راندا يحيى يوسف دافع اللواء سعد الجمال، الخبير الأمنى والإستراتيجى عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك، معتبرا أنه وهب حياته لقضايا أمته ووطنه، منذ أن كان قائداً عسكرياً صغيراً وحتى وصوله لسدة الحُكم فى ظروف استثنائية خطيرة، ولم يتوان لحظة فى النزول على إرادة الشعب، وتنحى عن سدة الحكم طواعية، ومصيره الآن بين يدى العدالة والتاريخ والإنصاف، وأعلن الجمال، الذى يرتبط بصلة مصاهرة مع الرئيس المخلوع، فهو عم خديجة الجمال زوجة جمال مبارك، أن أسرة مبارك تعيش فى ظروف نفسية صعبة وضغوط عصبية رهيبة. ولمن لا يعرف أسرة الجمال فهى لها باع طويل فى الوطنية المصرية ومنها خرج "رفعت الجمال" أو "رأفت الهجان" الذى غامر بحياته، وقدم أروع ملامح البطولة والتضحية والفداء، فى حب مصر والمخابرات المصرية. ما رأيك فى الرئيس الأسبق مبارك؟ الرئيس مبارك قد وهب حياته لقضايا أمته ووطنه، منذ أن كان قائداً عسكرياً صغيراً وحتى وصوله لسدة الحُكم فى ظروف استثنائية خطيرة، ويتسم بالجدية والصرامة والصبر، وحافظ طوال عهده على كيان الدولة المصرية وأمنها القومى، وسعى جاهداً لتحقيق الوحدة الوطنية والمُحافظة على النسيج الوطنى، برغم التحديات المتنوعة والمتعددة، وبإرادة سياسية حُرة، وفى ظل أطماع ومصالح الدول الكبرى، وسعى إلى تحقيق نظام اقتصادى مُتوازن، ووضع خطط تنموية طموح فى سبيل تحسين أحوال الفقراء، وتوفير أساسيات ومستلزمات الحياة التى تكفل المعيشة الكريمة للمواطنين محدودى الدخل، فى ظل تراجع معدل النمو الاقتصادى، وارتفاع معدلات التضخم، وشيوع الفقر والجهل والمرض، التى تمثل أكبر معاناة وأعظم مأساة تواجه المصريين، ولم يتوان لحظة فى النزول على إرادة الشعب، وتنحى عن سدة الحكم طواعية، ومصيره الآن بين يدى العدالة والتاريخ والإنصاف. وماذا تقول لأسرة الرئيس الأسبق؟ دون شك أسرة الرئيس السابق، ومحبوه، يعيشون فى ظروف نفسية صعبة وضغوط عصبية رهيبة، وأبتهل إلى الله العلى القدير أن يلهمنا الصبر والثبات، وأن يعجل بالفرج من لدنه، وأن يسترد الوطن أمنه واستقراره من جديد، فى ظل هذا التضليل الإعلامى المستمر. ما سر شعبية الفريق أول عبد الفتاح السيسى؟ عقب ثورة 30 يونيو 2013 خرج الشعب المصرى لتحقيق أهداف وتصحيح مسار ثورة 25يناير 2011، فوثقت الأمة فى قائد حازم وقادر على أن يُصحح مسيرة الوطن وهو الفريق أول عبد الفتاح السيسى، فلبى نداء الوطن واستجاب للإرادة الشعبية الحُرة فأنقذ مصر من حُكم سلّطوى . كيف يمكن علاج العنف المتزايد فى الشارع المصرى؟ ظاهرة العنف دخيلة على الشعب المصرى، وليست جزءاً من ثقافته، أو موروثاته، نتجت عن الصراعات السياسية المتعددة، وهناك جهود حثيثة بُذلت من الأجهزة الأمنية المصرية، من أجل التقريب بين جميع الاتجاهات والقوى السياسية، والتى تمثل جزءاً لايتجزأ من كيان الأمة . لكن عندما يتبنى البعض ثقافة العنف، ويعتبره إنجازاً وطنياً فتلك جريمة كبرى فى حق الوطن، وبذلك يتحول المشهد إلى مشهد جنائى، ويجب التعامل معه بالقانون وليس بالأدوات السياسية المعتادة، وعندما يصل الأمر إلى تهديد الأمن القومى المصرى فى سيناء وغيرها، بالعمليات الإرهابية الخسيسة، التى تستهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد، وإشاعة الفوضى وترويع الآمنين، وإزهاق أرواح الأبرياء، وهدم أركان الدولة، وإفشال خارطة الطريق، والمسار الديمقراطى الجديد، فيجب تجميد جميع الوساطات أو المبادرات السياسية للمصالحة، وإعمال محاكمات جنائية ناجزة، لكل من أجرم فى حق هذا الوطن، أو نبذ العنف والامتثال للإرادة الوطنية الشعبية، والعودة للصف الوطنى لكل من لم يحمل السلاح فى وجه مؤسسات الدولة والشعب. ماذا ترى فى تجميد أو تقليص المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر؟ أعتقد أنه يجب رفض أى مساعدات خارجية لمصر تماماً .. حتى لا نعطى الفرصة لأى دولة للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، أو فرض هيمنتها وسيطرتها على مصر، فنحن فى غنى تام عن هذه المساعدات المشروطة، وسوف تثبت الأيام المقبلة صمودنا فى وجه هذه الأزمات ومواجهة التحديات المختلفة. ما سبب ازدياد نفوذ الجماعات المسلحة وعصابات تهريب السلاح والسلع الغذائية والوقود فى سيناء؟ هناك عدة أسباب أدت إلى ذلك منها: إطلاق سراح بعض الإرهابيين الذين تم العفو عنهم بقرار رئاسى فى فترة حكم النظام السابق، وكذلك العائدين من أفغانستان، وكثير من دول العالم الأخرى، بالإضافة إلى النداءات الداعمة والمُحرضة على العنف، والإرهاب، والصادرة من بعض شيوخهم، كأمثال الشيخ القرضاوى وغيره! ما رأيك فى قانون التظاهر؟ التظاهر حق مكفول للجميع، ومن المهم للمجتمع أن يتم تنظيمه، وفق آليات وبنود خاصة، تكفل الحماية والأمان، وتضمن سلامة الأرواح والمنشآت، تحت أعين ومتابعة الأجهزة الأمنية للدولة، بحيث لا تتسبب أى مظاهرة سلمية، فى إثارة الفوضى، أو تعطيل مصالح المواطنين، أو خلق أزمات واختناقات مرورية شديدة، وهذا أمر متبع فى جميع دول العالم، وليس بالجديد.. ومن ينتقد قانون التظاهر يقولون "حق يراد به باطل".. ومن يتشّدقون بهذا الكلام المغلوط يريدون ببساطة شديدة أن تنهار الدولة المصرية.. ولست أبالغ فى أنهم بتلك المعارضة غير المفهومة قد أسهموا فى تنفيذ المخطط الصهيونى لتفكيك الأمة العربية. كيف ترى الدعوات لعقد مصالحة وطنية مع الإخوان ؟ أعتقد أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب المصرى، يرفضون التفاوض أو المصالحة، مع أعضاء تلك الجماعة المحظورة، التى تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء، الذين لا ذنب لهم فى شىء، بعدما فقدت الجماعة أى تعاطف شعبى، ولكن من لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وتخلوا عن أفكارهم المتطرفة، وغير متّهمين فى جرائم جنائية، هؤلاء يمكن إدماجهم فى الجماعة الوطنية، ومشاركتهم فى الحياة السياسية مرة أخرى. كيف يمكن إعادة الأمن والهدوء للشارع المصرى ؟ هذه مسئولية مشتركة بين جميع المصريين، فى تحمل المسئوليه المجتمعية، والمشاركة الجادة فى دعم الجهود الأمنية المضنية المتزايدة يوماَ بعد يوم، نحو القضاء على الإرهاب، و تحقيق الأمن والاستقرار فى ربوع الوطن، مع الحرص على خضوع الجميع لقوة وسيادة القانون، وضرورة احترام أحكام القضاء، مع نشر تعاليم الأديان السماوية الرفيعة، التى تُجرم وتؤثم انتهاك حقوق الإنسان أو الإنتقاص من حريته وكرامته أو الاعتداء على ماله وعرضه، وأن ننشئ الفرد الصالح التقىّ، ذو الخلق القويم، والسلوك المستقيم، وأن نقدم عوناَ حقيقياَ لمؤسسات التربية والتوجيه والإرشاد المختلفة. ما أثر الانتماء لجماعة معينة أو تيار معين على الفرد والمجتمع ؟ للأسف الشديد يقع البعض أحياناً أسرى الأفكار المتطرفة، والتى تؤثر تأثيراً شديداً على تفكيره وتوجهاته، ولكن البعض منهم يسترد وعيه وإدراكه سريعاً لحقيقة الأمور، فيفيق من غفوته، ويتخلى ويقاوم أى فكر يتنافى مع الدين، والمنطق، والعقل، كأمثال الأساتذة كمال الهلباوى وثروت الخرباوى والشيخ ناجح إبراهيم وغيرهم، ومن المفيد للمجتمع عقد مناظرات بين من تحرروا من أسر أفكار الجماعات المتطرفة، وبين من يؤمن بمعتقداتهم، حتى يقيموا عليهم الحجج الواضحة، ويدحضوا مخططاتهم الغاشمة، ويكشفوا كذبهم أمام العالم أجمع. كيف ترى مستقبل مصر؟ التغيير سُنة من سُنن الحياة، وغالباَ المستقبل يحمل فى طياته التغيير للأصلح والأقوم، على الرغم من أن السلوكيات العامة لكل الشرائح الاجتماعية حالياَ غير واضحة ومرتبكة ويصعب التنبؤ بنتائجها .. وتستشعر الدولة والمجتمع الخطورة على الأجيال الجديدة، بسبب التغير فى الأخلاقيات العامة للمجتمع .. وأتفاءل بأن المستقبل سيكون للأفضل إن شاء الله. ماذا تقول لمن حاول إفساد فرحة ملايين المصريين المخلصين بذكرى مرور 40 عاما على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة ؟ من المؤسف! أننا نحتاج إلى مراجعة شاملة وتطوير كامل لأفكارنا، وثقافتنا الذاتية، حتى نستطيع التخلص من هذا التبلد فى المشاعر، والجمود فى الفكر والفهم، وأرى أن هناك قصوراً شديداً فى الرؤية السياسية فى ظل غياب الوعيّ الكامل بتاريخ وحضارة ومكانة مصر، فالجيش المصرى الوطنى، تحديّ الصّعاب، وقهر المستحيل، وقدّم التضحيات العظيمة، انتصاراً لقضايا وطنه وأمته، وانتزع نصراً غالياً على عدوُ غاشم مُتغطرس، فأعاد للأمة عزتها وكرامتها .. وأقول لأصحاب هذا الموقف المُخزى : سيبقى دائماً التراب الوطنى أغلى من كل المناصب وأعز إلينا من أنفسنا . لماذا غاب عنا الشعور بأهمية إعلاء المصالح العليا للوطن ؟ لابد أن نضع أنفُسنا مُجدداَ على أعلى درجات المسئولية الوطنية والأخلاقية، ولقد قامت ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013 من أجل تصحيح مسار، وتحقيق أهداف ثورتها الأولى فى: الحرية، والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، واستقلال القرار الوطنى، ومكافحة الفساد والاستبداد بشتى الطرق، والتخلص من سياسات الإقصاء والتهميش لأبناء الوطن الواحد، التى انتهجها فصيل مُعين، مع ضرورة المحافظة على مبدأ تكافؤ الفرص، والمواطنة وعدم التمييز، مع توفير فرص العمل المُتاحة فى مُختلف المجالات. أتطلع إلى استعادة المُجتمع الذى تتحقق فيه المساواة الكاملة، والعدالة التامة، بين مُختلف المواطنين . هل سيادتك مع تسوية سياسية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب وإسرائيل للخروج من أزمة البرنامج النووى الإيرانى المتصاعدة ؟ هناك علامات استفهام كثيرة حول علاقة أمريكا بإيران!! ولا نستطيع الحكم على تلك العلاقة أو تحديد أبعادها بشكل جيد الآن.