شهدت الأسابيع الأخيرة تدفق المزيد من اللاجئين السودانيين على المخيمات في جنوب السودان. وانتهت اللجنة الدولية من تركيب خط لتوزيع المياه على مخيم "جمام" بولاية أعالي النيل يمتد لمسافة سبعة كيلومترات، وأصلحت المضخات اليدوية في "ييدا"، وهو مخيم آخر ضخم للاجئين بولاية الوحدة. وقد هدأت حالة النزاع في الأجزاء الشمالية من جنوب السودان بصورة كبيرة خلال الشهر الماضي، رغم توقع عودة آلاف النازحين إلى ديارهم عقب فرارهم من القتال الذي زادت حدته في أبريل و مايو. و يواصل اللاجئون القادمون من السودان التدفق على المخيمات في ولايتي أعالي النيل والوحدة بالقرب من الحدود الشمالية. وستؤدي الأمطار الغزيرة التي يتوقع هطولها قريبًا إلى تعذر الوصول الفعلي إلى هذه المناطق النائية. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في جنوب السودان، السيد "ميلكر مابيك": "يمثل نقص مياه الشرب النظيفة في مخيم "جمام" للاجئين خطرًا عامًا جسيمًا على الصحة. ويمكن للأمطار الغزيرة التي اقترب هطولها أن تجلب المزيد من الأمراض المميتة المنقولة عن طريق المياه، خاصةً إذا شرب اللاجئون مياه الشرب السطحية الملوثة بشكل مباشر." و قد أنشأت اللجنة الدولية خطًا لتوزيع المياه يمتد لمسافة سبعة كيلومترات لنقل المياه إلى مخيم "جمام" للاجئين، مما يساعد على ضمان استمرار وصول مياه نظيفة إلى اللاجئين عندما تؤدي الأمطار إلى تعذر سير شاحنات نقل المياه عبر الطرق. وتبرعت أيضًا بأربعة خزانات لتخزين مياه الأمطار التي يتم تجميعها لتستفيد منها عيادة المخيم. وتدرس اللجنة الدولية حاليًا سبل نقل المزيد من المياه إلى المخيم. وتم إصلاح مضختين يدويتين في مخيم "ييدا" للاجئين، الواقع في مقاطعة "باريانغ" بولاية الوحدة، للمساعدة في تلبية الطلب الزائد على المياه مع ارتفاع أعداد اللاجئين. وقامت اللجنة الدولية منذ بداية 2012 بإصلاح 20 مضخة يدوية أخرى ووحدة مياه في مقاطعة "باريانغ" لتمكين 12000 شخص من الحصول على المياه النظيفة سيرًا على الأقدام لمسافة معقولة من مكان إقامتهم. و قد فرَّ أكثر من 1800 شخص إلى قرية "فيرا" في مقاطعة "راجا"، بولاية غرب بحر الغزال، عقب الاشتباكات التي اندلعت في أوائل مايو بالقرب من الحدود السودانية. وقامت اللجنة الدولية بإصلاح المضخة اليدوية الخاصة بالقرية وتنظيف ثلاث آبار محفورة يدويًا وتدريب المجتمع المحلي على كيفية معالجة المياه في المنازل باستخدام أقراص الكلورين في هذه المنطقة النائية التي نادرًا ما تدخلها جانب المنظمات الإنسانية. و تدرس اللجنة الدولية حاليًا تقديم أشكال أخرى من الدعم إلى القرية بما في ذلك توزيع مساعدات غذائية ومواد مثل شبكات الناموس والأغطية المشمعة. وتواصل اللجنة الدولية تطوير محطات معالجة المياه في "بينتيو" و "روبكونا"، وهما المدينتان الرئيسيتان بولاية الوحدة. وتم مؤخرًا تركيب مضخة مياه آلية وبدأ العمل في إصلاح نظم الأنابيب. وقامت اللجنة الدولية بتسليم ثلاث وحدات مياه تعمل بالطاقة الشمسية إلى هيئة المياه المحلية في مدينة "أكوبو" بولاية "جونقلي". وتضخ هذه النظم، التي توفر حلاً مستدامًا لنقص المياه في المنطقة، حوالي 90000 لتر من المياه في الساعة ويمكنها توفير المياه النظيفة إلى 55000 شخص. ساعدت اللجنة الدولية أيضًا العديد من أفراد الأسر الذين فرقتهم النزاعات في استعادة الاتصال ببعضهم البعض. وتم إجراء أكثر من 1000 مكالمة هاتفية منذ بداية العام بين لاجئين في مخيمات بجنوب السودان وذويهم المقربين. ومن الجدير بالذكر أن عمليات اللجنة الدولية بدأت في جنوب السودان في 1986. وأنشأت المنظمة بعثة في مدينة "جوبا"، أكبر مدن جنوب السودان عندما نال البلد استقلاله في يوليو 2011. وللجنة الدولية أيضًا بعثتان فرعيتان في البلد الجديد في "ملكال" و"واو". وتعمل اللجنة الدولية في جنوب السودان على منع انتهاكات القانون الدولي الإنساني ودعم خدمات المستشفيات ومراكز إعادة التأهيل البدني. وتساعد أيضًا المجتمعات المتضررة من النزاعات العيش وتحقيق الاكتفاء الذاتي.