سهير عبد الحميد المهنية كانت كلمة السر وراء المصداقية التى حظى بها شريف عامر لدى المشاهدين حتى أضحى برنامجه» الحياة اليوم» المنصة الوحيدة تقريبا لمعرفة تفاصيل الأحداث والاطلاع على وجهات النظر بموضوعية كاملة ودون أن نعرف إلى أى طرف ينحاز شريف عامر ..طريقة أدائه المتزنة جعلته خارج نطاق المقارنة التى خضع لها غيره من مقدمى برامج التوك شو بين آرائهم "قبل الثورة وبعد الثورة". مهنيته ومصداقيته اكتسبها عبر مشوار طويل بدأه فى النيل الدولية وقناة النيل للأخبار ثم مديرا لبرامج mbc مكتب القاهرة قبل أن يعمل فى قناة الحرة لمدة أربع سنوات التى قدم من خلالها برنامجه الشهير «ساعة حرة». هذا بخلاف أعماله التسجيلية «القدس خارج نشرات الأخبار» و" الحائط " . كيف تترجم مفهوم المهنية عمليا؟ مفهومى عن المهنية أن أقدم معلومة دقيقة لما يحدث، الدقة أهم حاجة وإتاحة الفرصة لوجهات النظر مع عدم التسليم بها لكن ليست مهمتى استخدام برنامجى كمنصة لآراء ما لكن مهمتى اختبار تلك الآراء التى تعرض فى برنامجى . إذن أنت ضد قيام مقدم البرنامج بالتصريح برأيه والانحياز إلى طرف ما؟ إذا قام بالإعلان عن رأيه لا يكون صحفيا أو مقدما تليفزيونيا بل يكون معلقا على الأحداث، ونموذج ذلك إبراهيم عيسى وهذا ليس عيبا..المهم أن يكون واضحا للمشاهد الفارق بين نوعى البرامج . والإعلامى هل هو مقدم تليفزيونى أم معلق على الأحداث . هل ترى أن الإعلام الخاص بدءا من تغطية أحداث ثورة 25 يناير وحتى 30 يونيو التزم الحيادية والمهنية ؟ تجربة الإعلام الخاص فى مصر والعالم العربى حديثة نسبيا، إذ لا يتجاوز عمرها 15 سنة ..الإنسان فى هذه السن يتحول من المراهقة إلى النضج . إذن أنت تلتمس العذر للقنوات الفضائية فى التجاوزات المهنية التى ارتكبت من خلالها فى تغطية الأحداث؟ بالتأكيد، طالما ابتعدت عن المحرمات الثلاثة: التحريض على القتل أو التكفير أو التخوين .والتزمت بالبديهيات الأخلاقية بخلاف ذلك أنا مع الحرية . لكن بعض تلك القنوات كانت تقدم فى كثير من الأحيان الشائعات بوصفها أخبارا؟ هذا خطأ لكن يمكن تصحيحه، لكن لا يجب التعامل مع القنوات بمنطق المصادرة . وماذا عن السباب والشتائم التى قد تصل إلى وصلات الردح ؟ هذه مسألة آداب عامة وقد عشنا ذلك فى الثلاثينيات والأربعينيات عندما كان يصف أحدهم فى الراديو موسيقار الأجيال بالحمار، المفروض أن تكون هناك عملية تصحيح . إذن أنت مع ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامى يلتزم به الجميع ؟ - لابد من وضع قواعد طالما لم يضعها طرف واحد فقد كنت ضد وضع أى ميثاق شرف إعلامى تضعه الحرية والعدالة أو حزب سياسى دون الآخرين لابد من توافق الإعلاميين ونقابة الصحفيين على وضع ميثاق شرف، فقد كانت مزحة أن يقوم وزير الإعلام صلاح عبد المقصود بوضعه لأنه كان ممثلا لمصالح حزب . هل توافق على مقولة إن الإعلام أسقط الرئيس؟ الإعلام جزء من عوامل عدة أسقطت الرئيس، فالإعلام لم يختلق الأزمات، لم يضع صورة 50 طفلا الذين ماتوا فى الأتوبيس . لكن الإعلام قام بعملية شحن مستمرة وصلت إلى حد استخدام ألفاظ خارجة ومرفوضة؟ المفترض أنك وأنت تبحثين فى مؤشر القنوات تتوقفين أمام المنصة التى تعرفين انتماءاتها. أما التجاوزات فهى خطأ مهنى. ألا ترى أن منع الإعلام من البث من رابعة العدوية عقب البيان العسكرى الثانى خطأ مهنى ؟ بالنسبة لتغطية رابعة العدوية لم يتم منعنا لكن كانت لدى مشكلة أننا لم نضمن سلامة الطواقم الخاصة بالبرنامج . وماذا عن قرار إغلاق الفضائيات الدينية؟ القنوات الدينية لم أكن مرتاحا لإغلاقها من الناحية المهنية، لكن فى الوقت نفسه سياسيا لم أكن أتصور ما الذى يمكن أن يقال على تلك المحطات والمشكلة فى ظهور من يتقمصون دور الإعلامى وهم ليسوا كذلك . كثير من الإعلاميين اهتزت مصداقيتهم بسبب تغطيتهم المتحيزة للنظام لأحداث 25 يناير وفقدوها عندما أرادوا تجسيد دور الثوار ..كيف ترى هذا المشهد ؟ المتلقى يجيد الفرز بين الجيد والردىء، ومن يذكر الحقائق ومن يتعمد جره نحو نقطة معينة