دينا ريان كنا فى العادة نستخدم كثيراً رقم ثلاثة! نقول تلاتة باللاه العظيم! أو الثالثة تابتة، أو علىَّ الطلاق بالتلاتة!! وفى الرياضة استعداد ابتدى واحد اثنين تلاتة هبااااه انطلااااق ويبدأ السباق. حتى حدث ما حدث ودخل رقم أربعة ليصبح مثل عفريت العلبة، إذا أردت استفزاز أحد أو استئناس أحد .. رفعت علامة أربعة رمزاً لرابعة!! إذا أردت الإعلان عن معارضتك .. رفعت علامة رابعة! إذا أرادت واحدة الطلاق من زوجها الذى ليس له فى الطور ولا فى الطحين رفعت له علامة رابعة! إذا أراد لاعب الإعلان عن موقفه السياسى وتحدى الشعور العام، والتعدى على أصول اللعبة بدلاً من علامة النصر اثنين يرفع معهما اثنين كمان فيصبح المجموع أربعة، فيعاقب ليتعلم أن السياسة والرياضة «دونت ميكس» على رأى إنجليزى مرسى، وعلى رأى سعيد صالح «إنجليزى ده يا مرسى؟». وهكذا تحول الرقم إلى لعنة أصابت شعباً تعب واتهد حيله واتسحل على مدى عقود بعد اتفاقية السلام المنتظر الذي لم يأت أبداً، وإن أتى جاء معه انبطاح التطبيع والانفتاح والسداح مداح مع إهمال الثقافة والتعليم والتربية الدينية والوطنية، وضع عليهم فقر الصحة والجوع والسكن والحاجة والشحاتة من القريب قبل الغريب لتصبح نتيجة تلك المعادلة الشيطانية رقم أربعة رمزاً لرابعة التى ضحكت بها الذقون على الغلابة فانقلبت المعادلة بدلاً من الضحك على الذقون لتصبح ضحك الذقون علينا. وقد كنت أنا واحدة من الذين يستفزون بعد فضيحتنا التى تشبه فضيحة السمكة المقلية فى طاسة الغلية من علامة رابعة، لأنها تذكرنى بضحك الذقون على طوال عمرى الذى عشقت وقدست فيه الرموز الدينية والصوفية، ومنهم رابعة العدوية حتى صحوت على الخديعة الكبرى، وهو أننى بكل موروثاتى التعليمية والتربوية والوطنية والاجتماعية والثقافية ومن قبلها الدينية، قامت بعض الذقون بالضحك علىَّ، وألبستنى لا مؤاخذة السلطانية. وأحكمتها على رأسى حتى غطت العيون والقفا فلم أشعر بالقفا المغمس بعباءة الدين وهو ينزل كالمرزبة علي قفايا الغالى. تلك السلطانية التى ارتداها الشعب الغلبان وقوافل المواطنين المحرومين من أبسط الحقوق فى الحياة الإنسانية، فعذرتهم. وظلت الحال على ما هى عليه من إحساس بالاستفزاز من ضحك الذقون علىّ كلما رأيت علامة «رابعة» حتى جاءنى شاب بسيط مثله مثل ملايين الشباب الطيب الغلبان وسألنى: لماذا الاستفزاز؟ يمكننا استبداله بالإهمال! فإذا تم هذا الإهمال والتطنيش والرد عليه بالصمت واللا مبالاة قد نهتم وقتها بما هو أهم، بقوة الانتفاضة الشعبية التي غيرت مسار التاريخ ووقفت ضد الفكر الاستعمارى الصهيو- أمريكى وأعوانه من حملة الذقون، بتلك القوة يمكننا بالعمل تغيير حالنا ولا يضحك علينا ليبرالي أو ناشط أو مدعى دين أو إعلامى أو سياسى مستورد أو محلى لحسابه الخاص. على سبيل التغيير صدقته ونفذت كلامه وتدربت علي ما يقوله، وكيف لا أسمعه وأصدقه وهو عادى من تراب الأرض وطينها ووطنيتها وحبها لمصر المذكورة فى القرآن، والتي تطاول عليها أحد زعماء الذقون وقال: طظ فى مصر، فما كان منها إلا أن ردت عليه الطظ طزين، وألبسته السلطانية التى أراد لنا أن نلبسها.