أسفر العنف خلال الشهور الثلاثة الماضية عن وقوع ضحايا وعن موجات نزوح جديدة للمدنيين. وأرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر فريقاً جراحياً للاستجابة السريعة إلى ولاية "جونقلي" وإلى بلدة "واو". ووزّعت اللجنة الدولية مساعدات على الآلاف من المحتاجين وخفّفت من معاناة النازحين من نقص المياه النظيفة في أماكن أخرى. وقال المسؤول عن البرامج الصحية للّجنة الدولية في البلاد الدكتور "كليتو تشاشي" في هذا الصدد: "يحقّ للجرحى الحصول على الرعاية الطبية اللازمة سواء كانوا في هذا الجانب أو في الجانب الآخر من الحدود. و تدعم اللجنة الدولية مرافق الرعاية الصحية في جميع أرجاء جنوب السودان عندما يتدفّق إليها الضحايا إمّا عن طريق تزويدها بإمدادات طبية وإمّا عن طريق إرسال فريق جراحي لمساعدتها. وتنظر اللجنة الدولية في سُبل أخرى لتعزيز عملياتها الخاصة بتقديم المساعدات الإنسانية في ولاية "جونقلي" نظراً للقتال المسلح الذي ما زال يكدّر عيش المدنيين هناك. وقد وفّرت اللجنة الدولية في شهر نوفمبر الماضى تدريباً استغرق يومين على القانون الدولي الإنساني لكبار ضبّاط قوات جيش جنوب السودان المتمركزة في بلدة "بيبور"، وركّزت فيه على مسؤولية القيادة في مجال التخطيط للعمليات العسكرية وتنفيذها. وأنشأ الصليب الأحمر لجنوب السودان فريق عمل لحالات الطوارئ في "بيبور". ويتألف هذا الفريق المتأهب دائماً لمواجهة حالات الطوارئ في المنطقة من متطوعين لدى الصليب الأحمر تتولى اللجنة الدولية تدريبهم على الإسعافات الأولية. كما أُرسل فريق اللجنة الدولية الجراحي إلى بلدة "واو" الواقعة في ولاية غرب بحر الغزال لإجراء عمليات جراحية لجرحى أُصيبوا أثناء الاضطرابات الشديدة التي شهدتها هذه البلدة طوال عدة أيام في أواسط ديسمبرالماضى. ووزّع الصليب الأحمر لجنوب السودان في الوقت ذاته مواد إغاثية تشتمل على مجموعات من مواعين المطبخ وعلى الأقمشة المشمّعة (الشوادر) والبطانيات على أكثر من 1500 نسمة من الناس الذين دُمِّرت منازلهم وممتلكاتهم أثناء الاضطرابات، وساعد متطوعو الصليب الأحمر على إجلاء الجرحى لمعالجتهم. وقدّمت اللجنة الدولية مواد غذائية ولوازم أخرى للعائلات التي كانت في حاجة ماسّة إلى هذه المساعدات. كما أفضى العنف المسلح الذي يعصف بالمناطق الواقعة بين ولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان وولاية جنوب دارفور بالسودان خلال شهر نوفمبر وديسمبر من عام 2012 إلى فرار الآلاف من الناس من منازلهم طلباً للسلامة في مقاطعتي "أويل الشمالية" و"أويلالشرقية" بجنوب السودان. ولجأت عائلات كثيرة إلى بلدة "جاك" الواقعة في مقاطعة "أويل الشمالية" حيث وجدت هناك بعض سُبل الإيواء. وقالت رئيسة البعثة الفرعية للّجنة الدولية في "واو" السيدة "كارولين هاين فان" في هذا الصدد: "لقد أجبر القتال في هذه المنطقة الناس على الفرار إلى بلدة "جاك" في ثلاث موجات نزوح متتالية خلال الشهور الاثني عشر الماضية، وكانت الظروف غالباً عسيرة للغاية على هؤلاء الناس. فقد ترك الكثير منهم ممتلكاتهم وأمتعتهم خلفهم لدى فرارهم من قراهم وكانت الفرص المتاحة لهم للعثور على مأوى ضئيلة. و قد أخبرنا بعض أفراد العائلات التي نزحت حديثاً أنّهم كانوا يقتاتون بأوراق الشجر وبالثمار البرية للبقاء على قيد الحياة. وأجهد تدفّق النازحين إلى بلدة "جاك" المجتمع المحلي المضيف لهم إجهاداً شديداً نظراً لموارده المحدودة. ولم تكن هناك كميات كافية من مياه الشرب". ويواصل مندوبو اللجنة الدولية رصد مدى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي يحتوي على مجموعة من القواعد التي تحدّ من عواقب النزاع المسلح، ويذكّرون الأطراف المتقاتلة بوجوب حقن دماء المدنيين والجرحى والمحتجزين. وقالت السيدة "هاين فان" في هذا الصدد: "يتواصل مندوبو اللجنة الدولية مع القادة مباشرة لإطلاعهم على المخاوف التي تنتابهم في حال عدم الامتثال للقانون من أجل تحسين الوضع". كما ساعدت اللجنة الدولية منذ نوفمبر الماضى زهاء 1500 شخص من الأشخاص الذين فُصلوا عن بقية أفراد عائلاتهم على التواصل معهم مجدداً بالتعاون الوثيق مع الصليب الأحمر لجنوب السودان. وأُتيحت للناس الموجودين في المنطقة المعروفة باسم "مملكة الشلو (الشلك)" الواقعة في ولاية أعالي النيل منذ أن نزحوا بسبب القتال في شهرأبريل من العام الماضي الفرصة لإرسال رسائل مكتوبة إلى أقاربهم، شأنهم في ذلك شأن اللاجئين الكونغوليين ولاجئي أفريقيا الوسطى الذين يعيشون في ولاية غرب الاستوائية. و كانت خدمة المكالمات الهاتفية عبر الأقمار الاصطناعية، التي وفّرتها اللجنة الدولية في الوقت ذاته، مصدراً حيوياً يستمد من اللاجئون السودانيون المقيمون في المخيمات الموجودة في ولاية الوحدة وفي ولاية أعالي النيل القوة اللازمة لمواصلة حياتهم. وتنظّم اللجنة الدولية عمليات لجمع شمل العائلات المشتتة لصالح المستضعفين، ولا سيّما الأطفال غير المرافَقين الذين فُصلوا عن بقية أفراد عائلاتهم. وقامت اللجنة الدولية منذ شهر نوفمبر بجمع شمل عشرة أطفال بعائلاتهم في جنوب السودان. وأعادت اللجنة الدولية تسعة أطفال آخرين إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وإلى أوغندا لجمع شملهم بعائلاتهم هناك. و قد عالجت اللجنة الدولية في أوائل شهر ديسمبر زهاء 5000 رأس من الماشية في مقاطعة "مبان" الواقعة في ولاية أعالي النيل لتخليصها من الديدان، وقدّمت علاجاً آخر للمواشي عندما بدأت معدلات مرض المواشي ونفوقها في البلاد تلحق عواقب وخيمة بسُبل عيش صغار مربي المواشي. ويملك المواشي التي عولجت زهاء 4000 شخص من اللاجئين وأفراد المجتمعات المحلية المضيفة لهم.