بعد أن قرر العرب غزو أوروبا سينمائيا، من الواضح أن نشاطهم سوف يعبر المحيط الأطلنطى كى يغوصوا فى أعماق السينما العالمية. وكبداية وجدنا لمستهم تظهر وسط قضايا الشرق الأوسط المطروحة على الساحة الهوليوودية، من خلال حفل توزيع جوائز أوسكار فى دورته رقم 84 فى 26 فبراير المقبل. وأبرز هذه الأفلام، الكندى “السيد الأزهر". وكذلك نرى تنافس إيران وإسرائيل على جائزة أحسن فيلم أجنبى، بجانب أجواء من العراق وباكستان فى ترشيحات الفيلم الوثائقى القصير. ومن المؤشرات التى يعتمد عليها بعض النقاد فى ترشيحات جوائز أوسكار، ما فازت به الأفلام المرشحة من جوائز فى مهرجانات كبيرة أخرى، مثل جائزة الكرة الذهبية حيث فاز فيلم “الأحفاد" بجائزة أحسن فيلم وفاز بطله جورج كلونى بجائزة أحسن ممثل، وفازت ميريل ستريب بجائزة أحسن ممثلة عن فيلم “المراة الحديدية" التى تجسد فيه شخصية رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر. وفاز الفيلم الفرنسى البلجيكى “الفنان" بجائزة أحسن فيلم فى مهرجان بافتا البريطانى، وهو من نوعية غير مألوفة لأنه صامت وبالأبيض والأسود من نوعية الكوميديا الخفيفة، كما حصد عدة جوائز أخرى منها جائزة أحسن ممثل جان ديجاردان. هناك 9 أفلام مرشحة لجائزة أحسن فيلم “الفنان"، و"الأحفاد"، و"عالى جدا وقريب بشكل لا يصدق" بطولة توم هانكس وساندرا بولوك، و"المساعدة" بطولة فيولا ديفيز المرشحة لجائزة أحسن ممثلة، ويروى قصة الحقوق المدنية للأمريكيين السود فى فترة الستينيات، و"هوجو" من نوعية المغامرة ومن إخراج مارتن سكورسيزى وهو مرشح لجائزة أحسن مخرج، و"منتصف الليل فى باريس" من إخراج وودى آلان وهو مرشح لجائزة أحسن مخرج أيضا، و"كرة المال" الذى تدور أحداثه فى عالم كرة البيسبول وبطولة براد بيت المرشح لجائزة أحسن ممثل، و"شجرة الحياة" بطولة براد بيت أيضا، ومن إخراج تيرينس مالك والمرشح كذلك لجائزة أحسن مخرج ، و"حرب الحصان" عن الحرب العالمية الثانية ومن إخراج ستيفن سبيلبرج. ومن التشريحات المميزة أيضا الممثلة الأمريكية ميشيل وليامز، المرشحة لجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم “أسبوعى مع مارلين" حيث تجسد شخصية نجمة الإغراء الراحلة مارلين مونرو، وبجانب ترشح كلونى لجائزة أحسن ممثل عن دوره فى “الأحفاد"فهو مرشح مع فريق العمل لجائزة أحسن سيناريو معد عن أصل أدبى عن فيلم “أجندة مارس"، والنجم الإنجليزى جارى أولدمان لجائزة أحسن ممثل عن فيلم"سمكرى وخياط وجندى وجاسوس"عن فترة الحرب بالباردة بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدةالأمريكية، والمكسيكى الذى ينحدر من أصل عربى دميان بشير المرشح لنفس الجائزة عن دوره فى فيلم"حياة أفضل"، الذى يتناول فكرة الهجرة غير الشرعية للمكسيكيين. ونعود لقضايا الشرق الأوسط، حيث تم ترشيح “السيد الأزهر" الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان نامور الدولى للأفلام الفرانكوفونية، والمرشح لجائزة أحسن فيلم أجنبى بطولة نجم الكوميديا الجزائرى فلاق, وتدور أحداثه حول مواطن جزائرى يطلب حق اللجوء إلى كندا، ويتزامن ذلك مع انتحار إحدى المدرسات, فيقرر التقدم من نفسه للوظيفة، ويقنع الناظرة بقبوله دون الالتزام باللوائح البيروقراطية، ولكن هل حقا كان صادقا معها؟ سنتعرف على جوانب خفية من حياته، متعلقة بماضيه فى وطنه الأم، ولكن هل سينجح فى مهتمه فى بلد المهجر؟ وفى المسابقة نفسها تتنافس أيضا إيران بفيلم “انفصال" من النوعية الاجتماعية وهو مرشح أيضا لجائزة أحسن سيناريو أصلى، وإسرائيل بفيلم “حاشية" من النوعية الاجتماعية أيضا. وفى ترشيحات الفيلم الوثائقى الطويل نجد “العودة من الجحيم" من إنتاج أفغانى - بريطانى - أمريكى مشترك عن ذكريات جندى أمريكى حول حركة طالبان، وفى ترشيحات الفيلم القصير نجد “حادث فى بغداد الجديدة" الذى يروى من خلاله تجارب لجندى أمريكى آخر فى العراق، وهو من إنتاج أمريكى، و"إنقاذ الوجه" عن طبيب يقوم بتجميل وجوه النساء اللائى تعرضن للتشوه، من إنتاج أمريكى باكستانى. ومن المنتظر أن يقدم الممثل الأمريكى الأسمر الكوميدى كريس روك هذا الحفل الذى يحظى بشعبية كبيرة فى أنحاء العالم وتقيمه أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأمريكية، من كل عام على مسرح كوداك.