هانى بدر الدين بعد ثورة تونس كانت الأجواء فى مصر فى حالة من التوتر.. جلست مع أحد الضباط وسألته: ماذا سيكون موقف المشير طنطاوى لو شهدت مصر مظاهرات ضخمة كما يطالب الشباب فى 25 يناير وطلب مبارك من الجيش التدخل؟..كان رده مختصرا ووافيا حين قال: المشير يحترم وبشدة الرئيس مبارك.. لكن احترامه الأكبر لمصر".. كانت تلك هى الصورة قبل 25 يناير، ومظاهرات ميدان التحرير التى انتهت بتخلى مبارك عن السلطة وتكليفه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.. ومنذ ذلك اليوم 11 فبراير 2011 وحتى تسليم المجلس الأعلى للسلطة للرئيس المنتخب محمد مرسى شهدت صورة المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى السابق، تباينا حولها.. وبالتحديد حول الفترة التى تولى فيها المجلس العسكرى إدارة أمور مصر. وبعد الصور التى نشرت لقيام الرئيس السابق محمد مرسى باستقبال وتكريم المشير طنطاوى ومنحه قلادة النيل، اختفى المشير عن الأنظار تماما، حتى فى احتفال مصر بنصر أكتوبر فى العام الماضى أثناء فترة حكم مرسى، وهى الاحتفالية التى كانت محل سخط وتذمر من الكثيرين بسبب حضور بعض المتهمين باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، بطل نصر أكتوبر، وكذلك لغياب أبطال النصر من القادة السابقين من القوات المسلحة. اختفاء المشير طنطاوى، جعله يستحق لقب "المشير الصامت"، حيث فضل المشير التزام الصمت رغم العديد من الأمور والقضايا التى تفجرت حول فترة حكم المجلس العسكرى، وتوجيه البعض لاتهامات للمشير بالتواطؤ مع الإخوان وتسليمهم مصر.. إلا أن صمت المشير لم يكن اعتكافا وابتعادا عن الحياة.. فالمشير طنطاوى رغم ابتعاده عن مسرح الأحداث ما زال محافظا على برنامجه اليومي.. حيث يداوم على ممارسة رياضة المشى فى إحدى دور القوات المسلحة، كما أن علاقاته الاجتماعية ما زالت مستمرة وإن كانت قد شهدت تراجعا إلى حد ما بسبب رغبة المشير فى الابتعاد عن الساحة، حتى إن ظهور المشير فى صدارة الاحتفالات بنصر أكتوبر التى نظمتها القوات المسلحة أخيرا، كان هو أول ظهور رسمى للمشير بعد فترة غياب كبيرة. ظهور المشير فى احتفالات أكتوبر ربما كان تكريما من القوات المسلحة لشخصية المشير، باعتباره أحد القادة الذين شاركوا فى حرب أكتوبر، وكذلك لرجل خدم المؤسسة العسكرية عشرات السنين.. إلا أن ظهوره أثار مجددا موجة الانتقادات من الذين رأوا أن قيادة المشير للبلاد شابها بعض القصور فى طريقة إدارة الدولة بشكل أدى لوصول الأوضاع إلى فوز الإخوان واحتكارهم للسلطة. يوم الخميس 31 أكتوبر يحتفل المشير طنطاوى بذكرى مولده، فهو من مواليد عام 1935 وشارك فى حرب الاستنزاف وبعدها فى حرب أكتوبر وكان له دور فى المعركة المشهورة باسم "المزرعة الصينية"، وبعد الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكري. نحو 20 عاما قضاها المشير طنطاوى وهو فى منصب وزير الدفاع، وهى فترة طويلة وشهدت مصر خلالها العديد من الأحداث، كان فى بدايتها حرب تحرير الكويت، مرورا بالأوضاع فى فلسطين والانتفاضة، بخلاف الحرب على العراق، ثم الفوضى الخلاقة وإعادة تقسيم الشرق الأوسط.