رويترز يخوض ناشطون في اليمن حملة لمكافحة نبات القات المخدر وإبداله بأشجار الفاكهة. ومضغ أوراق القات الذي يعرف أيضا بالتخزين عادة شائعة على نطاق واسع بين اليمنيين الذين يبلغ عددهم 25 مليون نسمة. وتستنزف زراعة القات جزءا كبيرا من موارد اليمن المائية المحدودة ورغم ذلك فشلت محاولات الحكومات المتعاقبة للقضاء على عادة التخزين حيث يخضع إنتاج القات لسيطرة بعض شيوخ القبائل وضباط الجيش والسياسيين. وقال قيس اليوسفي المسؤول الإعلامي في مؤسسة (إرادة لوطن بلا قات) "حملة صامتة يتم فيها التوعية لمرتادي السوق بأن بإمكانهم صرف المبالغ التي تصرف على القات في أمور مفيدة. بإمكانهم شراء مستلزمات منازلهم وإمكان دفع إيجار منازلهم وعمل شياء كثيرة." ويقول البنك الدولي إن واحدا من كل سبعة عاملين في اليمن يعمل في إنتاج وتوزيع القات وإن ذلك يضع النبات المخدر على رأس مصادر الدخل في القرى ويجعله ثاني أكبر مجال للعمل في البلد بعد الزراعة والرعي وقبل القطاع العام. ويقر كثير من الأسر اليمنية الفقيرة بإنفاق ما يزيد على نصف دخلها على القات. ووضع البرلماني نجيب غانم استراتيجية لنزع القات وإبداله تدريجيا بمحاصيل زراعية أخرى. وقال غانم "هي عبارة عن تصعيد تدريجي وهي تؤدي كلها إلى هدف واحد وهو في البداية التقليل من استهلاك القات. وهنا قلنا التدرج في هذا الجانب ثم التعويض للذي يريد أن.. التدرج في الاستخدام والتعويض للذين يريدون يتوقفون عن زراعة القات." وأضاف "عملية الإحلال التدريجي عملية التعويض وعملية الشتلات الزراعية المثمرة التي تتكفل بها الدولة وتعطيها وتغرسها بدل القات.. عملية التمويل المالي لكل ما تم نزعه.. فالمزارع الذي لديه قات وقد بدأ يتخلص منه بشكل تدريجي سيكون في وضع اقتصادي وزراعي مريح جدا." ويقضي معظم اليمنيين عدة ساعات يوميا في مضغ القات حتى في أماكن العمل. وتشير إحصائيات إلى أن ما لا يقل عن 80 في المئة من الرجال و60 في المئة من النساء وأعدادا متزايدة من الأطفال دون سن العاشرة يقضون معظم ساعات الظهيرة في "التخزين". وتصنف منظمة الصحة العالمية القات مخدرا يساء استخدامه ويمكن أن يؤدي إلى إدمان خفيف أو متوسط." ويؤدي مضغ القات إلى الإصابة بأمراض مختلفة منها ارتفاع ضغط الدم وتسوس الأسنان والإمساك والبواسير والهلوسة والاكتئاب. وقال ناصر الشماع المدير التنفيذي لمؤسسة (إراده لوطن بلا قات) "نحن ندق ناقوس الخطر بأضرار وأخطار القات على الأجيال الجديدة لأنهم يتعاطوه الآن بشكل مخيف.. بشكل مقلق.. ولهذا لا بد أن تتدخل الدولة."