طالب قدامى نجوم الكرة الجزائرية المعنيين بإنجابهم لأبناء معاقين، وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة في بلادهم بالبدء فورا في فتح باب التحقيق من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ووزارة الشبيبة والرياضة، في قضية أو بمعني أدق في فضيحة المنشطات المدمرة التي تناولوها وقت أن كان يمثلون المنتخب الجزائري في المحافل الدولية، لمعرفة إذا ما كان السبب في إنجابهم لأبناء معاقين هو تناولهم للمنشطات التي كانت تمنح لهم من قبل الأطباء الروس من عدمه .. وهي القضية التي فجرتها أخيرا آخر وكالات الأنباء العالمية من خلال تقرير مطول . أكد محمد شعيب، المدافع الدولي الجزائري السابق، أنه وزملاءه أوكلوا محاميا من العاصمة، لدراسة ملفهم، وإخطار الوزارة والاتحاد ، بقضيتهم .. ويهدد رفقاء شعيب، باللجوء إلى هيئات أخرى إن لم تلب الوزارة والاتحاد في بلادهم ، طلبهم ويفتحان تحقيقا معمقا في القضية، وقال نجم دولي سابق آخر:«القضية أخذت أبعادنا خطيرة ، وإن لم يقم مسئولو الكرة الجزائرية، بأي خطوة فإننا سنلجأ إلى المحكمة الرياضية الجزائرية، وإن بقيت الحال على ما هي عليه فسنرفع القضية للاتحاد الدولي لكرة القدم». وكانت القضية التي مر عليها أكثر من ربع قرن من الزمان ، قد عادت لتطفو للسطح من خلال التحقيق الذي أجراه وبثه موقع « cnn» وهي القضية التي تتعلق بأبناء معاقين للاعبي منتخب كرة القدم الجزائري في الثمانينيات، وهي القصة التي تعتبر فريدة من نوعها عالميا. وطرحت فكرة القصة بقوة من طرف اللاعب الدولي السابق محمد قاسي السعيد، الذي خاض نحو 80 مباراة مع المنتخب في الفترة ما بين عامي 1980 و1988، وهو أب لطفلة اسمها «مدينة» البالغة من العمر حاليا 26 سنة، وتعاني من إعاقة ذهنية، حيث يربط اللاعب هذه الإعاقة بتناول المنشطات خلال فترة لعبه للمنتخب الجزائري، إلى جانب كل من محمد شعيب، صالح لرباس، جمال مناد، تاج بن ساولة، الذين لعبوا معه في نفس الفترة مع المنتخب ولديهم أطفال معاقون أيضا. ويقول طبيب المنتخب الجزائري لكرة القدم في بداية الثمانينيات، الدكتور رشيد حنفي، الذي يرأس حاليا اللجنة الأوليمبية الجزائرية «حينما كان المدرب الروسي زدرافكو رايكوف مدربا للمنتخب الوطني سنة 1980 كنت طبيبا للمنتخب قبل مجيئه، ولكن حينما التحق به مواطنه الطبيب «غينادي روغوف» بعده بشهرين ليشرف على الطاقم الطبي بدأت أشعر بأشياء غريبة تحدث وسط المنتخب وبالتحديد وسط الطاقم الطبي». وتابع: «لم يعد لدي حق في الاطلاع على الملفات الطبية للاعبين، وتوقعت آنذاك أنه يقوم باختبارات مشبوهة نظرا للسرية الكبيرة التي كان يفضل أن يعمل بها بعيداً عني، ولم يمنحني حق الاطلاع على التقارير بل حتى الملفات أخذت مني، ولهذا السبب قدمت تقريرا مفصلا للمدير العام للمركز الوطني للطب الرياضي بالجزائر حول ما رأيت، وأيضا إلى الوزارة، ولكن ردها كان صدمة بالنسبة لي لأنها طلبت مني عدم التدخل في صلاحيات الطبيب الروسي».. لافتا النظر إلي أنه بادر بتقديم استقالته من منصبه، مشيرا في نفس الوقت أنه لا يمكنه أن ينفي أو يؤكد ما إذا كان اللاعبون قد تناولوا منشطات من عدمه «. وفيما إذا كانت للمواد التي كان يتعاطاها لاعبو كرة القدم آنذاك تأثيرات على إعاقة أبنائهم، قال حنيفي:«ليس بالضرورة أن يكون للمواد التي كان يتعاطاها اللاعبون تأثير مباشر على أبناء اللاعبين، ولكن حينما نعاين ونربط بين الأحداث نجد أن عددا من لاعبي ذلك الجيل لديهم أبناء معاقون، وهذا ما يقودنا إلى طرح تساؤلات». من جانبه، قال المدرب الوطني السابق محيي الدين خالف الذي عمل مع رايكوف «يجب ألا نربط بين ما حدث للاعبين كقاسي السعيد أو محمد شعيب وآخرين بإنجازات المنتخب الوطني، لأن المشكلة هنا تخص المنشطات، وفي ذلك الوقت هناك لاعبون خضعوا في تظاهرات كروية كبيرة إلى اختبار كشف المنشطات». أما محمد شعيب، اللاعب الدولي السابق الذي أنجب ثلاث بنات معاقات توفيت إحداهن فقال: «لا أحد بإمكانه أن يتحمل معاناتي، فلقد كشفت عند الطبيب الفرنسي مينيك مع زوجتي في مصحة نيكير بالعاصمة باريس في منتصف التسعينيات وقام بفحصي لأجد تفسيرا لإنجاب زوجتي لأبناء غير طبيعيين». وتابع:«الطبيب وبعد أخذه لعيّنات مني، أكد لي أنه من المفترض أن أحصل على أبناء عاديين، ليسألني بعدها عن طبيعة العمل الذي أمارسه، فأجبته بأنني كنت لاعباً دولياً في المنتخب الوطني في الثمانينيات، ليكشف لي أن أكبر تبرير ممكن لما يحدث لي هو تعاطي المنشطات خلال تلك الفترة». ومضى شعيب يقول:«بعد أن التقيت بأصدقائي السابقين في المنتخب وتجاذبنا أطراف الحديث اكتشف جميعنا أننا نعاني من نفس المشكلة، سواء أنا أو قاسي السعيد (بنت)، لارباس (ولد)، جمال مناد (ثلاثة أبناء) وبن ساولة (بنت)، وكل هؤلاء كانوا معي في المنتخب الوطني حينما لعبنا مونديال 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك، فقررنا أن ندق ناقوس الخطر ونعلن عن فتح ملف». في الوقت الذي لم يستبعد حميد زوبا المدرب الوطني السابق أن يكون اللاعبون الدوليون سبق الذين أنجبوا أطفالا معاقين، ضحية للآثار السلبية للمنشطات ولأدوية محظورة، كانوا يأخذونها من الطاقم الطبي الروسي للمنتخب الوطني خلال فترة عمل المدرب الروسي روغوف مع «الخضر»، وقال زوبا، الذي أشرف على المنتخب الوطني من سبتمبر 1982 إلى يناير 1984 قضية المنشطات والأدوية المحظورة قد تكون حقيقية، لأنه ليس من المصادفة أن ينجب أكثر من لاعب أطفالا معاقين..أظن أن الطاقم الطبي الروسي كان يمنح أدوية محظورة للاعبين سرا ودون علمهم، مضيفا بأن هذه الممارسات، إن تأكدت، فأنها لم تكن موجودة خلال فترة إشرافه على «الخضر»، «لما عملت في المنتخب كان لدي طاقم طبي جزائري، وكل الأمور كانت واضحة, كنت مطلعا على كل شيء يقوم به.. وأؤكد لكم أننا لم نلجأ إلى أي ممارسة غير شرعية».