علاء عزت عندما ظهرت روابط الألتراس فى مصر عام 2007 حذر البعض من خطورتهم، وفقا لما حدث فى بلدان أخرى، إلا أن آخرين ومنهم سياسيون ورجال أعمال وأعضاء مجالس إدارات اتحاد الكرة والأندية وبعض اللاعبين والمدربين ساندوا تلك الجماعات، ربما إيمانا منهم بأهمية الدور الذى يقدمونه للرياضة، أو لأغراض أخرى ومصالح شخصية!! ومع قيام ثورة 25 يناير فى 2011 بدأت خطايا الألتراس فى الظهور بشكل واضح بعدما تسببوا فى كثير من المشاكل والأزمات وازداد هجومهم على الداخلية بشكل ملحوظ، وكانوا سببا فى إلغاء بطولة الدورى العام لموسمين متتاليين، علاوة على المجزرة الشهيرة التى شهدها ستاد بورسعيد سعيد والتى لن تنساها جماهير وعشاق كرة القدم فى مصر والعالم أجمع. وبعد ثورة 30 يونيو ازداد الغضب الشعبى، ضد جماعات الألتراس، وجاء ما فعله ألتراس الأهلى فى ملعب "مختار التتش" داخل معقل ناديهم الأحمر، وما فعلوه فى مطار القاهرة، من تعدى بالقول والفعل على لاعبى الأهلي، ومن قبل هذا وذاك اقتحام مقر الأهلى فى الجزيرة ومدينة نصر مرات عديدة، وما فعله ألتراس الزمالك «الوايت نايتس» الذى أشاع الرعب فى حى المهندسين عندما حاولوا اقتحام مقرالنادى فى ميت عقبة، جاء كل ذلك بمثابة القشة التى قصمت ظهر الألتراس، وللمرة الأولى تخرج دعوات كلها تتجه لمطالبة الدولة بالتدخل بيد من حديد، للقضاء على الألتراس.. فهل بدأت إرهاصات انهيار جمهورية الألتراس؟ هذا ما ترصده «الأهرام العربى»، فى هذا الملف. فى البداية نؤكد حقيقة مهمة، وهى أن نظام مبارك، كان بصدد إسقاط الألتراس، وهو ما فسره قيام وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، باعتقال قيادات ألتراس الأهلى والزمالك فى عدة مناسبات، وكان الأمر يتم على طريقة " زوار الفجر"، حيث كان يتم اعتقال قيادات الألتراس فى منازلهم منتصف الليل وقبل ساعات من إقامة أى مباراة مهمة للأهلى أو الزمالك، وذلك بعد أن منح مجلس الشعب فى عهد مبارك الضوء الأخضر للداخلية فى إسقاط الألتراس، إلا أن الأمر اصطدم وقتها بوسائل الإعلام التى كانت تنظر إلى الألتراس على أنه كيان جميل، وأنه ضحية نظام اجتماعى فاشل، وان الألتراس ضحية الجهل والفقر، وفات على الجميع من خبراء علم النفس والاجتماع عند وقوفهم أمام تلك الجزئية الوقوف أولا على ظاهرة سفر عدد من أعضاء الألتراس خلف الأهلى والزمالك ليس فقط داخل مصر، بل خارج البلاد أيضا، وكان اخرها سفر 50 مشجعاً من أعضاء ألتراس الأهلى مع فريقهم فى رحلته الأخيرة إلى جنوب إفريقيا، وهى رحلة باهظة الثمن تتكلف آلاف الجنيهات، ولا يقدر عليها سوى الأثرياء، كما فات أيضا على الجميع التوقف أمام حجم التبرعات التى كانت الروابط تعلن عنها مع كل مناسبة، وأيضا بيع أكثر من 50 ألف ألبوم غنائى، خاص بألتراس الأهلى، علما بأن سعر الألبوم الواحد كان 35 جنيها، وكذلك تسابق الآلاف على شراء الفانلات الجديدة للأهلى والزمالك، علما بأن سعر الفانلة كانت يصل أحيانا إلى 150 جنيها، وكل هذا يعنى أن الألتراس ليسوا فقراء. وبالعودة إلى المخطط السابق، نجد أن جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق لعب دورا فى إجهاض مخطط القضاء على الألتراس، حينما طلب من اتحاد الكرة فى عهد رئيسه السابق سمير زاهر، توجيه الألتراس للاعتداء على حافلة أوتوبيس بعثة الجزائر فى نوفمبر من العام 2009، وكان جمال مبارك هو أول من استغل الألتراس فى عمل سياسى، وبالتالى كان أول من لفت الأنظار إلى إمكانية استغلال الألتراس فى أعمال مشابهة فيما، وهو ما حدث مع اندلاع ثورة 25 يناير، وهى الثورة التى جاءت لتجهض محاولة ثانية قام بها العادلى لإسقاط هذا الكيان. كما تشير الوقائع إلى أن الإخوان المسلمين نجحوا فى استغلال وتوظيف الألتراس فى أعمال سياسية، بعد أن عقدوا صفقة مع عدد من قيادات الألتراس، ولهذا لم يكن غريبا أن تظهر بصمات الألتراس على عدد من الحوادث الشهيرة مثل أحداث «محمد محمود»، وأحداث محاولة اقتحام «السفارة الإسرائيلية»، وغيرها، مما أكدته تحقيقات النيابة العامة والجهات الأمنية، وكانت الصفقة الأولى بين ألتراس الأهلى مع الإخوان، أن يدعمونهم فى حملاتهم الانتخابية سواء البرلمانية أو الرئاسية، مقابل ألا يتم إغلاق ملف مجزرة ستاد بورسعيد وإطلاق يد الألتراس فى الضغط على الجميع، كما أن الإخوان منحوا الضوء الأخضر للألتراس للانتقام من كل من يقف ضدهم، وهو ما يفسر اقتحام الألتراس لمدينة الإنتاج الإعلامى لإيقاف برامج شوبير ومدحت شلبى وخالد الغندور، ومن بعد إحراق مقر نادى الشرطة، واتحاد الكرة بالجزيرة!! كان أول من دخل في حرب معها هددت حياته شوبير: «الألتراس» صناعة «إرهابية» إذا كانت «الأهرام العربي» هي أول مطبوعة مصرية علي الإطلاق، دقت أجراس الخطر قبل 4 سنوات، وحذرت من تفاقم وتعاظم ظاهرة الألتراس، فإن الحق يشهد للإعلامي أحمد شوبير، حارس مرمي الأهلي ومنتخب مصر السابق، أنه كان أجرأ إعلامي تناول قضية الألتراس، بل إنه دخل في حرب علنية معهم، وهو الأمر الذي هدد حياته الشخصية وحياة أسرته أيضا بعد تلقيه تهديدات رسمية بالقتل. وفي تصريحات خاصة ل"الأهرام العربي" قال شوبير: "إذا كنت حزينا لما يفعله الألتراس، والذي ظن نفسه دولة داخل الدولة، فأنا في نفس الوقت سعيد بأن الجميع عرف حقيقة تلك الروابط الجماهيرية، وكيف أنها تحولت إلى صناعة إرهابية". وأكد: "نعم.. الألتراس صناعة إرهابية، صنعها ونفخ فيها البعض لفرض سطوتهم خصوصاً بعد الثورة، وتم تجنيد عدد من قيادات تلك الراوبط من قبل مؤسسات وأحزاب وتيارات لتنفيذ مخططات إرهابية، بل إن تلك الراوبط استغلت خوف الجميع منهم، لتصنع من نفسها منظمة إرهابية مستقلة بذاتها، وإلا ما رأينا مع حدث أخيرا أمام مقر نادي الزمالك، ومن قبله ما داخل مقر النادي الأهلي". وقال شوبير، إن الإخوان المسلمين وقت توليهم سلطة حكم البلاد في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، أبرمت العديد من الصفقات مع الألتراس، واستشهد باللقاءات السرية، والأخري العلانية التي كان يعقدها قيادات الإخوان مع قيادات الألتراس، من أجل الاتفاق علي صفقات سياسية، أبرزها دعم الألتراس للإخوان في الحملات الانتخابية سواء البرلمانية أم الرئاسية، وكذلك دعم مظاهراتهم لدعم الرئيس المعزول وقت أن كان في الحكم، وحتي بعد عزله، مقابل إطلاق يد الألتراس في البلاد، ليفعلوا ما يشاءون، واستشهد أيضا بحرائق مبني نادي الشرطة ومقر اتحاد الكرة من قبل ألتراس الأهلي، وقال شوبير: " كنت على علم كامل بهذه الصفقات، وكنت أملك من الشجاعة أن أكشفها علي الهواء مباشرة من خلال برامجي في قناة "مودرن سبورت" قبل إغلاقها، وكنت عقب كل حلقة أتلقي المزيد من التهديدات". ولفت النظر إلى أنه عندما تلقي تهديدات رسمية بالقتل من قبل ألتراس الأهلي، قام بتحرير محضر رسمي ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، وقت أن كان رئيسا للبلاد، وكذا ضد رئيس وزرائه هشام قنديل، وضد الحكومة كلها، مؤكدا أنه كان يعلم أن الحكومة وقتها كانت تبارك تهديدات الألتراس بزعم أنه أحد رموز نظام مبارك السابق وأنه كان عضوا في الحزب الوطني. وتابع شوبير: " أكثر ما كان يدهشني قبل أن أعلم بتفاصيل الصفقات المشتركة بين الإخوان والألتراس، هو حالة رعب الجميع من هذا الشبح، وهو الخوف الذي كلفني بعدم الظهور في أي برنامج في الإذاعة أو التليفزيون الرسمي، حيث تم إيقاف برنامج إذاعي يومي كنت أقدمه عبر الشباب والرياضة لمجرد أنني كشفت عن دور الألتراس في حادث الاعتداء علي أوتوبيس بعثة منتخب الجزائر أمام مطار القاهرة الدولي وقت مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم 2010 ". ليست وليدة الثورة كما زعم الخبراء .. أول من نفذوا «حرب الشوارع» فى عهد مبارك لأن الكثيرين لا يعرفون التاريخ الأسود لروابط الألتراس، فقد ذهب البعض للتأكيد علي أن حرب الشوارع التي دارت رحاها بين رجال الأمن ورابطة جماهير الزمالك «الوايت نايتس» الخميس الماضي، هي الأولي من نوعها. وخرج علينا الكثير من الخبراء والمحليين السياسيين، وكذا علماء الاجتماع وعلم النفس، ليؤكدوا أن ما حدث ما هو إلا أحد الإفرازات السلبية للثورة المصرية، وأنها جاءت لتؤكد علي حالة الانفلات الأمني التي تعيشه البلاد، فيما ذهب البعض للتأكيد أن ما فعله « الوايت نايتس « كان نتيجة مؤامرة ليست علي مجلس إدارة نادي الزمالك فحسب، وأنها مؤامرة علي الأمن القومي، إلا أن «الأهرام العربي» تؤكد حقيقة دامغة وتستعرضها بكل تفاصيلها، أن حرب شوارع الألتراس قديمة، وظهرت أول ما ظهرت في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتحديد قبل 4 أشهر من اندلاع ثورة 25 يناير 2011. حرب الشوارع الأولي في الملف الأسود للألتراس، اندلعت يوم الثلاثاء 21 سبتمبر2010، وفي هذا اليوم كشفت روابط الأندية المعروفة باسم «الألتراس» عن وجهها القبيح بصورة مرعبة، بعد أن كانت تكتفي في الماضي القريب بالكشف عن نواياها السيئة. في هذا اليوم تحولت كل ملاحم الفنون التشجيعية من قمة الفنون إلى قمة الجنون، بعد أن أصابت رابطتي جماهير قطبي الرياضة المصرية الأهلي والزمالك العاصمة بحالة من الرعب قبل أن تصيبها بالشلل التام، على وقع أحداث الشغب النارية والدامية التي وقعت بينهما إثر معركة حقيقية شهدتها الشوارع المحيطة والفاصلة بين مقري الناديين في ميت عقبة والجزيرة، وهي الحرب التي لم تنطفئ نيرانها بعد، بل فتحت معها ملفات عديدة حول حقيقة جماهير «الألتراس» التي تحولت إلى قنبلة موقوتة تنفجر دوماً مع كل الأحداث والمناسبات الرياضية المهمة وليس كرة القدم فقط.. بدليل أن الحرب المباشرة الأولى بين جماهير رابطتي الألتراس الأحمر والأبيض اندلعت على خلفية مباراة قمة في كرة اليد. وهي المباراة التي جمعت بين الأهلي والزمالك، على الصالة المغطاة بمقر النادي الأهلي بالجزيرة وسط القاهرة، وكان اللافت للنظر أن أكثر من 3 آلاف من أعضاء رابطة جماهير الزمالك والتي تطلق على نفسها لقب «وايت نايتس» قطعوا المسافة ما بين مقر ناديها والنادي الأهلي– حوالي كيلومترين– سيراً على الأقدام وهم يطلقون الهتافات العدائية ضد النادي الأهلي، وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يصيب شارع جامعة الدول العربية الشهير بحالة شلل مرورية تامة إلى جانب كل الشوارع المحيطة به، فيما أُصيب المواطنون بالهلع من جراء إشعال الشماريخ والصواريخ واستخدام الألعاب النارية، قبل أن تحاول جماهير الزمالك اقتحام أبواب النادي الأهلي التي أُغلقت في وجهها، فما كان من جمهور الأبيض إلا أن قام بأعمال شغب خارج أسوار النادي الأهلي وقام بتحطيم السيارات، قبل أن تدخل الجماهير في معركة حامية الوطيس مع رجال الشرطة ورجال أمن النادي الأهلي. وحاولت رابطة جماهير الأهلي الرد علي هجوم جمهور الزمالك علي ناديها، وقام الألتراس الأحمر بالتحرش بلاعبي الزمالك عقب انتهاء المباراة، حتي إن عدداً من لاعبي الزمالك أكدوا أنهم كادوا أن يتعرضوا لمحاولة اختطاف من قبل جماهير الأهلي.. وتمكن رجال الأمن من إلقاء القبض علي العشرات من العناصر المشاغبة من جماهير الناديين، قبل أن يتم الإفراج عن عدد منهم خصوصاً صغار السن بعد تدخل السيدة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان في عهد النظام السابق. وباتت أحداث الشعب الدامية، عنوانا لكل المواجهات التي تجمع بين فرق قطبي الكرة والرياضة المصرية الأهلي والزمالك في كل الألعاب الجماعية، وسبق أن قام جمهور ألتراس الأهلي بإشعال النار في مشجع زملكاوي علي هامش مباراة كرة سلة ونقل إلي المستشفي بين الحياة والموت. لاعبو الأهلي يخيرون إدارة ناديهم: يا إحنا.. يا الألتراس! أبدا، لم تكن حادثة مطار القاهرة، والتي جاءت بعد ساعات من حادثة الهتافات المعادية، هي المسمار الأول الذي دق في نعش علاقة لاعبي النادي الأهلي بجماهيرهم من أعضاء رابطة «الألتراس» كما يظن الجميع، ولكن المسمار الأول في نعش العلاقة دقه لاعبو الأهلي في سبتمبر من العام الماضي، وتحديدا في اليوم الذي شهد أول حالة تعتدي من الجماهير علي اللاعبين. وهي حادثة «معرض السجاد»، وكان سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة ومعه عدد من نجوم الفريق الأحمر حسام غالي، وسيد معوض، وأحمد فتحي، إضافة إلي نجم الأهلي السابق خالد بيبو، قد نجوا من محاولة اعتداء عليهم من قبل جماهير الأهلي، حيث كانوا يحضرون حفل افتتاح متجر للسجاد في مدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية، حيث فوجئ الجميع أثناء حفل الافتتاح بتجمهر عدد من أعضاء رابطة جماهير الأهلي المعروفة باسم «الألتراس» أمام المتجر وهم يطلقون هتافات عدائية ضد لاعبيهم وهناك من حاول الاعتداء علي لاعبي الأهلي عن طريق آلات حادة قبل احتواء الأزمة. وبرغم أن الألتراس حاول بعد هذا الحادث، الاعتذار عما بدر ونسب الجريمة إلي رابطة جماهير أخري، وهي «أهلي ديفلز»، فإن سهم قطع العلاقات الذي أطلقه لاعبو الأهلي يومها كان قد نفذ، بدليل أن ما حدث في ملعب الجونة قبل مباراة ليوبار الكونغولي،عندما رفض لاعبو الأهلي تحية جماهيرهم، سبق حادثتي «مختار التتش»، ومطار القاهرة. وكانت أعداد من جماهير ألتراس الأهلي قد زحفت لملعب «مختار التتش» بمقر النادي الأهلي بالجزيرة للاحتفال مع لاعبيهم بالفوز الكبير الذي حققوه علي الغريم الزمالك 4/2 في القمة المصرية الإفريقية، فإن لاعبي الأهلي واصلوا رفضهم التجاوب مع الألتراس، الذي مازال بشغبه يكبد الفريق والنادي خسائر مادية ومعنوية كبيرة، وهو الأمر الذي قبول بعاصفة كبيرة من الغضب من قبل الألتراس الذين أطلقوا الهتافات العدائية ضد كل اللاعبين باستثناء أبوتريكة كالعادة ، وفي اليوم التالي زحف عدد كبير من الألتراس إلي مطار القاهرة في محاولة جديدة للاعتداء علي عدد من اللاعبين، وهو ما دفع أحمد فتحي للاشتباك معهم علي مرأى ومسمع من الجميع. وإذا كان المهندس هشام سعيد عضو مجلس إدارة النادي والذي ترأس بعثة الأهلي في رحلتها الأخيرة إلي جنوب إفريقيا ومعه هادي خشبة مدير قطاع الكرة بالنادي، نجحا في احتواء الأزمة في لحظتها، فإن نارها لم تنطفئ حتي اللحظة. وعلمت "الأهرام العربي" أن لاعبي الأهلي، استغلوا وجودهم معا في جوهانسبرج لعقد اجتماعات ودية فيما بينهم، انتهت إلي الاتفاق إلي توصيل رسالة إلي مجلس إدارة النادي برئاسة حسن حمدي عن طريق هادي خشبة مضمونها "يا إحنا .. يا الألتراس" في الأهلي. وهدد عدد كبير من اللاعبين بالرحيل علي طريقة حسام غالي، وجدو، في حال استمرار سياسة "الطبطبة" من قبل الإدارة علي الألتراس.. وكان أكثر اللاعبين جدية في تهديداتهم أحمد فتحي وسيد معوض، المعروف عنهم حدتهما في التعامل مع مثل هذه المواقف. بعد توالي العقوبات.. «الكاف» يحذر في تقرير رسمي: نقل مباريات الأهلى خارج مصر بسببهم علمت «الأهرام العربي» أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم « الكاف» بصدد تغليظ العقوبات علي الأهلي والزمالك إذا ما واصلت جماهير «ألتراس» الناديين مسلسل شغبها، وحذر «الكاف» قطبي الكرة المصرية من تغليظ عقوباته عليهما مستقبلا بنقل مبارياتهما في أي بطولة مقبلة إلي خارج مصر. وتكشف «الأهرام العربي» عن المستندات والمخاطبات المتبادلة داخل الاتحاد الإفريقي، والتي وصلت إلى مكتب السكرتير العام، هشام العمرانى، بتاريخ 8 سبتمبر هددت بتوقيع عقوبة قاسية على النادى الأهلى بسبب شغب جماهيره، حيث خرج من الاتحاد الإفريقى قبل الإعلان عن العقوبة الأخيرة ضد الأهلي، خطاب باللغتين العربية والإنجليزية أهم ما فيه اتهام جماهير النادى باستخدام الشعارات السياسية فى المدرجات.. وجاء نص الخطاب: نفيد بأن حكام مباراة الأهلى وليوبار المذكورة أصدروا فى تقريرهم أنه قبل المباراة كانت هناك معركة بين مجموعتين من مشجعى النادى الأهلى، وتصاعدت لدرجة أن الشرطة اضطرت لاستخدام الغاز المسيل للدموع لوقف العنف، وكانت المجموعتان تهتفان بشعارات سياسية، وامتد العنف أيضاً خارج الاستاد، وتأخرت المباراة عن بدايتها 25 دقيقة بسبب العنف الجماهيرى، بالإضافة إلى ذلك، بعد دقائق قليلة من بداية الشوط الثانى استخدم جمهور الأهلى الألعاب النارية والشماريخ التى تسببت فى الكثير من الدخان والتى حرفت انتباه حارس مرمى الفريق الكونغولى. وتابع الخطاب: "هذه الأحداث أجبرت الحكم على إيقاف المباراة حوالى دقيقتين، بالإضافة إلى ذلك نفيد علم سيادتكم بأن الأهلى تم عقابه سابقا بعد مباراة الأهلى وتوسكر الكينى بحظر اللعب على ملعبه أربع مباريات بدون جمهور، ومن بينها تم تعليق مباراتين بشرط ألا يكون الأهلى مذنبا بنفس المخالفة، ولذلك سيتم عرض هذه الحالة على مجلس الانضباط. وتلقى النادى الأهلى خطاباً رسمياً من "الكاف" عن طريق الاتحاد المصرى لكرة القدم يحمل نص العقوبات التى فرضتها لجنة الانضباط بمنع النادى من لعب مباراتين على أرضه دون جمهور، بجانب فرض غرامة مالية قدرها 30 ألف دولار، ومعهما تحذير شديد اللهجة بنقل مباريات الفريق إلى مكان محايد فى حالة تكرار مثل هذه التصرفات من جماهير النادى. وعلمت "الأهرام العربي" أنه كان هناك اتجاه بمعاقبة الأهلى بأكثر من ذلك، لكن الكاميروني عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقى، رفض خوفا من وصول الأهلى للمباراة النهائية التى يجب أن تكون وفق شروط الرعاة بحضور الجماهير. فى سنة واحدة.. شغب الألتراس يكبد الأهلى مليون جنيه في عام واحد فقط، كبد «ألتراس» الأهلي خزينة ناديه التي تئن بفعل الأزمة المالية الخانقة بأكثر من مليون جنيه مصري «145 ألف دولار "، هي حجم العقوبات والغرامات المالية التي وقعها الاتحاد الإفريقي " الكاف " علي النادي الأهلي بسبب شغب جماهيره.. والتي لم تتعظ أبدا من العقوبات، ناهيك عن كم العقوبات التي فرضت علي الأهلي بخوض مبارياته خلف أبواب موصدة، علما بأن الأهلي الذي سيحرم من دعم جماهيره له، عندما يواجه القطن الكاميروني في إياب الدور نصف النهائي من بطولة دوري الأبطال الحالية والتي يدافع فيها الأهلي عن لقبه. علي مدار عام واحد فقط، عاقب "الكاف" ماليا أكثر من مرة، كانت البداية بتغريمه 40 ألف دولار بسبب شغب جماهيره في مباراة زيسكو الزامبي، التي أقيمت صيف العام الماضي، فيما كانت آخر العقوبات خصم 70 ألف دولار من مستحقات النادى لدى الكاف والبالغة 160 ألف دولار عبارة عن مكافأة الصعود لدور الثمانية الإفريقى. وما بين العقوبة الأولي، والأخيرة، والتي لا يفصل بينهما سوى 12 شهرا، تعرض الأهلي لعقوبات مالية أخرى أبرزها 30 ألف دولار غرامة شغب جماهير الأحمر فى مباراة ليوبارد الكونغولى بالجونة فى الجولة الرابعة بدور الثمانية الإفريقى، وهو الشغب الذى تسبب أيضاً فى حرمان الأهلى من جمهوره مباراتين.. خاض الأولي أمام الزمالك قبل أسبوعين، والثانية ستكون أمام القطن الكاميروني. بالإضافة لغرامة أخرى قدرها خمسة آلاف دولار بسبب شغب جماهيره فى مباراة الزمالك خلال شهر يوليو الماضى فى الجولة الأولى لدور الثمانية. جوزيه: تسببوا فى خسارة الأهلي لدوري الأبطال برغم حالة الحب، والتي وصلت إلى درجة الغزل العفيف، بين رابطة «ألتراس» الأهلي، والبرتغالي مانويل جوزيه، أشهر مدير فني أجنبي، بل أشهر مدرب في تاريخ النادي الأهلي، فإن الأمر لم يمنع جوزيه يوما ما من شن هجوم قاس علي جماهير ألتراس الأهلي.. وصلت إلى حد تحميلها مسئولية إخفاق الأهلي في بطولة دوري الأبطال الإفريقي عام 2011. كان الأهلي قد فقد البطولة وفشل في التأهل للدور نصف النهائي بعد تعادله مع الوداد البيضاوي المغربي 3/3 بالقاهرة في الجولة الأولي من مباريات دوري المجموعات، وهي المباراة التي خاضها الأهلي بدون جماهيره، عقابا له من الاتحاد الإفريقي لجماهير " ألتراس" الأهلي علي شغبها في مباراة الأهلي السابقة في تلك البطولة وكانت أمام فريق زيسكو الزامبي في دور ال 16. وظل جوزيه حتي نهاية مشوار البطولة يؤكد دوما أن الأهلي فقد البطولة بسبب شغب جماهير الألتراس.. وحتي عندما فشل الأهلي في الفوز علي الترجي التونسي بالقاهرة، في ختام مرحلة دوري المجموعات، خرج المدرب البرتغالي وقتها في المؤتمر الصحفي ليقول : "خسرنا البطولة بسبب جماهير الأهلي".