توصلت الكوريتان صباح اليوم (الأحد 7 يوليو/تموز) بعد اكثر من 12 ساعة من المفاوضات الشاقة الى اتفاق مبدئي على اعادة فتح مجمع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين والمغلق منذ أبريل/نيسان حين بلغ التوتر بين سيول وبيونغ يانغ أوجه. وهذه المفاوضات التي جرت في قرية بانمونجوم على خط الحدود بين الكوريتين وتأخر البدء بها قرابة ساعتين بسبب مشاكل تقنية وتمت بعد اشهر من التوتر والتهديد بالحرب من قبل بيونغ يانغ على اثر تجربتها النووية التي جرت في فبراير/شباط، انتهت الى اتفاق على اعادة فتح المجمع الصناعي حالما يصبح ذلك ممكنا من الناحية الفنية. وبحسب وسائل الإعلام الكورية الجنوبية فإن الاتفاق الذي وقعه الفريقان التفاوضيان ينص على ان المجمع الصناعي المبني على أراضي كوريا الشمالية قرب الحدود مع الجنوب والذي تموله سيول ويعتبر رمز المصالحة بين البلدين سيعاد فتحه حالما تصبح الشركات الموجودة فيه "جاهزة" لاستئناف العمل. وقرر الطرفان الاجتماع مجددا الاربعاء المقبل، وهذه المرة داخل المجمع الصناعي نفسه لايجاد السبل الكفيلة بمنع تكرار اغلاقه في المستقبل، كما اتفقا على ان يقوم رجال اعمال كوريون جنوبيون بتفتيش منشآت المجمع قبل اعادة تشغيله. ومجمع كايسونغ الصناعي الذي كان يعمل فيه حوالى 53 الف كوري شمالي في 126 مصنعا كوريا جنوبيا، يشكل احد اخر الرموز المتبقية للمصالحة بين الكوريتين فضلا عن انه مصدر مهم للعملات الصعبة لكوريا الشمالية. لكنه اغلق في خضم التوتر الشديد الذي شهدته شبه الجزيرة الكورية اثر اجراء بيونغ يانغ تجربتها النووية وتشديد الاممالمتحدة العقوبات عليها واجراء الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية. وكان هذا المجمع ولد في اطار "دبلوماسية شعاع الشمس" التي قادتها كوريا الجنوبية من 1998 الى 2008 لتشجيع الاتصالات بين البلدين اللذين ما زالا نظريا في حالة حرب لان النزاع بينهما انتهى في 1953 بتوقيع هدنة. وكانت سيول وبيونغ يانغ اكدتا على الدوام رغبتهما في اعادة فتح المجمع الذي وقع ضحية هذه التوترات ولم يشأ اي من البلدين تحمل مسؤولية اعلانه مقفلا بصورة رسمية، مع اكتفاء كل منهما بالاعتراف بوقف موقت لنشاطه وتبادل كل منهما الاتهام بانه وراء تعليق انشطته. وكانت كوريا الشمالية سحبت في الثامن من أبريل/نيسان موظفيها ال53 ألفا من 123 مصنعا في هذا الموقع الصناعي. وبعيد ذلك سحبت كوويا الجنوبية كادراتها من المجمع. وقبل بدء المحادثات اعلن المتحدث باسم وزارة اعادة التوحيد الكورية الجنوبية كيم هيونغ-سوك "لقد اوضحنا مرارا موقفنا لكي يقوم كايسوغ بتنمية ذاته بصفته الموقع (الذي يستوفي) المعايير الدولية وحيث يسود الحس المشترك"، معلنا عن حزنه لان المجمع لا يزال مقفلا. من جهته اعلن رئيس الوفد الكوري الشمالي باك شوب-سو قبل بدء المفاوضات ايضا "بين كثرة الاسئلة التي يفترض اثارتها، فان السؤال الحاسم حول حماية الموقع تبقى اولوية"، بحسب معلومات مجموعة من الصحافيين. والسبت اخذ وفد كوريا الجنوبية على الشمال قراره الاحادي بوقف النشاط في مجمع كايسونغ وطلب ضمانات لتفادي تكرار ذلك، كما اوضح ممثل رسمي لوزارة اعادة التوحيد للصحافيين. واوضح الوفد ايضا ان سيول كانت تطلب من كوريا الشمالية الاعتراف بمسؤوليتها عن الخسائر التي تكبدتها الشركات الكورية الجنوبية بسبب اقفال المجمع طيلة قرابة ثلاثة اشهر.