محمد عيسى شهدت أزمة سد النهضة أخيرًا تطورات محلية ودولية، فعلى الصعيد المحلى تتم حاليًا دراسة الاستفادة من نهر الكونغو، وعلى الصعيد الدولى عرضت إسرائيل وساطتها فى الملف لحل الأزمة. وجاء إعلان إثيوبيا قبول وساطة إسرائيل فى حل أزمة سد النهضة، ليكشف الكثير من الحقائق والدلالات، فعلى حد قول الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى الأسبق، فإن ترحيب أديس أبابا بوساطة إسرائيل فى هذا الملف، ما هو إلا نوع من النكاية فى مصر، ويؤكد على وجود الدور الإسرائيلى فى دعم سد النهضة ماديا وسياسيا. ويضيف علام فى أنه يجب على إسرائيل أن ترفع يدها عن التدخل فى شئون مصر والعبث بملف حوض النيل، وأن مصر لن تقبل بهذه وإذا كان لابد من وساطة فلابد أن تكون عربية أو إفريقية. على الجانب الآخر، أكد الدكتور محمد عبدالمطلب، وزير الموارد المائية والرى، أن الوزارة ترحب وتشجع كل الأفكار التى من شأنها أن تساعد على حل مشكلة الموارد المائية من حيث العجز الحالى ما بين المتاح والاستخدامات، الذى يبلغ ال20 مليار متر مكعب، وذلك فى إطار سعى الوزارة لتحقيق الأمن المائى المصرى، خصوصاً مع زيادة التعداد السكانى لمصر الذى تجاوز 90 مليون نسمه. وقال عبدالمطلب إن الوزراة تعكف حالياً على مراجعة الدراسات المقدمة من فريق العمل القائم على مشروع "الاستفادة من نهر الكونغو" بقيادة المهندس إبراهيم الفيومى، مضيفاً أن الوزارة على استعداد لتقديم الدعم الفنى الكامل لفريق العمل بما يعود بالنفع على الأمن المائى المصرى، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تحقيق الأمن المائى المصرى المتعلق بالعمق الإستراتيجى لمصر، وسد العجز المائى الذى تعانى منه الدولة.