قال الشيخ خالد الجندي "وحق لا إله إلا الله لم أملك الدموع من حبسها، وأنا أرى فيلم "ظل الشهيد" الذي أعدته الشئون المعنوية عن يوم الشهيد، فقد تم اعداده ببراعة وصدق وموضوعية، جعلتني أسترجع كلمة ومعنى الشهيد، في قواتنا المسلحة وفي شرطتنا الموقرة، الذين قدموا الشهداء، والوطن الذي قدم زهرة شبابه في ثورة 25 يناير، ولهم ألف رحمة، ومغفرة من الله" وقال الجندي "كلمة الشهيد جاءت من فعل اسمه شهد، وهو من رأي بعينيه وتيقن، وبذلك يتحول إلى صيغة مبالغة فهو رأي ما لم يره أحد، فكلمة شهيد هي اعلان أن ذلك العبد الذي رأي بعينيه وتيقن بقلبه ما لم يره أحد". جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ خالد الجندي في الندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة صباح اليوم الخميس، بمسرح الجلاء، بمناسبة يوم الشهيد. وأضاف كلمة شهيد أعظم كلمة وهي قمة الإيمان والاخلاص والصدق والوفاء.. والله يأمر الناس أن يكونوا شجعانا، ويبتعدوا عن الضعف والجبن والاستكانة.. والبطولة والتضحية كلها في كلمة شهيد.. وكلنا على استعداد للشهادة من أجل ربنا ووطننا". واستطرد الشيخ خالد الجندي قائلا "كان قديما من يتعامل مع الذهب يسمى ب "الفتان" وهو الذي يفتن المعدن على النار، ليعرف جوهره، واستخدمها العرب في أي محنة يتعرض لها الانسان، أي فتنة تمر بها مصر يراد تنقية الإنسان الأصيل وفرزه عن غيره، والقتال في سبيل الوطن والأعراض هو علامة على صدق المعدن الذي يميز الإنسان والمقاتل". وأضاف "الشهيد هو الذي يموت من أجل مبادئه، ولذلك فإن الرباط فريضة من الفرائض، ويعني التواجد في الموقع والمواظبة على التدريبات القتالية والجاهزية القتالية لمواجهة العدو، ولهذا الانسان مطالب بالجهاد والتواجد في مكانه القتالي وأنتم تعلمون ما حدث في غزوة أحد من ترك الرماة للمواقع القتالية مما تسبب في ضياع النصر في غزوة أحد وهزيمة المسلمين". وقال الشيخ خالد الجندي "التراب الذي يعفر "بيادتك" وسام شرف ستلقى الله بته وأنت مرفوع الرأس، فالمشقة التي يلقاها الجندي من أجل الجاهزية القتالية هو جهاد في سبيل الله، وهناك أعداء في الداخل قد يكونون أخطر وأشد ضراورة على الأمة وتماسكها من عدو الخارج، وأعداء الداخل هم ثلة من المنافقين يريدون أن يقوضوا مركب الوطن، ويريدوا أن يشيع الدمار، ويريدوا أن يضربوا مصر في أغلى ما تمتلك، في زهرة شبابها، وهؤلاء هم المنافقين.. والمنافق هو ما يظهر عكس ما يبطن، وهم من ينشرون الفوضى ويجعلون الاضطراب في كل مناحي الحياة، ويجبل أن يتم مواجهتمه بكل حزم وحسم، ومن مات وهو يواجههم فهو شهيد" وقال الشيخ خالد "كذلك فهناك الجهاد لحماية المنشآت العامة، وهو أمر مذكور بالقرآن في سورة الحج قال تعالى " وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".. فمساجد المسلمين، والصوامع (الأديرة)، والبيعة هي الكنيسة، والصولات مقصود بها معابد اليهود، ليست ممتلكات خاصة، ولكنها منشآت عامة، وهكذا فبيوت العبادة كلها يجب أن تكون تحت الحماية من القوات المسلحة والشرطة، والقوة والعزة في حماية ما أمرنا الله أن نقوم بحمايته". وقال الشيخ الجندي "الجهاد يشمل أمورا عديدة ومنها مواجهة الطابور الخامس، طابور المخربين والمنافقين، فهناك أناس لا هم لهم إلا إعاقة المجتمع ونشر الفوضى ونشر الدمار، وأظنكم كلكم تعانون في كل مكان ممن المجتمعات، وهناك جهاد آخر هو جهاد الإصلاح واستقرار الأوضاع، ومكن يقتل في سبيله هو شهيد، فقد قال الله سبحانه وتعالى " وإن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإن بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ"، فالله أمرنا أن نكون متفرجين، ولا يمكن أن ننسحب ونترك المتخاصمين والمتحاربين، ولكن الواجب علينا أن نقف، جيشا وشرطة ومواطنين، لنصلح بين المتخاصمين المتقاتلين، ومن يموت وهو يفض معركة بين طرفين من الناس، فهو شهيد". ومضى الشيخ خالد الجندي قائلا "نحن نعيش عصر التخوين والتكفير والاقصاء والابعاد، وهذا كلام خطير، عندما يصف مواطن، مواطنا آخر بأنه عميل أو خائن، كل المواطنين سواء، والجميع طالما يعمل لمصلحة الوطن فهم سواء، والله قال "وإن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ" فالله تحدث عن المؤمنين، ونحن نعتبر كل المواطنين سواء ولا نكفّر ولا نخّون أحد".