أ ف ب تعرضت مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا لقصف بالبراميل المتفجرة هو من الأكثر دموية منذ بدء النزاع، في وقت وجهت دمشق انتقادات لاذعة لوفد المعارضة الذي شارك في مفاوضات جنيف-2 بعد يومين من انتهائها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "استشهد 85 شخصا على الأقل في قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة السبت إحياء في شرق حلب" تسيطر عليها المعارضة. واوضح ان 34 شخصا بينهم ستة اطفال وسيدتان قتلوا في قصف على حي طريق الباب، وقضى 31 شخصا آخرون بينهم سبعة اطفال وست سيدات في قصف على احياء عدة، منها الصالحين والانصاري والمرجة. كما قتل عشرة رجال مجهولي الهوية، وعشرة مقاتلين من جبهة النصرة، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، بقصف مقرهم في حي الشعار. واوضح عبد الرحمن ان الحصيلة "هي من الاكثر دموية في قصف جوي على حلب"، منذ بدء المعارك في هذه المدينة الاكبر في شمال سوريا، صيف العام 2012. ومنذ ذلك الحين، سيطرت المعارضة على الاحياء الشرقية، في حين يسيطر نظام الرئيس بشار الاسد على الاحياء الغربية. واشار المرصد اليوم الى تعرض حي الشعار لقصف بالبراميل المتفجرة المحشوة بمادة "تي ان تي"، والتي تلقى من الجو من دون نظام توجيه. وتتعرض مناطق المعارضة في حلب وريفها منذ منتصف كانون الاول/ديسبمر، لقصف جوي عنيف اودى بالمئات، بحسب المرصد. وافاد المرصد هذا الاسبوع ان القوات النظامية حققت تقدما طفيفا على اطراف الاحياء الجنوبية الشرقية. وقام وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج الجمعة بتفقد "عدد من النقاط العسكرية" في حلب، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) امس، في زيارة تأتي بعد استعادة القوات النظامية مؤخرا المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي الذي كان مغلقا منذ نحو عام بسبب المعارك. وحطت طائرة مدنية في المطار للمرة الاولى في 22 كانون الثاني/يناير. وقالت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات في عددها اليوم ان الجيش السوري يقوم ب"تطهير معظم حيي كرم الطراب (شرق) وحي بني زيد (شمال)"، مشيرة الى ان ذلك "سينعكس إيجاباً على العملية العسكرية (...) التي تستهدف" استعادة احياء عدة في الشرق والشمال، بحسب الصحيفة. وفي ريف حمص (وسط)، واصلت القوات النظامية "عملياتها العسكرية الواسعة في بلدة الزارة والمزارع المحيطة بها" على الحدود مع لبنان، بحسب "الوطن". وقال المرصد من جهته ان الطيران الحربي قصف بلدتي الزارة والحص المجاورة لها، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، ومقاتلي المعارضة. وتقع هذه المناطق في ريف مدينة القصير الاستراتيجية التي استعاد النظام السيطرة عليها في يونيو/حزيران، بدعم كبير من حزب الله الشيعي. وزادت مشاركة الحزب في المعارك داخل سوريا من حدة الانقسام السياسي والتوتر الامني في لبنان حول النزاع السوري. ووقعت سبعة تفجيرات في مناطق نفوذ للحزب منذ تموز/يوليو، آخرها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة مساء السبت في مدينة الهرمل (شرق)، ادى الى مقتل اربعة اشخاص. وتبنت العملية "جبهة النصرة في لبنان"، وهي ثالث هجوم ضد مناطق نفوذ الحزب تتبناه خلال اقل من شهر. سياسيا، وجه اعضاء في الوفد الرسمي الذي شارك في مفاوضات جنيف-2، انتقادات لاذعة للوفد المعارض، بحسب ما نقلت وكالة سانا. وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ان وفد المعارضة كان "عبارة عن مجموعة عملاء لقوى أخرى تحركهم عن بعد"، وانه كان "على قدر كبير من الانحطاط ومارس الكذب والدجل على الشعب السوري وعلى العالم كعادته التي يقوم بها منذ ثلاث سنوات". وقال كبير المفاوضين في الوفد، مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، أن وفد المعارضة "جاء إلى جنيف بأفكار مسبقة مبنية على معطيات خاطئة ومنطلقة من الحقد الشخصي على الدولة". ووصف المعارضة بانها "فجور سياسي"، وان وفدها استخدم "الاستفزاز الرخيص او قلة الادب". وانتهت الجمعة مفاوضات جنيف-2 التي جمعت ممثلين لطرفي النزاع للمرة الاولى منذ بدء الازمة، باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، من دون ان نتيجة تذكر. وبرزت هوة حادة بين اولويات الطرفين، اذ طالب النظام بالتشديد على "مكافحة الارهاب"، في حين ركزت المعارضة على هيئة الحكم الانتقالي. وحدد الابراهيمي العاشر من فبراير/شباط موعدا مبدئيا لجولة مقبلة من التفاوض. وتريث الوفد الرسمي في تحديد موقفه من حضورها، بينما اكدت المعارضة مشاركتها. وفي سياق متصل، نفت الولاياتالمتحدة الداعمة للمعارضة، ان تكون عرضت على الوفد الرسمي اجراء محادثات مباشرة، وذلك ردا على تصريحات لرئيس الوفد الرسمي وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي لفرانس برس ان واشنطن اقترحت على دمشق اجراء اتصالات "على مستوى المعاونين" تحت اشراف الابراهيمي، وانها "لم تعرض في اي لحظة التفاوض مباشرة مع النظام السوري". وكان المعلم قال ان دمشق رفضت طلب واشنطن التفاوض "مباشرة"، ما لم يعتذر وزير الخارجية الاميركية جون كيري عن خطابه في افتتاح مؤتمر جنيف-2، وقوله انه "من غير الوارد" ان يشارك الرئيس الاسد في المرحلة الانتقالية.