بوابة الأهرام العربي قال الدكتور محمد سليم العوا "المظاهرات المعترضة على "الانقلاب"- بحسب قوله- بدلا ما كانت في مكان واحد أصبحت في كل مكان، بل وحتى داخل القرى الصغيرة في الصعيد مظاهرات تعترض على الوضع العسكري الديكتاتوري الذي لا يتوقع منه تحول ديمقراطي في المستقبل القريب، ومظاهرات اليوم تدل على أن الحراك أكبر بكثير جدا مما يتصور". وأضاف العوا في تصريحات له لقناة الجزيرة "على ما يبدو هناك تعتيم إعلامي شبه رسمي على ما يجري في الشارع، لقد ولى عهد تجاهل ما يحدث في الشارع من مظاهرات". وتعليقا على محاولة اغتيال وزير الداخلية قال العوا "أدين كل محاولات استخدام العنف في الصراع السياسي ونحن لا نقبل هذه المحاولات ولا يقبلها قانون ولا شرع، والتعليقات الواردة في وسائل الإعلام حول هذه العملية تثير تساؤلات كثيرة وتحتاج إلى توضيحات سريعة وإعلان حقيقي عما جرى وماذا جرى ومن المسؤول عنه". ومضى العوا يقول "أعتقد أن هذه العملية ستزيد من وتيرة العنف، وإذا كانت فعلا مرتكبة من بعض العناصر الإرهابية فهذا بالضبط هو ما حذرنا منه قبل فض الاعتصامات بأكثر من 14 يوما عندما قلت إن استعمال القوة سيؤدي إلى نشوء حلقات جديدة من الإرهاب تذكرنا بإرهاب الثمانينيات والتسعينيات". وأضاف العوا "عدم إعلان أي جهة تبني هذه المحاولة يثير علامات استفهام كبيرة، لأن من يصنع عملية مثل هذه يتفاخر بها حتى ولو لم تصب الهدف، وسكوت جميع الجهات أمر مريب، ولكن اتهام الإخوان المسلمين أو التيار الإسلامي السياسي بهذه التهمة سيكون شيئا مضحكا جدا لأن العالم كله يعلم أن هذه الوسيلة من وسائل الحوار منتهية تماما من قاموس التيارات الإسلامية السياسية في مصر، لا الإخوان ولا غيرهم من هذه التيارات". وحول الوضع الحالي قال العوا "أنا متأكد أن هناك حلا سوف تصل إليه الأمة المصرية في وقت ليس بعيدا لإنهاء هذه الأزمة، حتى الآن لم أتلق ردا حول المبادرة التي كلفني إخواني بإعلانها ولا تجري اتصالات بيني وبين قيادات القوات المسلحة منذ زمن يزيد على عشرة أيام تقريبا ولا نسمع شيئا منهم، ولكن في اللحظة التي يجدون فيها أن الحوار ضروري نحن سنكون في خدمة الوطن". ومضى العوا يقول "عندما كان هناك اتصالات معهم كان هناك رغبة للتصالح ولكنها لا تعطي أرضية للجلوس والتشاور، والإخوان المسلمون والمعارضة السياسية كانوا يطلبون أن تكون الأرضية هي المشروعية الدستورية، طبعا استعمل مسألة عودة الرئيس محمد مرسي ودستور 2012 ومجلس الشورى، لكن هذا كله كلام للتفاوض، إخواننا في القوات المسلحة لم يكونوا يقولون سنجلس ونتفاوض على هذا، ولكن كانوا يقولون جلوس بوجه عام، حتى وقت قريب سمعنا عبر أطراف أخرى أن هذا متاح ولكن لم يتم شيء". واستطرد العوا قائلا "لا يعقل أن تبقى مصر معطلة، مصر الآن مثل السيارة التي فرامل اليد فيها مشدودة ولا تتحرك، مصر الآن "محلك سر"، مصر الآن تخسر اقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا ونخسر في العلاقات الإنسانية، وهذا يراه العقلاء من الشعب والعقلاء من الجيش ويراه العقلاء في كل مكان، وهو مغمى فقط على عيون من لهم مصالح ومكاسب سياسية من هذا الوضع، أما من ليس لهم مكاسب سياسية فهم يرون هذه الكارثة التي تقع في مصر". واختتم العوا تصريحاته قائلا "أملي وثقتي في أن أصحاب العقول والضمائر سيفيقون قريبا ويلجأون لحل حقيقي للأزمة الحالية إن شاء الله".