رويترز يقبع طبيب بريطاني في السجن في باكستان بتهمة "انتحال صفة مسلم" وهي تهمة تكشف عن معركة أيديولوجية متصاعدة كثيرا ما تسفر عن أعمال عنف، مسعود أحمد (72 عاما) كما تقول عائلته أرمل عاد إلى باكستان لكي يفتح صيدلية عام 1982 بعد أن عمل في لندن لعقود حتى يدفع مصاريف مدرسة أبنائه. و"مسعود" من أتباع الطائفة القاديانية الأحمدية التي تعتبر نفسها مسلمة لكنها تؤمن برسول آخر يبعث بعد النبي محمد، وينص قانون باكستاني صدر عام 1984 على أن أتباع الطائفة الأحمدية غير مسلمين ويمكن سجنهم لمدة ثلاثة سنوات بتهمة انتحال صفة مسلم أو لاثارتهم مشاعر المسلمين. ويفتي بعض الملالي بأن قتل أتباع الطائفة الأحمدية يدخل الجنة ويوزعون منشورات تتضمن عناوين منازلهم. وقتل منذ ثلاثة أعوام 86 من أتباع الطائفة الأحمدية في هجومين متزامنين بعد صلاة الجمعة في لاهور، ولم تقع هجمات جماعية منذ ذلك الوقت لكن استهداف أتباع الأحمدية يتزايد فقد قتل العام الماضي 20 منهم وما يصل إلى 11 قتلوا في عام 2009 . ويقول أتباع الأحمدية إن المحاكمات تتزايد، واعتقل مسعود أحمد في مدينة لاهور بشرق باكستان الشهر الماضي عندما تظاهر رجلان بأنهما مريضان وسألاه عن عقيدته واستخدما هواتف محمولة لتسجيل صوته خفية وهو يتلو آيات من القرآن. وقال ناصر أحمد الشقيق الاكبر للطبيب "قال له (المريض) انك مثل والدي رجاء مساعدتي في الاجابة على بعض تساؤلاتي، وعندما أجابه (شقيقي) ضرباه وسحباه من رقبته". وأقيمت العام الماضي 20 دعوى قضائية ضد أتباع الطائفة الأحمدية مقارنة مع عشر دعاوى في عام 2009، واعتقل موظف في بنك لاستخدامه خاتما عليه آية قرآنية واتهمت عائلة بأكملها بكتابة آية قرآنية في بطاقة دعوة زفاف. وسعى الملالي مرتين إلى اعتقال سكان بلدة بأكملها من أتباع الأحمدية وعددهم 60 ألفا لاقامة احتفالات دينية، وقال من تقدموا بالشكوى أن السكان كانوا يقدمون الطعام والحلوى ويرفعون رايات. وقال طاهر أشرفي رئيس مجلس العلماء الباكستانيين "لن تكون هناك مشكلة إذا لم يستخدموا الشعارات الإسلامية والإسلام. "نحن ضد قتل أي بريء سواء كان من القاديانية أو الشيعة أو غير المسلمين، مثل هذه الهجمات غير مقبولة ولا يسمح بها لكن إذا خرقوا القانون فمن حقنا اللجوء إلى الشرطة. ويقول أئمة الأحمدية إن هناك نحو نصف مليون من أتباع الطائفة في باكستان، ويشعر كثيرون بالأمان في بلدة ربوه التي اشتروها عندما تأسست باكستان عام 1947، وفرت أسر إلى البلدة من أجزاء أخرى في باكستان بعد مقتل أقاربهم. وانتقلت رافياتا التي طلبت عدم نشر اسم عائلتها في ربوه بعد أن قتل مسلحون زوجها عام 2010 أمام أبنائهما. وفرت الأسرة إلى ربوه بعد مقتل اثنين آخرين من جيرانها وهما من الطائفة الأحمدية أيضا كما حاول رجال خطف ابن رافياتا الأصغر. وأتباع الأحمدية مستهدفون أيضا خارج باكستان، وأوضح تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب على الانترنت عملية إعدام جماعي دون محاكمة عام 2011 في إندونيسيا بينما كانت الشرطة تراقب ما يحدث، ومطبوعات الأحمدية محظورة في بنجلادش. وذكرت وسائل اعلام بريطانية أن مباني تابعة للطائفة الأحمدية في بريطانيا نهبت وظهرت منشورات تمنع أتباع هذه الطائفة من دخول متاجر وتحث المسلمين على قتلهم، ولكن باكستان بؤرة الاضطهاد. في إبريل/نيسان قال عامل في مستشفى يبلغ من العمر 25 عاما إنه كان هو ووالده في منزلهما في لاهور يقرآن صحيفة تابعة للطائفة الأحمدية عندما كسر مجموعة من الملالي باب منزلهما. وأضاف أنهم ضربوه هو ووالده ثم نهبت مجموعة من الناس المنزل ثم أرغم مسلحون الاثنين على ركوب سيارة لا تحمل لوحات معدنية، وطلب عدم نشر اسمه خشية الانتقام منه. وأطلق سراح خاطيفهما ولكن محكمة من المحاكم الخاصة لمناهضة الإرهاب التي أسست لمواجهة حركة طالبان اتهمت الرجل ووالده بانتحال صفة مسلمين. وأطلق سراح العامل في المستشفى بعد شهر إلا أن والده الذي لم تجر ادانته بعد مسجون منذ تسعة شهور. وفرت الأسرة من منزلها والرجل الذي استولى على المنزل يرفض دفع مقابل لهم. وقال العامل في المستشفى: "لا يجرؤ أحد على الافراج عنه (والده) بكفالة أو شطب القضية". هذا ما تخشاه عائلة مسعود أحمد، عقدت ثلاث جلسات من أجل الافراج عنه بكفالة أوقف ملالي الجلسة الأولى بترديد هتافات مناهضة لأتباع الطائفة الأحمدية وغاب محاموه عن الجلستين الأخريين لشعورهم بالخوف. وتقدم السلطات البريطانية لأحمد مساعدة قنصلية.