محمد زكى أبو أربعة ماشى تاتة.. تاتة.. والحلو عنده من العجل ثلاثة. 3 عجلات ورفرفهم طالعين يجيبوا فلوسهم. دى مش ورث دى جاية بخلع الضرس والمضطر يركب تاكسى. هو ببساطة.. التوك توك الذى أصبح عفاريته يمثلون فئة لا بأس بها من منظومة شعب مقلوب حاله، أليس من حقهم أن يحلمون؟ فى البداية يقول أشرف البحيرى، السائق على طريق الحامول - كفر الشيخالقاهرة إن العام الماضى كان من أسوأ الأعوام بالنسبة لى، حيث تم تثبيتى بالركاب أكثر من مرة على طريق طنطاكفر الشيخ، ونظرا لقلة الوجود الأمنى على طول الطريق، خصوصا وصلة بنها قويسنا، والحمد الله أن عام 2013 مر بحلوه ومره وأتمنى فى العام الجديد أن تتحقق أمنيتى بتغيير سيارتى إلى سيارة مكيفة والستر والصحة، أما أحمد الشبراوى فيقول.. يارب يعينى على سداد الأقساط لأن أصحاب المعارض لا يرحمونا فى حالة التأخير عن سداد أى قسط، ويتعامل معنا الجنيه بجنيه، ولا قدر الله صاحب السيارة لو مرض لابد من أن يقودها سائق آخر، وهذه هى الكارثة الكبرى لأن المال لا يصعب إلا على صاحبه وأنا أمامى ثلاث سنوات لسداد قيمة السيارة وأتمنى من الله أن يكون عام 2014 عام خير على الكل ويسترها معنا، لأنه فى حالة عدم القدرة على السداد يكون مصيرنا السجن ويتشتت أولادنا، ويلتقط الحديث محمد تيخة كما ينادونه بأن أهم شئ فى العام الجديد هو أن يبعد عنا رجال المرور والسرفيس، خصوصا السرفيس فهم لا يرحمون، ولا يوجد رقيب عليهم. ويضيف تيخة كنت أتمنى أن أمتلك توك توك كى أكون بعيدا عن المخالفات ولكن كل شىء نصيب. أما عبد الفتاح أحمد، سائق توك توك فيقول: طموحاتى عام 2014 هى شراء تاكسى لكى أرحم نفسى من التوك توك، حيث أطارد من رجال المرور ويعاملوننا وكأننا لاجئين من كوكب ثانى برغم أننا نجرى على لقمة عيش فى ظروف صعبة لا يعلمها الله ويضيف حسن محمود سائق توك توك آخر 17 عاماً بأن حكومتنا مصرة على أننا نشتغل حرامية مثل محافظ الجيزة الذى أصدر قرارا بمنع قيادة التكاتك إلا من هم أكثر من 18 عاما بالله عليك نشتغل إحنا بقى إيه وأنا العائل الوحيد لأسرتى، أتمنى العام الجديد أن أجد عملا فى الحكومة يعيننى على مساعدة والدتى وأشقائى ويكون عام خير على الجميع. «الكارتة».. هى البعبع الذى يتحول أمامه سائقو الميكروباص الملقبين ب «عفاريت الأسفلت» إلى أشخاص لا حول لهم ولا قوة، فالكل يخشى العقاب الذى قد يناله فى حالة عدم الدفع.. و«الكارتة» أيضا هى الوسيلة الوحيدة التى يشعر أمامها الركاب بالنشوة، لأنها تظهر ضعف السائق الذى أشبعهم «شخط ونطر.. واللى مش عاجبه ينزل يركب تاكسى». ينتظر الركاب دائما ذلك المشهد الكلاسيكى.. شخص ذو هيئة مخيفة، مرسوم على وجهه خطوط خريطة القاهرة الكبرى، وفى قدمه «شبشب» متهالك، وفى يده سيجارة، يشير للسائق بالتوقف، ويمد يده فى وجهه مطالبا بالمعلوم، وفى محاولة يائسة من السائق، يخرج علبة السجائر من التابلوه، ثم يخرج منها واحدة يمدها إلى «بتاع الكارتة» قائلا: «صبح صبح، إحرق دى على ما أرجعلك، أصلى لسه ما استفتحتش»، يأمل السائق أن يرى الرحمة فى عين هذا البلطجى، لكنه بلا رحمة يرد عليه قائلا: «ماليش فيه اطلع بالجنيه»، ولا يجد السائق سوى الرضوخ لطلبه، أما المشهد فى «الكنبة الورانية» مختلف تماما، حيث تهمس سيدة فى أذن جارتها فى «الكنبة» قائلة: «أحسن ما هو ربنا بيسلط أبدان على أبدان». الكارتة والإتاوة وجهان لعملة واحدة هى البلطجة واستخدام القوة، والمتهمون كثيرون ليس فقط البلطجية الذين يقبضون المعلوم من السائقين، لكن هناك أيضا مسئولى المواقف وموظفى المحليات ضعاف النفوس فيضفون الشرعية على تلك البلطجة، أما الضحايا فليسوا السائقين فقط، لكن هناك الركاب الذين يعتبرون الضحية الأولى، فالسائق عندما يدفع «المعلوم» عنوة، فإنه يعود ويسترد ما دفعه من الركاب أضعافا مضاعفة. «السيد» لقب يطلق على اثنين من أشهر من يديرون مافيا الميكروباصات ويحصلان على مبالغ طائلة من السائقين ويفرضان عليهم إتاوات مقابل وقوفهم للتحميل ويجبرون الركاب على دفع أجرة أعلى من المعتادة. أهم هذه المواقف غير الرسمية توجد أمام مسجد الفتح وأسفل كوبرى أكتوبر عند مدخل السبتية وخلف قسم الأزبكية، فى هذه المواقف مجموعة من الأفراد تفرض إتاوات على السائقين مقابل وقوفهم لتحميل الركاب، وأكد كثير من السائقين أن هؤلاء الأفراد يعملون لحساب هذين الشخصين، الأول يدعى السيد «س. أ» وله مكتب قريب من قسم الأزبكية والثانى يدعى السيد «م». وأشار السائقون إلى أن هذه الإتاوة غير الكارتة التى تدفع مقابل السرفيس وتبلغ جنيهين عن كل مشوار داخل القاهرة، أما إتاوة الإسكندرية فتبلغ 50 جنيها، وتبلغ 30 جنيها للمحلة، و25 جنيها لطنطا، و30 جنيها للمنصورة، و5 جنيهات إلى بنها. وأشار السائقون أيضا إلى أن الموقف الرسمى لتحميل الركاب هو موقف «عبود» ولكن كثرة عدد الميكروباصات داخل موقف عبود تجعلهم لا يستطعيون أن يحققوا أكثر من دورتين أو ثلاث، فى حين أنهم يحققون من داخل المواقف العشوائية أربع دورات ليكون الربح أكثر بالرغم من فرض الإتاوة عليهم. وحكى أحد السائقين ل «الأهرام العربى» قصة السيد «م» بأنه فى بدء الأمر كان يبيع المياه الغازية أمام مسجد الفتح ثم استخدمته الحكومة فى هذا المكان لتنظيم حركة الميكروباصات مقابل إيصال قيمته جنيهين، تحصل هيئة السرفيس على 180 قرشا ويتقاضى المحصل 20 قرشا، وأصبح بهذه الطريقة الموقف فى حكم الشرعية. وأوضح السائق، أنه بعد ثورة 25 يناير اختفت هذه الإيصالات وأصبح الربح بالكامل للسيدين «م» و«س.أ» ومساعديهما. طارق سائق ميكروباص بخط (رمسيس – المنيب) يقول إن الكارتة بلطجة تأتي من بعض موظفى المحليات، حيث قامت الأحياء بتعيين بعض البلطجية وأرباب السوابق تحت مسمى السرفيس الذين تحولوا إلى مافيا لغياب الرقابة. وأضاف طارق: نحن ندفع كارتة السرفيس كل ثلاثة أشهر، وعندما يمتنع أى سائق عن دفع «المعلوم» بعيدا عن كارتة السرفيس الرسمية تظهر الغرامات لتأديب السائق، وإذا تكرر امتناعه يتم تأديبه بطرق أخرى، تبدأ بتكسير زجاج السيارة وتنتهى بالاعتداء عليه بالضرب أمام الركاب والسائقين، وبذلك يتحول السائق إلى عبرة. أما أحد السائقين على خط إمبابة - رفض ذكر اسمه – أشار إلى اسم أحد بلطجية الكارتة وشهرته «صاصا»، ويحصل صاصا على 10 جنيهات من كل سيارة نظير العمل على الخط كل يوم ومن يعترض ينال أشد عقاب بكسر زجاج سيارته دون أن يحاسبه أحد على ما يرتكب من جرائم البلطجة وفرض السيطرة لإنقاذ السائقين الغلابة برغم وجود قسمى الشرطة بالأزبكية وإمبابة على بعد خطوات من الموقف.