علي هبه الحرازي المقال هو بمثابة رسالة إلى صانعي الإعلام الوطني المضمون فيها : عذراً .. صناعتكم الإعلامية غير قابلة للاستهلاك الإنساني وليس لديه القدرة القيام بواجبها الوطني في صنَع الأمن القومي لليمن السعيد. إن تدني الصناعة الإعلامية في بلادنا يهدد بعض المؤسسات الإعلامية إلى تعثر إعمالها وتوقف حياتها الإعلامية ، على سبيل المثال توقف إصدار صحيفة الثورة لعدة أيام متزامناً مع ذكرى ميلادها الخمسون بسبب مشاكل متراكمة منذ عدة سنوات حتى صنعت أزمة خانقة على المؤسسة وضعف قدرتها لمعالجة هذه الأزمة ، مؤسسة الثورة هي بحاجة إلى دراسة علمية لتشخيص مسيرتها الإعلامية تشخيصاً علمياً دقيقاً ، وما هي احتياجات ورغبات القارئ العربي في كل المجالات الإنسانية والسياسية والاقتصادية وفتح قنوات اتصال مع الجمهور ،حتى نصنع لها القدرة الإبداعية في الصناعة الإعلامية ،أن عشوائية الأفكار لمعالجة أي مشكلة قد يسبب لها إعاقة في مسيرتها الإعلامية، نحن في عصر الإعلام المتخصص الذي يقوم بدوره الفعال لصناعة وعياً وطنياً من الأخطار التي تهدد الأمن القومي في بلادنا . على صانعي الإعلام في بلادنا تحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية في حماية عقولنا وأفكارنا من المؤثرات الخارجية المسمومة الهادفة في صنع الفتن والنزاعات الطائفية بين أبناء الشعب اليمني ،أنه بمثابة التحدي الوطني الحقيقي لمواجهة هذه المخاطر التي تهدد حياتنا وأحلامنا في بناء اليمن السعيد ،والعمل على رسم وصنع سياسة إعلامية لها القدرة على أتساع جميع الأفكار الوطنية المؤثرة في صنع القرار الوطني في تقوية الروابط الوطنية بين أبناء الشعب اليمني لإزالة الغمامة السوداء في سماء الوطن . هذه المرحلة ما بعد المؤتمر الحوار الوطني هي بحاجة إلى سياسية إعلامية وطنية تستثمر الكوادر الإعلامية الوطنية وبالقدرة المادية الذاتية في صنع وعي وطني يقاوم المؤثرات الخارجية المسمومة التي صنعت أوجاعنا وأحزاننا وهمومنا بمساندة ضعف وعياً الوطني بمخاطر هذه المؤثرات التي تهدد الأمن القومي لليمن السعيد وللمنطقة العربية . إن الدور المفقود المطلوب الذي سيقوم به الإعلام الوطني المساهمة في التنشئة الوطنية والأجتماعية للفرد في المجتمع اليمني الذي هو في أمس الحاجة لهذا الدور الوطني بعيدا عن المصالح الذاتية ، والعمل على استثمار أحلام شبابنا وطاقاتهم وأفكارهم الإيجابية لصالح الاقتصاد الوطني ، وهذا يتطلب جهد وطني كبير من كافة رجال الفكر من مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، لأن الإعلام الوطني هو القوة الحامية للأمن القومي من المؤثرات الإعلامية السامة على عقولنا وأفكارنا ، وهذا يتطلب من خبراء الإعلام لصُنع سياسة إعلامية دفاعية بأسلوب علمي مدروس من أجل تكون قوة إعلامية مؤثرة في الداخل الوطن وخارجه .