صباح الحكيم بداية تشحم الكبد، أي أنه يحتوي كميات عالية متراكمة من الشحوم. وبالتالي يكبر حجم الكبد. ويؤكد د. علاء عوض، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بقصر العينى أن تشحم الكبد من أمراض الكبد الشائعة. وفي بعض المجتمعات، كالولايات المتحدة، يوجد لدى %30 من الناس. والسبب غالبا هو السمنة، لأن كميات طاقة الأغذية التي يتناولها المرء ولا يتم حرقها، تتحول إلى شحوم، ويتم اختزانها في الكبد. وكذا الحال مع تناول المشروبات الكحولية التي تعرقل تعامل الجسم بطريق صحيح مع الدهون. وأحيانا، يسهم مرض السكري في زيادة تراكم الشحوم بالكبد لدى من لديهم بالأصل سمنة أو زيادة في الوزن. ويضيف، أن تبعات حصول تراكم الشحوم في الكبد تتفاوت بين المُصابين. وقد يتعرض البعض جراء ذلك إلى حصول التهابات في الكبد، نتيجة تأثير تلك الشحوم على خلايا الكبد والتسبب بموتها. وبالتالي ترتفع أنزيمات الكبد، وتتضرر قدرات الكبد على العمل بوظائفه. ومن ثم قد تحصل لدى قلة منهم حالة تشمع الكبد وتليفه. ولذا تتراوح الحالات بين حالة تشحم الكبد دون أي التهابات فيه، وحالة تشحم الكبد مع حصول التهابات الكبد. وأفضل وسيلة علاجية متوافرة لمعالجة تراكم الشحوم في الكبد هي العمل على خفض وزن الجسم. وينصح د.عوض بعدم تناول مجموعة أدوية ستاتين التي تعمل على خفض الكوليسترول، إذا كان لدى المرء مرض في الكبد. فكم من الأطباء يعتقد أن احتمالات تسبب هذه الأدوية بتلف الكبد ضئيلة، لكن شركات الأدوية تحمي نفسها بذكر هذا الاحتمال حتى لو كان ضئيلا. ولذا يرى بعض الأطباء أن وجود تشحم الكبد مع عدم وجود التهابات شديدة في الكبد، أيا كان سببها، لا يمنع من تناول عقار ليبتيور. وربما يكون مفيدا للذين لديهم تشحم في الكبد، خصوصاً أن وجود مرض السكري مع ارتفاع الكوليسترول، يرفع من احتمالات الإصابة بمرض شرايين القلب وتبعات ذلك الضارة. وهذه الحالة تتطلب المعالجة بأدوية خفض الكوليسترول. ويشير إلى أن مثل هذه الحالات، تتضمن العمل الجاد على خفض خفض الدهون والكوليسترول في الجسم، والحرص على عدم تناول أي أدوية قد تؤذي الكبد، مثل إفراط البعض في تناول عقار بانادول أو تاينيلول دونما داع. وأيضا تناول أقل كمية ممكنة من أحد أدوية ستاتين الخافضة للكوليسترول، بما يُقلل من نسبته في الدم وبما لا يكون مُضرا بالكبد. وبالإضافة إلى هذا كله، الحرص على إجراء تحاليل الدم لفحص نسبة الكولسترول وانزيمات الكبد بشكل دوري، أي في فترة تتراوح ما بين شهرين إلى 3 أشهر. وإذا ما تمت ملاحظة ارتفاع في انزيمات الكبد بشكل متوسط أو شديد، يوقف تناول دواء ستاتين، وإذا ارتفعت الأنزيمات بشكل طفيف أو بسيط، تراقب الأنزيمات بتحليل آخر في فترة أقصر، لأن حالة تشحم الكبد بذاتها، ودون أي أدوية، قد تتسبب بارتفاع وانخفاض في أنزيمات الكبد من آن لآخر.