ناشد فضيلة الشيخ محمد حسان الشباب المسلم بضرورة عدم الاحتكاك بشباب النصاري, حتي لا تحدث مواجهات دامية لا يقرها ديننا وحتي نفوت الفرصة علي أعداء الوطن, الذين يريدون به شرا, وبينما كان في أطفيح لحل المشكلة ودرء الفتنة ووضع حجر الأساس للكنيسة بتكليف وتنسيق مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة. قال في تصريح خاص لالأهرام إنه لا مخرج لهذه الأزمة الجديدة التي يراد إشعال نارها في بلدنا إلا بالعودة الي ديننا العظيم الذي يؤكد كرامة الإنسان وحرمة دمه.. وأضاف أن الدماء محرمة لقوله تعالي: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما. وذكر الحديث النبوي الشريف في شأن حقن دماء غير المسلمين, وقال إنه في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير والنسائي في السنن من حديث عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه, أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من أمن رجلا علي دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا. وأضاف الشيخ حسان قائلا ما أروع هذه العهدة العمرية التي أعطاها عمر بن الخطاب أمير المؤمنين لنصاري إيلياء أي بيت المقدس وهو يتسلم مفاتيح هذا البيت المبارك, قال: باسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطي عبدالله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان, أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم, ولا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا يكرهون علي دينهم ولا يضار أحد منهم, فمن خرج منهم فإنه آمن علي نفسه وماله حتي يبلغ مأمنه الي أهله فلا يؤخذ منه شيئ حتي يحصد حصادهم, وعلي ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين. وأضاف: هذا هو الإسلام بعدله وسماحته, ويجب علي أهله وأبنائه أن يضبطوا أقوالهم وأفعالهم ومشاعرهم بهذا الدين العظيم, فليس من حق أي أحد أن يتكلم أو أن يفعل أي شيء يهواه بعيدا عن دين الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم. وقد أكد فضيلة الشيخ محمد حسان أن مصر الآن لا تحتمل أبدا إثارة فتنة من هذا النوع الذي نعيشه, فأعداؤنا في الداخل والخارج يريدون أن يمزقوا نسيج الوطن الواحد ويبذروا بذور الفتنة والنزاع حتي لا تقوم لبلدنا قائمة ونحن الآن في مرحلة بناء, يجب أن تدور العجلة بسرعة وبقوة الارادة وصدق العزيمة والهمة, ودعا الله أن ينجي مصر من الفتنة وأن يرزقها المسئولين الصالحين المصلحين والبطانة الناصحة الأمينة. من جانبه, أكد الداعية الشيخ صفوت حجازي الذي رافق الشيخ حسان في زيارته الي أطفيح, أن ما يحدث الآن من فتن بين المسلمين والمسيحيين هو من فعل أعداء الثورة وهذه الأحداث الطائفية لا يتحرك فيها إلا أعداء الوطن من الذين لم يشاركوا في الثورة ولم يفهموا قيمتها, إنهم يريدون لهذا الوطن ألا يتقدم وألا ينعم بالحرية. وأضاف الشيخ حجازي أن المستندات السرية التي انتشرت تؤكد ضلوع النظام السابق في أحداث كنيسة القديسين بالاسكندرية وضلوعه أيضا في إحداث فتن طائفية أخري, وقال لا أستبعد ضلوع النظام السابق بأذنابه في هذه الأحداث الجارية, وأكد أنه لا يصح في ديننا أن تهدم كنيسة ولا صومعة ولا بيعة حتي مع أعداء الوطن, وحتي في أثناء القتال وقد حثت علي ذلك وصايا رسول الله صلي الله عليه وسلم للجنود وهم سائرون للقتال لا تهدموا بيعة ولا صومعة ولا كنيسة ولا تؤذوا راهبا أو كاهنا. ولهذا وجب علينا التأدب بأدب رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن هدم كنيسة أو أحرقها فهو آثم, هذا وقد ناشد الشيخ حجازي المسلمين بأن لا يتظاهروا أو يعتصموا في مكان يعتصم فيه المسيحيون حتي لا نعطي فرصة لأعداء هذا الوطن بإراقة الدماء بيننا, وقال ليست كل مشكلة تنشأ بين مسلم ومسيحي مشكلة دينية نتقاتل بسببها, فقد كنا دوما وخاصة طوال أيام الثورة يدا واحدة وقلبا واحدا, يقام القداس في نفس المكان الذي تقام فيه الصلاة, كما نحمي المسيحيين في أثناء قداسهم وكان المسيحيون يحمون المسلمين في أثناء صلاتهم.