علاء عزت بعد أن نزعت الكثير من أنيابه، سيكون الأهلى للمرة الأولى " عادة " فى مهمة سوبر، والمهمة هى مواجهة شقيقه الصفاقسىالتونسى مجددا على كأس السوبر الإفريقى فى نسخته رقم "22 "، وهى القمة القارية العربية التى يحتضنها ستاد القاهرة مساء الخميس المقبل، فى حضور 10 آلاف متفرج من أنصار الأهلى عملاق إفريقيا الأول. ربما، بل المؤكد أنها المرة الأولى فى تاريخه التى يخوض فيها المارد الأحمر موقعة سوبر إفريقية، والترشيحات لا تصب لصالحه، كما كانت الحال وقت أن خاض السوبر وتوج بطلا لها فى 5 مناسبات سابقة، جعلت منه صاحب الرقم القياسى فى عدد مرات الفوز ببطولة " اليوم الواحد "، حتى تلك المرة الوحيدة التى خسر فيها اللقب عند خوضه لأول قمة سوبر إفريقية أمام غريمه التقليدى الزمالك العام 1993، حيث كان الأهلى يومها يحظى بالقدر الأكبر من الترشيحات.. إلا أن هذه المرة انقلب الوضع، وبات الكثيرون يرشحون بطل تونس، وبطل الكونفيدرالية الإفريقية، للفوز باللقب، بما فيهم البعض من أنصار الأهلى الذين يتخوفون على فارسهم الذى فقد الكثير من قوته الضاربة باعتزال نجومه الكبار الذين شيدوا له أهراماته الإفريقية برحيل بعضهم واعتزال البعض الآخر وآخرهم بركات وأبوتريكة، وبات فريقا عاديا بدليل نتائجه وعروضه المهتزة فى بطولة الدورى المحلي. والحقيقة أن موقعة الخميس المقبل تستحق أن نطلق عليها لقب « سوبر الأزمات «، حيث عصفت العديد من الأزمات بالمباراة، التى تحدد لها 3 مواعيد، حيث أعلن الأهلي، صاحب الأرض، كونه بطل دورى الأبطال، 22 الجارى موعدا لها، قبل أن يعدل الموعد إلى 23، إلا أن الاتحاد الإفريقى قرر تقديم موعدها 3 أيام لتقام 20 الجارى حتى يتمكن رئيس الاتحاد، الكاميرونى عيسى حياتو من حضورها، قبل أن تلوح فى الأفق أزمة أكبر كادت أن تهدد إقامة المباراة فى مصر، بعد أن فاجأ المسئولون عن ملعب ستاد « الدفاع الجوى « استضافة المباراة، ومن ثم رفض الأمن إقامتها بحضور جماهيري، قبل أن تحل الأزمة بطريقة درامية كالعادة بموافقة الأمن على إقامتها بستاد القاهرة وبحضور 10 آلاف متفرج فقط مخالفا للوائح الاتحاد الدولى " فيفا " الذى يشترط وجود جماهير تمثل على الأقل ثلث سعة أى ستاد عند إقامة المباريات النهائية، علما بأن مدرجات ستاد القاهرة تتسع لأكثر من 65 ألف متفرج. وبعيدا عن الأزمات، فإن مباراة السوبر رقم «22 " تحمل الرقم "10 " فى تاريخ المواجهات العربية الخالصة، والطريف أن أول مواجهة «عربية – عربية " كانت مصرية خالصة وجمعت بين القطبين الأهلى والزمالك فى جوهانسبرج العام 1994، وانتهت بفوز الزمالك، الذى عاد ليتوج على حساب شقيقه المصرى المقاولون العرب بركلات الترجيح فى ثانى مواجهة عربية، فيما كانت المواجهة العربية التاسعة والأخيرة حتى الآن تلك التى جمعت بين الترجى التونسى والمغرب الفاسى العام 2012، وانتهت بفوز الأخير بركلات الترجيح. التاريخ مع الأهلى والصفاقسى ينذر ورغم أنف رياح التشاؤم التى تهب على أحلام الأهلاوية بصفة خاصة، والمصريين بصفة عامة، يقف التاريخ مؤازرا وداعما للأهلي، الذى بات أكثر فرق القارة السمراء، بل العالم أجمع تمرسا مع مباريات كأس السوبر، بدليل فوزه باللقب 5 مرات من 6 مواجهات خاضها، إضافة إلى أن الأهلى سبق له وأن توج بطلا للقارة السمراء مرتين على حساب « الأبيض والأسود « لقب الصفاقسي، المرة الأولى فى نهائى بطولة دورى الأبطال العام 2006، بهدف أبوتريكة الشهير والقاتل فى رادس، والمرة الثانية فى بطولة السوبر العام 2009، بالقاهرة بنتيجة 2/1، وإذا كان الأهلى سبق له وأن توج «سوبر» لإفريقيا على حساب الصفاقسى قبل 5 سنوات، فإنه سبق له قبلها وأن توج بطلا لذات البطولة على حساب فريق تونسى آخر وهو النجم الساحلى الذى تفوق عليه الأهلى بركلات الترجيح على أرض الحياد الإثيوبية العام 2007. وإذا كان التاريخ يشهد للأهلى بالتفوق على الصفاقسي، فإن ذات التاريخ يشهد لبطل تونس، والذى طالما عاد لبلاده محتفلا بفوزه على فريق مصرى فى عقر داره ووسط أنصاره، ويكفى التذكير أن الصفاقسى نجح فى تحقيق الفوز على العملاق الأبيض الزمالك مرتين فى القاهرة، حيث حقق فوزه الأول على الزمالك 2/0 بالقاهرة فى بطولة دورى أبطال العرب موسم 2003/2004، رغم أن الزمالك قد فاز ذهابا فى تونس 3/1، قبل أن يعود الفريقان ليلتقيا مجددا فى ذات البطولة وفى نفس العام وذلك فى الدور نصف النهائي، ويومها فاز الصفاقسى ذهابا على الزمالك 2/0 بالقاهرة قبل أن يعود ويهزمه فى تونس بنتيجة 2/1. كما سبق للصفاقسى أن هزم دراويش الكرة المصرية فى عقر دارهم بالإسماعيلية 3/ 0 فى مرحلة دورى المجموعات ببطولة دورى أبطال العرب العام 2004، بعد أن فاز ذهابا فى صفاقس برباعية نظيفة، قبل أن يلتقى الفريقان فى نهائى ذات البطولة فى لبنان وانتهت بفوز الصفاقسى بركلات الترجيح. وإذا كان الأهلى محظوظا جدا فى مباريات السوبر، وتوج بطلا 5 مرات من إجمالى 6 مباريات، وكان لقبه الأول على كايزر تشيفز الجنوب إفريقى العام 2002، والأخير على حساب ليوبار الكونغولى فى مثل هذا التوقيت من العام الماضى 2013، وبينهما توج باللقب على حساب الجيش الملكى المغربى العام 2006، والنجم الساحلى التونسى 2007، والصفاقسى 2009، فإن اللقب استعصى على الصفاقسى الذى فشل فى تحقيقه فى المرتين اللتين خاض فيهما مباراة سوبر، حيث خسر اللقب أمام شقيقه النجم الساحلي، قبل أن يخسره أمام الأهلي،وفى المرتين خسر بنتيجة 1/2. وإذا كان الأهلى يعانى فنيا برحيل نجومه الكبار، إلى جانب غياب عدد من نجومه الأساسيين الحاليين لظروف الإصابة مثل عماد متعب، ووليد سليمان، فإن الصفاقسى تعرض إلى كبوة أخيرا، بعدما تعرض لأول خسارة له فى عام 2014، بالهزيمة أمام مضيفه الأوليمبى الباجى بهدف دون مقابل فى المباراة التى أقيمت الأسبوع الماضى على ملعب بوجمعة ضمن الجولة ال18 من عمر الدورى التونسي.