استعنا على الشقاء .. بالله إلى المطبعة: الآن وقد نجا الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي من مؤامرة خلعه من رئاسة مصر بفضل البأس الذي أظهره المجاهدون الإسلاميون في قتال الساقطين والساقطات من المشركين والمنافقين في كل الشوارع المصرية، وبعد أن تم حل السلطة القضائية وتحويل صلاحياته إلى القضاء الشرعي بالمساجد، وبعد إلغاء مؤسسة الأزهر التي ضللت المسلمين من كل بقاع الأرض على مدار أكثر من ألف عام، وبعد أن حرقت كاتدرائية النصارى الأرثوذوكسية بالعباسية مركز نشر الشرك والكفر والفتنة في ديار الإسلام، و بعد أن تم تدمير استديوهات العهر السياسي بمدينة الإنتاج الإعلامي، وبعد أن تم حل جهاز الشرطة وتولي العسس الإسلامي مقاليد الأمن في ربوع المحروسة، وأن تمكنت كتائب المجاهدين من سحق جيوش العلمانية الكافرة على الأرض والجو والبحر، وبالتالي حل القوات المسلحة المصرية، الآن وقد تم التمكين لسيادة الرئيس المنتخب ديمقراطيا، هل يمكن التطرق مرة أخرى لشرعية الصندوق؟ الفتنة نمت وترعرعت أساسا في الصندوق العلماني الذي يسمح والعياذ بالله للنساء والمشركين من أهل مصر والرعايا النصارى بالتصويت لاختيار إمام المسلمين، ومادامت هذه الأصوات الباطلة الكافرة قد سحقت بفضل الله في موقعة فتح مصر في أواخر شعبان، فإن الشرعية اليوم للسيف الذي مكن للرئيس حكم مصر، الرئيس مرسي الآن باق بشرعية جهاد الإسلاميين لا بشرعية الصنم الخشبي المخروم بثقب طولي من أعلاه يدفع بالناخبين للانحناء برءوسهم أمامه فيما يشبه الركوع من أجل إدخال بطاقة الاقتراع، هذا الاختراع الماسوني للقضاء على الإسلام وجعل أعزة المسلمين أذلة. صحيح أن الجهاد انطلق من باب حماية الشرعية التي منحها الصندوق للرئيس المنتخب هذا الكلام في الظاهر طبعا لأن الحرب خدعة لكن الآن وقد أشرق الإسلام على أرض مصر فلا مجال للأصنام الخشبية أو المعدنية أو الحجرية، والأهم أن الرئيس قد تخلص من المنافقين في الجيش والشرطة وأبدله الله خيرا منهما، جيش إسلامي له عقيدة وراية سوداء تحمل كلمة التوحيد. الله يخزيك ياشيطان أوقف النشر: هذا الكلام لا يليق بكاتب حر يريد أن (يتكيف) مع كابوس، مجرد احتمال فشل ثورة 30 يونيو 2013 ولا يليق بأضخم وأعرق مؤسسة صحفية في العالم العربي أن تنشره، ثم إن الرب واحد و العمر واحد، لا يصح في افتراض هزيمة التاريخ المصري أن أفعل مثل الذين أشعلوا مصر وهم يكذبون على الناس وعلى الله، يقاتلون الناس من أجل حماية الديمقراطية في الظاهر والنية هي تمكين المرشد العام للإخوان المسلمين وصحبه من السلفيين والجهاديين من الإمارة في مصر ونفاذ شرع الله على المذهب الوهابي على أراضيها، رموز هذا المذهب بالمناسبة لديهم أسانيد مرعبة على أن الديمقراطية، حرام شرعا. من تاني إلى المطبعة: الآن وقد نجا الرئيس محمد مرسي من مؤامرة خلعه من رئاسة مصر بمعجزة من فوق سبع سماوات، كيف يمكنه أن يمارس سلطاته كرئيس من دون شرطة لتطبيق القانون لا تدين له بالولاء وقضاء للفصل بين الناس سبق له إهانته وجيش يحمي البلاد والعباد هو قائده الأعلى وفق دستور مشبوه قرر بشكل نهائي الانحياز للشارع لا للقصر، هذه المؤسسات لم تتسامح معه أصلا على إخفاقاته وضعفه وانصياعه للمرشد العام، وحكمه مصر بالوكالة عن جماعة غير رسمية، والأهم: أنها لن تغفر له أنه وصل بالشعب المصري لحافة الحرب الأهلية ذات يوم. إن الصفقة التي نجا بمقتضاها الرئيس ليكمل باقي مدته ستكون هي أساس شرعيته في الأيام المقبلة، ولا مجال هنا أيضا لشرعية الصندوق التي سقطت أخلاقيا بخروج الملايين عليه في 30 يونيو، وسقطت فعليا بانحياز (قوة التنفيذ) ممثلة في القضاء والشرطة والجيش للإرادة الشعبية، هو إذن سيكمل أيامه في القصر بشرعية (شروط الصفقة)، لكن ماذا عن شروط مؤيديه الذين كانوا يطالبونه من ميدان رابعة العدوية بالضرب بيد من حديد على الكفار والمشركين والمنافقين من معارضيه في ميادين التحرير، ماذا عن شروط السمع والطاعة، خصوصا أنه لا ضمانة تمنع الساقطين والساقطات و العياذ بالله من العودة للمطالبة بإسقاط النظام؟ ثم الأهم: أي شروط للصفقة أولى أن يلتزم بها الرئيس غير المنتخب، شروط صفقة المؤيدين له الذين لولا حشدهم في الشوارع ملوحين بالحرب الأهلية ما كان له أن يظل على مقعده، أم شروط صفقة القوى المعارضة التي قررت خلط أعصابها بعصير الليمون اللاذع، من أجل ابتلاع التوافق على استمراره. اسحب المقال: لا رئيس جمهورية ولا حتى مدير عموم يمكنه بهذا الشكل أن يدير أي شىء النتيجة الحتمية هنا هي الفشل الذريع في إدارة دولة ستنهار في أقل من شهر 30 يوما من رئاسة تشبه في خصائصها أعمال خيال المآتة. للتاريخ نحن الصحفيين مهمتنا كتابة المسودة الأولى للتاريخ، وأنا أكتب هذه السطور بينما تتحرك الحشود لحصار رئيس مدني كان منتخبا وأصبح متهما، بالفشل والتحريض على قتل المتظاهرين والتخابر لحساب دول أجنبية ومن قبل ذلك: الفرار من السجن .. أكتب هذه السطور (متمردا) على حاضر متخلف يراد لأمة عظيمة عريقة و (متجردا) من أي أوهام تتعلق بإدراكي لحقيقة المخاطر المحيطة بالأمن القومي المصري .. أكتب هذه المسودة في تمام السادسة من مساء 3 يوليو الماضي ومن فوق أعصابي تلوح كل المخاطر على حاضر مصر ومستقبلها .. أستشعر على رقبتي برودة نصل سكين العنف الأهلي وانهيار السلم الاجتماعي في مصر .. وصورة الحرب الأهلية الباردة ( حتى اللحظة) تبدو كمشهد فيلم سخيف يراد للمصريين أن يشاهدوه بشكل إجباري .. وأن يدفعوا من دمائهم تكاليف الإنتاج .. للتاريخ أيضا: لا يمكن أن يستمر الفشل في قيادة أعظم الأمم في العالم.. و ما كان له أصلا أن يمثلها .. فهذا الرئيس في النهاية كان ولا يزال جملة رديئة الصياغة.. أو أدنى من ذلك، مجرد: خطأ مطبعى فى تاريخ مصر.