لا تستحق مصر من أهلها وناسها كل هذا الحقد والغل المتبادل، لا تستحق مصر كل هذا الاختلاف في الرؤي من أجل مصالح خاصة وخدمة فئة معينة بعيدا عن الصالح العام، الذي يفيد فصيلا أو حزبا أو جهة بعينها، لا تستحق مصر هذا الكذب من جانب أي مسئول في أي موقع وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة، لا تستحق مصر التعصب الأعمي من أجل فرض رأي بعينه دون الاهتمام أو علي الأقل سماع الراي الآخر، لاتستحق مصر أن تبقي بعض صحافتها علي المستوي الهابط الذي لا يتناسب والمشهد العام بعد تطور ملحوظ في الشارع منذ عامين، علي الأقل الصحافة وخصوصا القومية منها أخذت علي عاتقها تضليل القارئ بأخبار تناسب المسئول ولا تناسب الشارع وصالح المواطن، صحافة خارج السياق بالفعل ربما إصدار أو اثنين أو ثلاثة علي الأكثر هي التي نأت بنفسها عن هذا العبث المهني الذي أسهم في ضياع الحقيقة وتشتيت القارئ بين المعلومة الصحيحة والكاذبة، لا تستحق مصر إعلاما مرئيا " قنوات فضائية " والتي لا هم أيضا لبعضها إلا التعبير عن وجهة نظر مالكيها والضرب بيد من حديد علي من يعارض أو يتعارض مع سياسة المالك، والضرب بيد من الحب والحنية علي من يتفق ويتوافق مع المالك، تلك القنوات التي باتت الأكثر ثأثيرا علي عقلية المشاهد كون المواطن يجد في تلك القنوات ضالته قي ظل حجب المعلومات عنه والأمية التعليمية المنتشرة، وخلقنا من أنفسنا- كمذيعين - أو بعضنا خلق من نفسه زعيما سياسيا يوجه وينقد ويصبغ الهالة علي الأشخاص ويبيع ويشتري في قضايا المواطن الغلبان، ويري من نفسه الأهم والأفضل وصاحب الرأي الحاسم في القضية التي يتناولها في برنامجه، مصر لا تستحق منا كل هذا، نحن جبناء لدرجة العصف بالوطن للمجهول، كلنا جبناء.