دينا ريان زمان على أيام مباريات «الكورة» المحترمة، وبرغم أننى لست كائنا كرويا فإننى مازلت أتذكر تلك الأغنية من الجمهور المحترم مثل الشعب الذى كانت تسبقه كلمة لا مؤاخذة قبل ذكر كلمة يظن أنها غير لائقة، لا مؤاخذة أو قبيحة، لا مؤاخذة «أبيحة». الأغنية كانت شالوا ألدو حطو شاهين، ألدو قال مانتوشى لاعبين التى اقتبسها من الجمهور، فرقة ثلاثى أضواء المسرح والشىء بالشىء يذكر. وعلى الرغم أننى شديدة الحماسة للتغيير الوزارى الذى تأخر كثيرا بعدما خربت مالطا وأصبحت مالطا خالص واسماً على مسمى، ووقعت الكرة فى ملعب إبراهيم محلب، لاعب الهجوم وخط الوسط والجون فى الوزارة السابقة، وتم التغيير إلا بعض الوزارات المهمة التى كان من المنتظر تغييرها مثل وزارة النقل، التى لم يؤثر فى وزيرها احتراق القطارات السبنسة ولا مذابح الأطفال تحت القضبان التى تفوقت على مذابح مدرسة بحر البقر على يد العدو الإسرائيلى، ولا إضراب العاملين الذى شل حركة البلاد والعباد، ولا النقد والهبد والدق على النافوخ من الصحفيين والكتّاب والمواطنين، حتى أصبح اسمها المتداول الوزارة المنحوسة، الموكوسة التى تحتاج مجلس وزراء من ملائكة الرحمة أمام الملاك القابض للأرواح. وطبعا مثلها وزارة أخرى أصبحت تنافسها فى عدد القتلى أمام قانون يمنع فرسانها من أبسط الحقوق، وهو حق الدفاع عن النفس أمام مجاذيب السيدة ومعاتيه العتبة الخضرا المسلحين، وأصبحنا نسمع عنهم وربك الستار أنهم على شفا حفرة من نار الإضراب الذى إذا وقع ضاع العباد وما تبقى من الأمان للشعب الحائر الغلبان. والحمد لله أنهم غيروا وزارة الصحة حتى لا تكتمل دائرة الغلب الشعبى، ووزارة المالية التى تنتظر نبيا يزعق لها مثل سيدنا يوسف عليه السلام فى أيام القحط التى دارت الأيام دورتها وعدنا إليها فى بدايات الألفية الثانية الهُباب مثل هُباب الحلة على رأى أهل النوبة. لا أجد فى نفسى أمام ما أراه إلا .. المواساة .. بأن التغيير لن يأتى بتغيير الوزير وإلا انطبقت عليها الأغنية الكروية شالوا ألدو حطوا شاهين. إنما بتغيير المنظومة الفاسدة التى تعمل بها الوزارات وتسلسل كوادرها ولوائحها وقوانينها، فبالتأكيد الموظف والمواطن لا يولد فاسدا إلا عندما يدخل فى منظومة فاسدة مثلما حدث فى صحفنا ومؤسساتنا المسماة بالقومية، وهى أبعد ما تكون عنها بل تشبه القومية العربية وما أصبحت عليه. ويبقى السؤال على أى أساس بنشيل ألدو ونحط شاهين، وعلى أى أساس نترك ألدو وشاهين فى الملاعب وقد ثبت أنهما مش لاعبين. هل لأن ما فيش حد يحل محلهما ويشيل الشيلة؟ أم أنه لدى الكوتش الكبير وجهة نظر؟ وهل من حقنا نعرفها؟ وإذا كان فيا ريت نتعرف!! ورانا إيه؟ وكما قالت الست داليدا: نحب نتعرف ورانا إيه، ما إحنا كده و الا كده قاعدين ومش لاعبين.