علمت مجلة «الأهرام العربى» من مصادر داخل جماعة «الإخوان المسلمين»، أن رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل زار القاهرة الخميس 14 مارس، وعقد ثلاثة اجتماعات بالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والمهندس خيرت الشاطر على مدى أيام الخميس والجمعة والسبت. والمثير أن الوفد وصل إلى مقر الإخوان فى المقطم قبل الاشتباكات التى وقعت أمام مكتب الإرشاد قادما فى سيارتين شيروكى لونهما أسود، و3 بيجو لونها أحمر، وسط حراسة مشددة. وأوضحت المصادر خلال تصريحات خاصة أن زيارة مشعل للقاهرة كانت حافلة باللقاءات، حيث التقى مشعل عددا من قيادات جهاز المخابرات العامة، للتباحث معهم بشأن ما نشرته مجلة «الأهرام العربى»، حول تورط ثلاثة من قيادات حماس فى الأعمال الإرهابية التى شهدتها رفح رمضان الماضى، والتى أودت بحياة عدد من جنود مصر. وذكرت المصادر أن الغرض الرئيس من زيارة مشعل وأسامة حمدان تمثل فى الاستغاثة بمكتب الإرشاد لمطالبة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، بالضغط على جهاز المخابرات العامة بشأن مطلب قيادات الجهاز بتسليم الذين تورطوا فى العملية الإرهابية للتحقيق معهم بالقاهرة وتقديمهم للمحاكمة إذا ما ثبتت إدانتهم وإعلان براءتهم إذا لم تتلوث أيديهم بدماء الجنود المصريين. وعرض مشعل مقابل ذلك تشكيل لجنة أمنية من ضباط المخابرات العامة المصرية بالإضافة إلى عدد من قيادات حماس الأمنية للتحقيق فى الواقعة، على أن يمثل أمامها كل من تدور حوله «الشبوهات»، متعهدا بدعم حماس للجنة وتسليمها لكل من يثبت تورطه وإدانته فى هذه العملية الإجرامية على حسب وصف مشعل. كما أشارت المصادر الإخوانية أن الاجتماعات بين مشعل وحمدان من جانب والدكتور محمد بديع والمهندس خيرت الشاطر من جانب آخر ركزت على العملية التى يقوم بها الجيش المصرى على الحدود مع قطاع غزة لهدم الأنفاق، وأن هذه العملية من شأنها تجويع الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وتمكين إسرائيل من إحكام الحصار على الشعب الفلسطينى وترقيع المقاومة. ولفتت المصادر النظر إلى أن مشعل ذكر أن الشعب الفلسطينى يشعر بالأسى والحزن لتواصل عملية هدم الأنفاق بعد أن أصبحت جماعة «الإخوان المسلمين»، فى الحكم. وكشفت المصادر أن مشعل طرح فى هذا السياق تشكيل لجنة أمنية بين الجيش المصرى وحماس لضبط الأنفاق وإحكام السيطرة عليها والتأكد أن هذه الأنفاق لن تستغل لأى غرض يعرض الأمن القومى المصرى للخطر. وحاول مشعل خلال اللقاء التركيز على أن حماس قبلت بوقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلى استجابة لتدخل الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى، منوها أن تناشد جماعة «الإخوان المسلمين»، فى مصر العمل على دعم المقاومة الفلسطينية الإسلامية المتمثلة فى حماس حتى لا تنكسر أمام إسرائيل والحركات الفلسطينية الأخرى. ومن جانبه أعرب المهندس خيرت الشاطر عن تفهمه لوجهة نظر حماس فيما يتعلق بقضية الأنفاق، مطالبا مشعل ببذل المزيد من الجهود لضباط الحدود من جانب غزة مع مصر، لأن أى عملية تهريب للأسلحة تصيب الجيش المصرى بالغضب وتجعل قياداته تخرج عن شعورها وتصبح غير قابلة للتفاهم أو النقاش. وبشأن قضية تورط بعد قيادات كتائب القسام فى العملية الإرهابية، أكد الذين شاركوا فى الاجتماع من جانب جماعة الإخوان، أنهم سينقلون وجهة نظر حماس للرئاسة وسيبحثون سبل حل الأزمة مع جهاز المخابرات العامة المصرية، مطالبين حماس بمواصلة الاتصالات بالمخابرات محاولة منهم لتليين رؤوس قيادات جهاز المخابرات. واختتم الاجتماع بتعهد مشعل بالعمل على ضبط الحدود من الجانب المصرى، كما تعهد الجانب الإخوانى بالعمل على وقف هدم المزيد من الأنفاق، إذا نجحت حماس فى وقف عمليات تهريب السلاح التى تثير قلق وغضب الجيش المصرى.