كوثر زكى ما بين شمس وضحاها تحول العالم إلى ساحات من الصراع والقتل والحرق وثورات وحروب أهلية وتدمير اليابس والأخضر وقتل الأطفال والشيوخ والنساء، حتى أصبحنا لا ندرك كل ما يحدث أنه أكثر بكثير مما تتحمله مشاعر وأحاسيس إنسان ينشد الأمن والسكينة، وكأن العالم استيقظ على كابوس من طوفان غير قادر على إيقافه، ووسط ما يحدث ينمو في هذا المناخ الكثير من الحركات السياسية وسط الاحتجاجات الشعبية، ومنها حركة حزب الشاي (TPM) وهي حركة أمريكية شعبية وحركة سياسية معترف بها عموماً من قبل المحافظين والليبراليين قامت باحتجاجات سياسية عدة منذ عام2009 وتؤيد هذه الحركة خفض الإنفاق الحكومي ومعارضة لزيادة الضرائب في درجات متفاوتة، وتدعو لتخفيض الديون الوطنية ومعالجة عجز الميزانية الفيدرالية والتقيد بدستور الولاياتالمتحدة هذا، بالإضافة إلى أن حركة حزب الشاي لها تمثيل في مجلس النواب ومجلس الشيوخ في الولاياتالمتحدة لم تكن لحزب الشاي قيادة مركزية، ولكن تتكون حركة الحزب من انتماء فضفاض من الجماعات الوطنية والمحلية التي تحدد برامجهم الخاصة وجداول الأعمال، وقد مثلت حركة حزب الشاي المثال الجيد على النشاط السياسي على مستوى القاعدة، ويضم حزب الشاي أهم الشخصيات الوطنية من السياسيين الجمهوريين منهم سارة بالين وآرمي ديك ورون بول، ويعتبر الأب الروحي للحركة، بالإضافة إلى مايكل جونز المحلل السياسي و أحد مؤسسي الحزب. هذه الحركة منذ عام2011 لم تكن حزباً سياسياً، ولكنها تؤيد المرشحين الجمهوريين فأعضاؤها يعتبرون أنفسهم جمهوريين، وقد استوحوا اسم حركتهم (تي بارتي أو حفلة الشاي)، من احتجاج شعبي نفذه أمريكيون عام 1773 على فرض البرلمان البريطاني ضرائب على الشاي المستورد إلى المستعمرات الأمريكية، وقاموا خلاله بالاستيلاء على ثلاث سفن بريطانية في ميناء بوسطن، وألقوا بصناديق الشاي في المياه ليشعلوا بذلك شرارة أو حرب الاستقلال ضد الاستعمار البريطاني. وظهرت هذه الحركة بقوة على الساحة الأمريكية بعد الأزمة المالية عام 2009 التي أنهكت الاقتصاد الأمريكي، واضطرت الحكومة للتدخل بشكل غير مسبوق عبر حزمة إنقاذ لدعم البنوك والشركات. وتعتبر حركة الشاي مظلة أو تحالفا لمنظمات تجمعها نقاط عدة أبرزها الهجوم على الرئيس باراك أوباما الذي زادت معارضة الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري له، فاستخدم عبارة ثورة الشاي، في إشارة إلى معارضته لزيادة الضرائب وخطط إنقاذ الاقتصاد، تدعو حركة حزب الشاي إلى عدم تقييد حريات الشركات بما فيها الاستثمار والتأمين الصحي برغم مساوئه، ومنع زيادة الضرائب خصوصا على الأغنياء، ونقد الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري الذي يقوده السيناتور جون ماكين، والتشدد فيما يسمى الحرب على الإرهاب أصبحت حركة حزب الشاي ذات تأثير قوي على توجيه السياسة الأمريكية وذلك بعد تحقيق مرشحيها مفاجآت بتغلبهم على بعض الجمهورية المحبوبة في الانتخابات التمهيدية مثل فوز كريستين أودونيل المدعومة من سارة بالين منافسة باراك أوباما السابقة في رئاسة أمريكا، على النائب مايك كاستل الذي يدعمه الحزب لتصبح المرشحة لتمثيل ولاية ديلاوير في مجلس الشيوخ، وكذلك فوز كارل بلادينو على محبوب الجمهوريين ريك لازيو وترشيح الحاخام اليهودي ناخوم شيفرن عن ولاية كاليفورنيا. أما الأجندة السياسية لحركة الشاي التي أصبحت حديث الغرب كتناول كوب شاي ألا وهي مناهضة الإسلام ووقف «الأسلمة»، حيث كشفت صحيفة أوبزيرفر البريطانية عن علاقات وطيدة بين رابطة الدفاع الإنجليزية في المملكة المتحدة وحركة الشاي، ومنظمات متطرفة أخرى، وتضيف الصحيفة أن الرابطة دعت الحاخام شيفرن إلى لندن حيث تحدث بشأن قوانين الشريعة الإسلامية وبحث طرق تمويل نشاطات المنظمات التي تسعى إلى مواجهة أسلمة المجتمعات الأوروبية, وتبقى حلقة الوصل بين «حركة الشاي» و«رابطة الدفاع» رئيسة منظمة «أوقفوا أسلمة أمريكا» باميلا جيلر التي كان لها دور مهم في إشعال حمى الاحتجاجات على بناء مسجد قرطبة قرب موقع برجي التجارة في مانهاتن بنيويورك. وجلير تلعب الدور الأكبر في إدخال ظاهرة «الإسلاموفوبيا» (الخوف من الإسلام).