حسام فتحى ما شهدناه يوم السبت هو شهادة ميلاد جديدة للكتلة التي كانت صامتة، أو ما يعرف بحزب الكنبة، تلك الكتلة البشرية الضخمة من المصريين الذين لا يشاركون إلا في «نوادر المناسبات». هؤلاء هم من وجدناهم بالملايين في 30 يونيو، بعد ان فاض بهم الكيل وهم يتابعون ما يفعله «المرشد ومرسيه» بمصر، وما تقترفه «الجماعة» في حق المحروسة، فكان نزولهم للشارع والميدان بمثابة «صدمة» أبهرت العالم وجعلته غير مصدق أن أكثر من 20 مليون إنسان ممكن ان يتفقوا على فعل واحد في وقت واحد. هذه المرة كان نزول المصريين للشارع مختلفا حيث شكل تحديا مستحقا ورائعا جاء بعد التهديدات «الرقيعة» التي أطلقتها ما تسمى بجماعة أنصار بيت المقدس، الذين تركوا بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، وابواب القدس المستباحة، وأعطوا ظهورهم للمسجد الاقصى الذي بارك الله من حوله، وتفرغوا لتهديد مصر وشعب مصر وجيش مصر، محذرة أي مصري من النزول في 25 يناير حتى لا يتم قتله في سبيل الله!!.فكان التهديد هو العامل «المحفز» لكل من استمرأ الجلوس أمام شاشات التلفزيون، وأجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، مكتفياً بالمشاركة.. ولكن في «العالم الافتراضي» فقط،!! وكنت شخصياً أتمنى أن نصل كمصريين للمستوى الذي يسمح بأن يعبّر كل صاحب رأي عن رأيه دون إراقة دماء – 29 مصرياً قتلوا في يوم واحد -، لكن يبدو أن هناك من يحاول أن يدفع مصر دفعاً إلى الركض باتجاه الطريق «السوري» السريع، وهو ما لن يكون أبداً بإذن الله، مع كل الدعوات بأن يحمي الله الشعب السوري الشقيق من كيد الكائدين، وغدر الغادرين... وبطش الحاكمين!. المهم أن التفجيرات التي سبقت 25 يناير، والاغتيالات التي أعقبته والتهديدات التي صاحبته كلها أثبتت أن مصر تعيش فعلاً «حالة حرب» مع الإرهاب، وصلت قلب «أم الدنيا» بعد أن «ذاق» الإرهابيون طعم أطرافها، فظنوا أنها ستكون لقمة سائغة.. وهو ما لم ولن يكون بإذن الله... الآن علينا جميعا ان نقف صفا واحدا في مواجهة الارهاب الاسود، وفي الوقت نفسه نلتفت الى الاستحقاقين المهمين القادمين: الرئاسي والبرلماني، حتى نخرج بمصر من مرحلة عدم الاستقرار.. الى مرحلة إعادة البناء والانطلاق نحو المستقبل المشرق الزاهر بإذن الله.وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.