لا تقتصر أهمية انتخابات الكونجرس وحكام الولايات على كونها اختبارا للإدارة الحاكمة، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، إذ تكتسب أهمية إضافية لكونها فرصة لبزوغ نجم سياسيين ربما يقود الطموح أحدهم إلى البيت الأبيض يوما ما، مقابل سياسيين بارزين يلقون حتفهم سياسيا فى المعركة الانتخابية إن عجزوا عن الحفاظ على ثقة ناخبيهم. وهذه قائمة بشخصيات يتوقع دخولها أو خروجها من الساحة السياسية عبر بوابة انتخابات الغد. نانسى بيلوسى زعيمة الأغلبية الديمقرطية فى مجلس النواب؛ مما جعلها أول سيدة تتولى أرفع منصب سياسى فى هيكل الحكم الأمريكى، وهو رئاسة هذا المجلس. وتعتبر بيلوسى (ولاية كاليفورنيا) إحدى الركائز الأساسية لإدارة الرئيس أوباما، حيث أسهمت فى الدفاع عن الكثير من مشروعات القوانين الإصلاحية التى طرحتها الإدارة الديمقراطية، وهى من الشخصيات المتمتعة بشعبية كبيرة مكنتها من جمع 52.3 مليون دولار لتمويل حملات مرشحى الحزب. لكنها من الشخصيات المتوقع مغادرتها الحياة السياسية بعد أن حولتها هجمات الجمهوريين إلى شخصية مكروهة، حيث صوروها كنخبوية سعت لفرض تشريعات يرفضها الشعب. رام إيمانويل كبير موظفى البيت الأبيض سابقا، والمرشح الديمقراطى القوى على منصب حاكم ولاية شيكاغو المعروفة بأنها أحد معاقل الحزب الجمهورى الرئيسية. ويرى المراقبون أن أمام إيمانويل فرصة كبيرة لقلب المعادلة فى هذه الولاية لصالح الحزب الديمقراطى؛ نظرا لما يتمتع به من شعبية واسعة بين الأمريكيين، إضافة إلى أن كونه يهوديا سيجعله أكثر قدرة على استقطاب الصوت اليهودى المؤثر فى شيكاغو. سارة بالين وجه قديم جديد؛ فقد أطلت على الساحة السياسية بقوة فى انتخابات الرئاسة عام 2008، عندما خاضت السباق على منصب نائب الرئيس بجوار السيناتور جون ماكين. وبالرغم من خفوت نجم سارة بالين (ولاية الاسكا) إثر هزيمة الجمهوريين أمام أوباما وجوزيف بايدن، إلا أنه عاد للسطوح مجددا، حيث تحظى بشعبية واسعة بين الناخبين المحافظين والمتشددين. وقد أسهمت فى تأسيس تيار «حفل الشاى» اليمينى، ثم دعم مرشحيه. ويرى المراقبون أنها تتمتع بحظوظ كبيرة لنيل ترشيح الحزب الجمهورى لمنصب الرئاسة فى مواجهة أوباما. ميج وايتمان وجه جديد على الساحة السياسة، ولكنه ليس جديدا على الأمريكيين، فهى الرئيس السابق لموقع «إى باى» للمزايدات على الإنترنت، وهى أحد أغنى الشخصيات الأمريكية، إذ تقدر ثروتها بنحو 1.2 مليار دولار. وميجان مرشحة الحزب الجمهورى لخلافة ممثل أفلام الحركة الشهير أرنولد شوارزنيجر فى منصب حاكم كاليفورنيا، وهى أول امرأة يرشحها الجمهوريون لشغل هذا المنصب. كريستين أودونيل مرشحة تيار «حفل الشاى» فى ولاية ديلاور، ورغم كونها مبتدئة فى عالم السياسة فإنها حققت فوزا ساحقا فى انتخابات الحزب الجمهورى التمهيدية على حساب السياسى المخضرم مايكل كاسل، الذى شغل مقعدا فى مجلس النواب لتسع فترات (18 عاما)، وهو حاكم ولاية سابق محبوب، ويعد من آخر الجمهوريين المعتدلين فى الكونجرس. وتعتبر أودونيل صنيعة سارة بالين، التى دعمتها بشدة خلال الانتخابات التمهيدية. وقد أثارت أودونيل الجدل بما كانت معروفة به خلال أيام دراستها من ممارستها لأعمال السحر والشعوذة. هارى ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ، ومرشح حزبه عن ولاية نيفادا، التى يواجه فيها منافسة شرسة من مرشحة «حفل الشاى»، شارون أنجيل، التى دعت فى إحدى جولاتها الانتخابية إلى وقف ما سمته «أسلمة الولاياتالمتحدةالأمريكية». ريد أحد أقوى المؤيدين للرئيس أوباما، إلا أن كتابه «لعبة التغيير»، الذى تناول فيه الحملة الرئاسية عام 2008 أثار جدلا واسعا لقوله إن أوباما، المولود من أب كينى أسود وأم بيضاء، تمتع بشعبية لدى الناخبين لكون «بشرته فاتحة، ولم يستخدم (أوباما) تعبيرات صادرة عن رجل أسود إلا إذا أراد ذلك». ورغم اعتذاره عن هذه العبارات إلا أن الجمهوريين وصفوها بالعنصرية، واتهموا الديمقراطيين بتبنى «معايير مزدوجة»، مطالبين ريد بالاستقالة.