مصر محتلة مدنيا منذ عشرات السنين، ونظرة واحدة على ما يحدث تكفى وتزيد، بعد أن بات الكل يسب أمريكا فى العلن ويخطط لنيل رضاها والحج إليها فى الخفاء. قلتم عند منع رجال أمريكا من السفر إن مصر لن تركع وهل سفرهم يعنى أننا سنسجد؟ «تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى» آية تنطبق على كل أطياف ميدان التحرير بعد تسريب تسجيل صوتى للبرادعى يسب فيه كل من كان معه فى الميدان؟ بعد تصريح محمد أبو حامد بأن الإخوان المسلمين لديهم ترسانة من الأسلحة نكون أمام خيارين، إما أن ترفع الجماعة دعوى ضده كرد شرف أو يكشف أبو حامد عن مصدر معلوماته التى إن صحت فإننا سنكون أمام كارثة وحرب أهلية مقبلة . إذا كانت حماية السوريين دينا فى رقبة خادم الحرمين الشريفين، فلماذا لم يعلن الخادم الافتراضى للحرم القدسى حماية الشعب الفلسطينى؟ إذا كانت مصر أدمت معصم أمريكا فى قضية التمويلات، فلماذا لم يخرج أحد يفسر لنا ما حدث؟ أم أن الخوف على مشاعر الشعب الأمريكى أولى بالرعاية والاهتمام من مشاعر الشعب المصرى المحبط؟ إذا كان مصطفى بكرى أخطأ فى حق البرادعى، فلماذا لم يعترض مؤيدوه فى حينه؟ ولماذا تذكروا ما قاله بكرى عندما تم تحويل زياد العليمى إلى لجنة القيم؟ هل هناك حساب بأثر رجعى؟ رغم أن النائب لا يسأل عما يقول تحت قبة البرلمان. البرادعى وصف المنظمات الأمريكية ب «أيقونة الحرية» ورفض تفتيشها وبعد الإفراج عن المتهمين أكد أن خروجهم أصاب الديمقراطية فى مقتل، وبالتالى فإن الرجل إما أن يكون مريضا بالشيزوفيرنيا أو يتعامل مع شعب ذاكرته مثقوبة. الكل أجمع أن 25 يناير لم تحقق أهدافها وفشلت بامتياز، ورغم ذلك مازلنا نبحث عن شماعة نعلق عليها أخطاءنا أو نحملها للطرف الأضعف. فى الوقت الذى تهددنا أمريكا بقطع المعونة العسكرية تنشط المافيا العالمية لإغراق مصر بالأسلحة المهربة عبر الحدود، وما تم ضبطه يساوى أضعاف قيمة المعونة الأمريكية، لذا وجب الشكر لكل من يمد الجيش المصرى بالسلاح. هيلارى كلينتون تسعى إلى تسليح المعارضة السورية لوقف جرائم بشار الأسد, حسب زعمها، والسؤال لماذا تمنع أمريكا تسليح الشعب الفلسطينى للدفاع عن نفسه وتحرير أرضه؟ إلا إذا كانت وزيرة الخارجية الأمريكية أصيبت بالعمى؟ عندما كان اليهود يحاولون اقتحام المسجد الأقصى، شرع إسماعيل هنية فى إلقاء خطبة عصماء من على منبر الجامع الأزهر يدعونا فيها للجهاد، على اعتبار أن الجهاد واجب علينا نحن فقط، أما حكم إمارة غزة فهو فرض عين على جماعة حماس. فايزة أحمد، هى الفنانة الوحيدة التى ولدت فى وجداننا بعد وفاتها، وصوتها هو الصديق الذى يمسح دموعك ويشارك أحزانك.