الجانبين. وأعربت عن تطلعها لعلاقات ممتازة وليست علاقات جيدة فقط مع مصر مؤكدة أن الولاياتالمتحدة تتمنى لمصر النجاح فى عملية التحول الديمقراطى فهذا أمر مهم ليس لمصر فقط ولكن للمنطقة والعالم بأسره . من جانبه قال النائب كيث اليسون معقبا ان مصر فى طور التطور الديمقراطى وتعيد صياغة قانون الجمعيات غير الحكومية، ونحن نتطلع لذلك ولعلاقات قوية مع مصر ولن نسمح لمثل هذه الأمور الصغيرة التى حدثت أن تتدخل فى علاقاتنا فى المستقبل ونتطلع لأن تضع مصر مستقبلها، وأكد أن هناك مقولة شهيرة بأن المرء اذا ما ضاعت حقوقه كلها فان حرية الصحافة تمكنه من استعادة كل تلك الحقوق مرة أخرى. ومن جانبه عقب كيث أليسون أول عضو كونجرس مسلم وعضو الوفد المرافق لمصر خلال الزيارة مؤكدا أهمية وجود صحافة قوية وحرية للرأى فى أى مجتمع ديمقراطى، مشيرا إلى أنه استمع والوفد المرافق باهتمام للأفكار التى قيلت خلال الاجتماعات اليوم حول الاهتمام المصرى بتعزيز الاقتصاد، مشيرا إلى أن أى ثورة من الممكن أن يكون لها ثمن غال ونحن نعلم أن البعض فقد عمله لكننا بحثنا مع المشير طنطاوى كيفية تحسين الاقتصاد المصرى والعمل معا لتحسين الأوضاع، مؤكدا أن الاقتصاد هو أحد المحاور الرئيسية المهمة. ومن جانبه نيك رحال عضو الكونجرس أنه من أصول لبنانية، مشيرا إلى أن اجتماعات اليوم المختلفة كانت مثمرة بالنسبة للعلاقات المصرية- الأمريكية، وقال إن الوفد قدم التهنئة للمشير طنطاوى على المرحلة الانتقالية والعملية الانتخابية التى اتسمت بيسر ونجاح، وقام الوفد بتهئنة أعضاء البرلمان المصرى على الانتخابات وهذا يعنى أن الانتخابات فى مصر حرة وبناءة ونزيهة. من جانبها قالت كارولين ميلونى انه كان يوما رائعا مؤكدة أن العالم يتابع ما يحدث فى مصر ونحن نشعر بالتفاؤل، وقالت إن العالم بأسره يشاهد مصر وفى هذا الاطار كان مهما أن نلتقى مع زعماء فى بلدكم الزعيم مصر التى تعتبر حليفا استراتيجيا هاما جدا للولايات المتحدة ونعلم أننا سنستمر فى العمل معا واواصر الصداقة بين الدولتين والشعبين. من جانبه قال جورج ميللر ان هذا العام كان رائعا للشعب المصرى مشيرا الى أن لقاءاتنا بالمسئولين المصريين تذكرنا بالتزاماتهم ومسئولياتهم لصياغة الدستور الجديد لمصر وكذلك عملية ضمان وتمثيل كل طوائف الشعب المصرى وليس طائفة واحدة واحترام التعددية فى هذا الدستور ليمثل كافة فئات المجتمع المصرى وحماية جميع الحقوق لكافة الفئات. وقال انه شعر باعجاب كبير من وعى المسئولين المصريين بالمسئولية والالتزام تجاه الدستور، وأيضا تأكيدهم وتركيزهم للادماج الكامل لكل الفئات، وقد كانت النقاشات منفتحة فى البرلمان وأبرز الجميع أهمية صياغة هذا الدستور لدولة عظيمة مثل مصر. من جانبه قال النائب ادوارد مارتى أنه شعر أن التاريخ يعيد نفسه قائلا اننا نشهد صناعة التاريخ، مشيرا إلى أنه خلال عام 1787 كان هناك دستور وحكومة أمريكية، وكنا نعرف أن مصر قد أطاحت بالقديم من أجل ايجاد الجديد ومصر فى طور خلق الجديد، ونعنى بذلك دستور جديد ومجلس شعب ورئيس جديد، وقالت أننا نستشعر الحماسة والطاقة فى بلد عظيم مثل مصر يملك امكانات عظيمة، والولاياتالمتحدة تتطلع للشراكة مع مصر البلد الكبير تمتد لاجيال كثيرة قادمة.