من جديد عاد الرعب يجتاح الرياضة المصرية على خلفية الأحداث السياسية الساخنة التى تشهدها البلاد، فبعد أن دفعت الرياضة غاليا ثمن فاتورة توابع ثورة 25 يناير، وكارثة ستاد بورسعيد، يبدو فى الأفق أن الرياضة المصرية ستكون على موعد مع دفع فاتورة جديدة، ولكنها ستكون قاصمة هذه المرة، إذا ما خلفت أحداث يوم 30 يونيو الجارى توابع فوضوية جديدة، ولن تكون الفاتورة هذه المرة هى تجميد النشاط محليا، كما حدث بعد كارثة مذبحة بورسعيد، حيث سيمتد سوط العقوبات إلى المحافل الدولية هذه المرة، وهو الأمر الذى لفت أنظار عدد من وكالات الأنباء العالمية، مثل "رويترز" التى خرجت قبل أيام تؤكد أن الأحداث السياسية مازالت تلقى بظلالها القاتمة على الرياضة المصرية، وتحديدا اللعبة الشعبية الأولي، كرة القدم، مع الحديث عن تأجيل دورة تحديد بطل الدوري، وبالتالى احتماليه إلغاء البطولة للعام الثانى على التوالي، وهو نفس ما ذهب إليه موقع هيئة الإذاعة البريطانية، ووكالة «الأناضول» التركية، رغم تأكيد عزمى مجاهد المتحدث باسم اتحاد الكرة بأن أحداث 30 يونيو لن تؤثر على عودة النشاط الكروى. والمؤسف أن شبح 30 يونيو والذى يهدد بضرب الكرة المصرية فى مقتل هذه المرة، كون أن المنتخبات الوطنية، وقطبى الكرة الأهلى والزمالك المشاركان فى بطولة دورى الأبطال الإفريقي، ستكون مهددة بالتشريد، أى أنها ستجبر على خوض مبارياتها خارج البلاد، إذا ما عمت الفوضى السياسية البلاد من جديد، ولن تقبل الجهات الرياضية، مثل الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» أو الاتحاد الإفريقى أى عذر، ويوافق على استضافة مصر لأى مباراة دولية أو قارية، وهو الأمر الذى كان يتقبله الفيفا والاتحاد الإفريقى «الكاف» على مضض فى الفترة السابقة والتى تلت اندلاع الثورة، وكان الفيفا والكاف، يضغطان على المنتخبات والأندية الإفريقية باللعب فى مصر بضمانات حكومية، وكان الاتحاد الإفريقى رحيما وهو يعاقب الأهلى والزمالك على شغب جماهيرهما فى مباراتى توسكر الكينى والإفريقى التونسى فى بطولة دورى الأبطال الإفريقي، وكانت العقوبات المخففة هى نقل مبارياتهما خارج العاصمة فقط، لكن فى المرة المقبل ستكون العقوبة أما الاستبعاد أو اللعب خارج مصر. فيما كانت منتخبات وأندية القارة ترفض تماطل فى الحضور لمصر بزعم تدهور الأوضاع الأمنية فى البلاد، وكثيرا ما قدمت شكاوى واحتجاجات لهما من سوء الأوضاع فى مصر، فى الوقت الذى اعتذرت فيه كل المنتخبات والأندية الأوروبية عن الحضور لخوض مواجهات ودية سواء مع المنتخبات أم الأندية. والحقيقة أن إذا ما تم الإعلان عن إلغاء الدورى فى مصر للعام الثانى على التوالي، سيكون الأمر بمثابة «صك غفران « للفيفا والكاف لنقل مباريات منتخب مصر والأهلى والزمالك إلى خارج البلاد، كما حدث من قبل مع منتخبات وأندية العراق وليبيا، وساحل العاج ، ومالى على خليفة تدهور الأوضاع السياسية والأمنية فى تلك البلاد. وإذا ما صدقت التوقعات التشاؤمية، وعصفت أحداث 30 يونيو بالوضع السياسى والأمنى فى مصر، قد يحرم المنتخب الوطنى الأول من خوض مباراته المصيرية فى الجولة النهائية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالقاهرة، وسيحرم من سلاحى الأرض والجمهور فى موقعة تحديد المصير، وهو أمر لو حدث لا قدر الله لتضاءلت فرصتنا كثيرا فى العودة إلى المونديال بعد غياب 24 عاما. ويتزامن شبح تشريد الكرة المصرية، مع شبح تجميد الرياضة المصرية بصفه عامة على خليفة الحرب الأهلية الدائرة حاليا بين العامرى فاروق وزير الرياضة، والمستشار خالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية، وقام الأخير بمعاونة اللواء منير ثابت رئيس اللجنة الأوليمبية الأسبق، بتصعيد الخلاف إلى اللجنة الأوليمبية الدولية، علما بأن منير ثابت، شقيق زوجه الرئيس السابق مبارك، هو ما قام بكتابة التقرير الخاص بالتدخل الحكومى فى شئون الرياضة فى مصر. والحقيقة أن الخوف من شبح يوم 30 يونيو تسلل إلى صدور الكثير من المسئولين عن الكرة المصرية، حيث قال محمود الشامى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والمتحدث الرسمى باسم الجبلاية:»نترقب الأوضاع فى الشارع ونأمل ألا تحدث تطورات سياسية خطيرة فى البلاد». واعترف الشامي، بأن أى توقف أو إلغاء للنشاط الكروى فى مصر مرة أخرى سيؤدى إلى عواقب وخيمة على الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص. وسبق، أن ألغى الموسم الكروى فى مصر العام الماضي، فى أعقاب كارثة ستاد بورسعيد التى راح ضحيتها أكثر من 70 قتيلاً. وتوقف النشاط فى مصر لمدة عام كامل قبل أن يعود مرة أخرى فى الأول من فبراير الماضي، ولكن بدون جماهير. فيما قال مازن مرزوق:» لن تلغى دورتا تحديد بطل الدورى والفرق الهابطة، إلا إذا ساءت الأحوال السياسية والأمنية فى مصر».. لافتا النظر إلى أنه فى حاله إلغاء المسابقة ستصبح صورة كرة القدم المصرية أمام العالم سوداء. جاء قرار تأجيل دورة تحديد بطل الدورى بناءً على فرمان من الأجهزة الأمنية، التى أكدت «استحالة» قدرتها على تأمين المباريات، فى وقت تركز فيه أجهزة الأمن جهودها على حماية المنشآت الحيوية، تحسباً للاحتجاجات المزمعة، فى 30 يونيو الجارى