عندما كتبت كتاب "أيامنا الحلوة وأيامنا الكوبيا" لم أكن أتصور أن الأيام ستترجم العنوان لنعيشه سوياً. جاءت فكرة الجزء الأول من العنوان من ملحق "أيامنا الحلوة" بقيادة الراحل الكاتب الكبير محمد زايد الذى أعطى فرصة لجيل بأكمله من كُتَاب السخرية، حصل معظمهم على جوائز الكتابة الساخرة وجائزة العظيم أحمد رجب. ولأننى كما يقولون ست "بركة" استشعرت عن بعد بأن هناك "أيام كوبيا" فى انتظارنا. وأن ملحق أيامنا الحلوة سوف يطير ويصبح ذكرى، وقد قضى عليه بالفعل فى أيام محمد زايد الأخيرة، وضاعت السخرية والكتابة الساخرة من الأهرام وأصبحت أيامنا الحلوة فعلاً ماضياً ما نسيبه فى حاله، وجاءت فكرة الإلغاء اتقاء لشر ألسنة كتاب الساخر "اللى زي المبرد" وأحياناً منشار، وإنطلاقاً من فلسفة الباب أو الملحق أو الصفحة اللى يجيلك منه الريح سده واستريح!! كان هذا منطق الكبار الذين لم يستمروا كباراً من زملائنا الكبار، ومع الأسف استمر هذا المنطق حتى الآن، ما الذى جعلنى أتذكر وأقول كل هذا؟ هو ذكرى عيد العمال الذى يصادف ذكرى بداية الملحق الجبار الذى استمر خمس سنوات ويتصادف أنه ذكرى غلقه أيضاً!! ولأن فى هذا الملحق قد تمت معالجة قضايا عمالية كثيرة من خلال كتاباتنا الساخرة، وتصادف أن يكون جزء منها مقالاتى على "مقهى عبود" التى ناقشت فيها مشاكل سائقى وجه قبلى من إخواننا الصعايدة، وظللت على هذه الحال حتى تم تطهير الشركة من الفساد من رأسها حتى ذيلها. إن أيامنا الحلوة كانت ملحقاً بالفعل لأيامنا الداكنة الكوبيا التى كنا نعيش أيامها كجيل صاعد لم يصعد أبداً، ظل فى حالة من الانتظار لم يتحرك أبداً. زرع لغيره ولم يحصد أبداً. عاش جيلاً صاعداً لم يكبر أبداً. إن حالنا من حال مجتمع العامل والفلاح والموظف والقاضى والمحامى والدكتور والمهندس، إنه جيل عمالنا الأكبر جيل ورا جيل آلامه بتكتر وانتكاساته ملية حياته جيلنا بيكبر وبيتجبر وبيتكبر جيلنا، جيلنا أعتذر يا جيلى على التشاؤم، ولكن ماذا تنتظر منى فى أيامنا الكوبيا تلك؟ أيامنا الكوبيا على صعيد الصحافة فقط، لكن فى المجالات الأخرى ما شاء الله ما شاء الله بمبى وردي فخفخينة, واوعى تصدق ما أقوله فأنا حريصة على ما تبقى لى من مساحة السخرية في مجلتنا الأم.