نقابة «النيابات والمحاكم» تطلق مبادرة لتوفير لحوم الأضاحي بالتقسيط    منال عوض تبحث التعاون المشترك مع «انطلاق» و«رابيت موبيليتى»    منال عوض: «حياة كريمة» أحدثت طفرة في جودة الخدمات بقرى بني سويف    مجلس حكماء المسلمين يُدينُ بشدة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بالقدس    خبر في الجول - اجتماع تنسيقي بين أبو ريدة ودياب وحسام حسن من أجل الموسم المقبل    البعثة المصرية للحج السياحي تعقد ندوات دينية وتوعوية للحجاج| فيديو    السيطرة على حريق نشب في محيط مدرسة بكفر الشيخ    محافظ المنيا: لا تهاون في صحة المواطن واستمرار الحملات الرقابية    محافظ الغربية: هدفنا راحة المواطن وتوفير الخدمة الصحية اللائقة له    الوزير محمد عبد اللطيف يلتقي عددا من الطلاب المصريين بجامعة كامبريدج.. ويؤكد: نماذج مشرفة للدولة المصرية بالخارج    رواتب مجزية ومزايا.. 600 فرصة عمل بمحطة الضبعة النووية    مجلس جامعة القاهرة يثمن قرار إعادة مكتب التنسيق المركزي إلى مقره التاريخي    كلمات تهنئة معبرة للحجاج في يوم التروية ويوم عرفة    خبير يكشف لليوم السابع موقف بيراميدز بالاحتفال بالدورى رغم تتويج الأهلى.. فيديو    قومية المنيا تعرض الإسكافي ملكا ضمن عروض الموسم المسرحي    بالصور- حريق مفاجئ بمدرسة في سوهاج يوقف الامتحانات ويستدعي إخلاء الطلاب    عيد الأضحى 2025.. هل يجوز التضحية في ليالي أيام النحر؟ وما هو أفضل وقت؟    وزير الثقافة يتابع حالة الأديب صنع الله إبراهيم عقب تعافيه    يوم توظيفي لذوي همم للعمل بإحدى شركات صناعة الأغذية بالإسكندرية    رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكلية الهندسة في شبرا.. صور    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الابتدائي 2025 الترم الثاني محافظة المنوفية    عرفات يتأهب لاستقبال الحجاج فى الموقف العظيم.. فيديو    نتائج جهود الأجهزة الأمنية بالقاهرة لمكافحة جرائم السرقات    دموع معلول وأكرم واحتفال الدون وهدية القدوة.. لحظات مؤثرة في تتويج الأهلي بالدوري.. فيديو    إنريكي في باريس.. سر 15 ألف يورو غيرت وجه سان جيرمان    بحضور سينمائيين من السودان.. عرض فيلم طنين بمركز الثقافة السينمائية    بين التحضير والتصوير.. 3 مسلسلات جديدة في طريقها للعرض    رسميًا.. بايرن ميونيخ يُعلن عن أولى صفقاته الصيفية استعدادًا لمونديال الأندية 2025    انتهاء رحلة ماسك في البيت الأبيض.. بدأت بفصل آلاف الموظفين وانتهت ب«خيبة أمل»    كلمات وأدعية مؤثرة تهديها لمن تحب في يوم عرفة    حماس: إسرائيل تُهود الأرض الفلسطينية ضمن مشروع ضم صريح    السفير خالد البقلى وإلينا بانوفا يكتبان: يحرسون الأمل وسط الصراع حان الوقت لتمكين حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لمجابهة تحديات الغد    مصنع حفاضات أطفال يسرق كهرباء ب 19 مليون جنيه في أكتوبر -تفاصيل    تمكين المرأة اقتصاديًا.. شروط وإجراءات الحصول على قروض مشروعات صغيرة    صور.. رئيس الوزراء يتفقد المقر الجديد لجهاز حماية المستهلك    رئيس قطاع المتاحف: معرض "كنوز الفراعنة" سيشكل حدثا ثقافيا استثنائيا في روما    محافظ المنوفية يشهد استلام 2 طن لحوم كدفعة جديدة من صكوك الإطعام    بنسبة حوادث 0.06%.. قناة السويس تؤكد كفاءتها الملاحية في لقاء مع الاتحاد الدولي للتأمين البحري    قرار مفاجئ من الأهلى تجاه معلول بعد دموعه خلال التتويج بالدوري    «أحد سأل عني» ل محمد عبده تتجاوز المليون مشاهدة خلال أيام من طرحها (فيديو)    إعلام إسرائيلى: نتنياهو وجه بالاستعداد لضرب إيران رغم تحذيرات ترامب    "قالوله يا كافر".. تفاصيل الهجوم على أحمد سعد قبل إزالة التاتو    ندب الدكتورة مروى ياسين مساعدًا لوزير الأوقاف لشئون الواعظات    انفجار ضخم قرب مركز توزيع مساعدات في محيط نتساريم وسط غزة    أردوغان: "قسد" تماطل في تنفيذ اتفاق الاندماج مع دمشق وعليها التوقف فورًا    الكرملين: أوكرانيا لم توافق بعد على عقد مفاوضات الاثنين المقبل    لندن تضغط على واشنطن لتسريع تنفيذ اتفاق تجارى بشأن السيارات والصلب    الدوخة المفاجئة بعد الاستيقاظ.. ما أسبابها ومتي تكون خطيرة؟    الإحصاء: انخفاض نسبة المدخنين إلى 14.2% خلال 2023 - 2024    انطلاق المؤتمر العلمى السنوى لقصر العينى بحضور وزيرى الصحة والتعليم العالى    استشاري أمراض باطنة يقدم 4 نصائح هامة لمرضى متلازمة القولون العصبي (فيديو)    ياسر ريان: بيراميدز ساعد الأهلي على التتويج بالدوري.. ولاعبو الأحمر تحرروا بعد رحيل كولر    رئيس الوزراء يصدر قرارًا بإسقاط الجنسية المصرية عن 4 أشخاص    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    91.3 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    نشرة التوك شو| ظهور متحور جديد لكورونا.. وتطبيع محتمل مع إسرائيل قد ينطلق من دمشق وبيروت    ماريسكا: عانينا أمام بيتيس بسبب احتفالنا المبالغ فيه أمام نوتينجهام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. خالد عودة :جبهة الإنقاذ«شرذمة» بلا فكر
نشر في الأهرام العربي يوم 18 - 02 - 2013

وسط زخم الأحداث التى تمر بها البلاد الآن، وطغيان المشهد السياسى على كل المشاهد الأخرى، ومع احتدام الصراع على السلطة، وخروج المظاهرات المعارضة للنظام، ومع أعمال الحرق و القتل و التخريب التى تصاحب كل مظاهرة، ذهبنا إلى د. خالد عبدالقادر عودة، العالم الجيولوجى ونجل الشهيد المستشار عبدالقادر عودة الذى تم إعدامه فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، على خلفية انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، لسؤاله عن المشهد السياسى الحالى، وكيفية الخروج من المأزق، وكذلك سألناه عن مشروع النهضة، والواقع الاقتصادى الحرج، وسبل العبور من عنق الزجاجة، والانتقال بمصر إلى حال أفضل فكان هذا الحوار.
كيف نقرأ المشهد السياسى الحالى فى ظل حالة الارتباك والضبابية التى تمر بها البلاد الآن؟
هذا المشهد لا يقلقنى، لأن هذا هو المشهد الطبيعى بعد أى ثورة، ومن السهل جدا على أى ثوار أن يهدموا نظاما، لكن من الصعب أن يتفق الثوار على بناء نظام، وعندما تنظر إلى الثورات الأمريكية والفرنسية والروسية لا يمكن أن تتوقع أبدا أن يحدث فى مصر أقل مما حدث فى هذه البلاد.
ونحن جميعا اتفقنا فى ميدان التحرير على إسقاط نظام مبارك، وقد حدث، وبعد انتهاء الثورة يوم 11 فبراير بتنحى مبارك، وجدنا أن الثورة نجحت بدون استخدام للعنف، ولو كنا قد لجأنا إلى العنف لأعطينا مبررا للجيش لضرب الثوار والقضاء على الثورة، بل كان الثوار يتلقون الرصاصات ويستشهدون ومع ذلك لا يردون.
ويوم 15 فبراير اجتمع الثوار، واتفقنا على تغيير شعارنا إلى «الشعب يريد تطهير البلاد»، وخرجنا فى 18 فبراير لإسقاط أحمد شفيق، الذى كان يتولى ساعتها رئاسة الوزراء.
وعندما استضافنى أحمد منصور فى برنامجه الشهير، وكان معى أبوالعز الحريرى، وبعض شباب الثورة الحقيقيين، وهم غير الموجودين على الساحة الآن، الموجود الآن هم بلطجية مصر، وقد التفوا حول حمدين صباحى، وهم الثورة المضادة، وقلت لكى تنجح الثورة لابد أن يترك شفيق رئاسة الوزراء، ولابد للمشير طنطاوى أن يرحل، وبعد انتهاء البرنامج، اتصل بى السفير رفاعة الطهطاوى، وقال لى: أخشى عليك بعد ما قلته، فقلت له: أنا أقول الحق، وأجرى على الله.
وأتذكر أنه يوم 4 فبراير قمت بإصدار وثيقة من 32 بندا لبناء الدولة، وهناك فرق كبير بين بناء دولة وهدم دولة، وكان من أهم البنود: حل مجلسى الشعب والشورى، وتنحية النائب العام عبدالمجيد محمود، وحل جهاز أمن الدولة، والحد الأدنى والحد الأقصى، وإعادة تنظيم الشرطة. كل هذا يبين لك أن الجميع كان متفقا على هدف واحد وهو إسقاط نظام مبارك الفاسد، وكانت السلمية هى أساس النجاح، لكن اليوم نرى على نقيض ما حدث فى الثورة، مجموعات منظمة تخرج للحرق والتدمير والقتل والهجوم على أقسام الشرطة والقصر الجمهورى والمنشآت العامة والخاصة، وتغتصب النساء فى ميدان التحرير، ميدان الثورة، فهل هؤلاء ثوار؟ وهل من يدعمهم ويقف وراءهم ثائر؟
من يحمل من القوى السياسية هذه الأعمال التخريبية.. هل هو النظام أم المعارضة؟
يتحمل كل ذلك حمدين صباحى والبرادعى، أما عمرو موسى فهو أقلهم خطرا، ومعهم أعوانهم وأتباعهم الذين يحرقون البلاد من أجل كرسى الرئاسة، ومصر ليس فيها معارضة، المعارضة الموجودة هى معارضة مصنوعة من أيام أنور السادات، فى منابر ثم فى أحزاب، والحزب الناصرى كان القذافى هو الذى ينفق عليه، ولم يكونوا لينجحوا فى مجلس الشعب السابق إلا بتحالفهم مع الإخوان. وهل جورج إسحاق أشهر أم أمين إسكندر؟
جورج إسحاق خسر فى الانتخابات، ونجح أمين إسكندر لأنه نزل على قوائم الإخوان، ولا أدرى بعد ذلك كيف يقولون إن الإخوان يسعون للاستحواذ ولا يشركون معهم أحدا؟!
أولم نرتض جميعا نتيجة الصندوق، وقد أفرز رئيسا منتخبا، ودستورا وافق عليه ثلثى الشعب المصرى، لماذا تخرجون الآن لإسقاط الدستور وإسقاط الرئيس، بغير الطرق الشرعية والخطوات الديمقراطية؟ لذلك أنصحهم بالوجود فى الشارع المصرى، والنزول إلى المواطن البسيط وإقناعه ببرامجهم، للحصول على الأغلبية فى مجلس الشعب المقبل، وساعتها يمكنهم أن يشكلوا الحكومة ويغيروا الدستور.
لكن هناك ثوارا حقيقيين خرجوا للتعبير عن عدم رضاهم عن نظام الحكم؟
هؤلاء قلة، لكن مصر بها 93 ألف بلطجى يقوم ضباط أمن الدولة السابقون بتحريكهم فى الشارع مقابل أموال طائلة، لإسقاط الرئيس والإخوان، وما يحدث فى الشارع ليس حركة شباب ثورى، لكنها بلطجة منظمة ومأجورة، وقد وصل الأمر إلى تشكيل عصابات تسمى ب «البلاك بلوك» يخفون وجوههم ويعيثون فى مصر فسادا، ويحرقون ويقتلون ثم نجد من يبرر لهم أفعالهم.
هناك من يقول إن الإخوان هم أول من شكلوا مثل هذه التنظيمات واستشهدوا بالعرض العسكرى الذى أقامه طلاب الإخوان فى جامعة الأزهر؟
ما قام به طلاب جامعة الأزهر ليس عرضا عسكريا، لكنه عرض رياضى، ثم إنهم لم يكونوا مسلحين وكانوا معروفين لزملائهم، والعرض كان داخل أسوار الأزهر، أما من يسمون بالبلاك بلوك فهم ملثمون وغير معروفين ومسلحون، وفى كندا قانون يقضى بحبس من يخفى وجهه فى مكان عام لمدة عشر سنوات. وهذا بدون أن يمسك سلاحا، فما بالك فيمن يخفى وجهه ويحمل السلاح، ويحرق ويقتل؟ وأنا أطالب بإطلاق الرصاص مباشرة نحو أى شخص يخفى وجهه ويحمل السلاح، فإذا أخفوا وجوههم ولم يحملوا السلاح فلابد من القبض عليهم فورا وتقديمهم للنيابة.
هل ترى أن رد الفعل الشعبى والإعلامى على عرض طلاب الأزهر، مساو لرد فعلهم بالنسبة لمجموعات البلاك بلوك؟
أى إعلام تقصد؟ ومن أفرز هؤلاء الإعلاميين أليس هو مبارك؟ وهل الإعلام تغير عن السابق؟ ومن صنع لميس الحديدى وعمرو أديب والإبراشى وخيرى رمضان وإبراهيم عيسى؟ نظام مبارك هو الذى صنعهم لعمل تمثيلية المعارضة.
وأعجب ممن يعترضون على النائب العام الذى أصدر تعليمات بالقبض على مجموعة البلاك بلوك ومن ينتمى إليها، ويقولون كيف يقبض عليهم بدون تمييز؟ فأين كنتم عندما كانت تصدر الأوامر بالقبض على الإخوان بدون تمييز أيضا؟ ولماذا لم تثوروا حينما تم القبض علىّ أنا شخصيا، وأنا رجل عالم وليست لى علاقة بتنظيم الإخوان، ولم أتول يوما منصبا إداريا داخل الجماعة، وانتمائى للإخوان انتماء عقائدى أيديولوجى فقط. 15 شهرا فى المعتقل وفى محاكمات عسكرية إلى أن تم الإفراج عنى، أين كان هذا الإعلام ساعتها؟
لماذا اختلفت مع الكاتب الصحفى جمال فهمى؟
هو إنسان قلبه ملىء بالحقد على الإخوان، وفى مقالة له هاجم اكتشافاتى وأبحاثى العلمية، وهو لا علاقة له بالعلم، ورددت عليه وانتهى الأمر.
ما تقييمك لأداء الإخوان فى الفترة السابقة؟
الإخوان تعبير عن الإسلام الوسطى المستنير، وهم الأقرب إلى الفهم الصحيح للإسلام، يقوم برنامجهم على التدرج فى إصلاح النفس ثم إصلاح البيت ثم إصلاح المجتمع، ثم إصلاح الدولة، وهم الأقرب إلى فهم الأزهر بعلمائه للإسلام، فالإخوان هم التجمع الشعبى الإسلامى والأزهر هو التجمع الرسمى الإسلامى.
وكل ما أريده أن تنجح التجربة بعد الثورة، ولا يهمنى من يحكم، الإخوان أم غيرهم، أريد معارضة بناءة، وبعد أربع سنوات لو لم يعجبك الإخوان أسقطهم فى صندوق الانتخابات وأتى بغيرهم، المهم أن تنجح التجربة الديمقراطية فى مصر، والإخوان كغيرهم أصابوا وأخطأوا، ولابد أن يأخذوا الفرصة كاملة حتى نحكم عليهم.
هل إعطاؤهم الفرصة كاملة يعنى أخونة الدولة؟
لا يوجد شىء اسمه أخونة، هناك برنامج انتخبك الناس من أجله، فمن سينفذ لك برنامجك؟ هل يصح أن تأتى بأصحاب برنامج مخالف لك لينفذوا لك برنامجك؟ هل هذا موجود فى أى بلد فى العالم؟ ومن الذى سيحاسب فى النهاية أو ليس أنت وحزبك وبرنامجك؟ هل سيحاسب أحد غيرك عندما تفشل؟ وليس معنى ذلك أننا نختار أهل الثقة على حساب أهل الخبرة، لكن لا يصح أن أترك أصحاب الخبرة فى الإخوان حتى لا يقال أخونة الدولة.
إذن أنت ضد الحكومة الائتلافية؟
عندما نجح أوباما، هل قال له أحد خذ معك الحزب الجمهورى فى الحكومة؟ وهناك 49 % من الشعب الأمريكى لم ينتخبوا أوباما، ومع ذلك لم نرهم يخرجون إلى الشوارع للمطالبة بحكومة ائتلافية أو سقوط أوباما.
لكن جبهة الإنقاذ تشترط تشكيل حكومة ائتلافية للموافقة على الحوار مع الرئاسة للخروج من الأزمة الراهنة؟
واشترطوا أيضا تعديل الدستور، وأن يعترف محمد مرسى بمسئوليته عن القتل والحرق، وأن يُقال النائب العام، وانتخابات رئاسية مبكرة، فبالله عليك إذا تم كل هذا، لماذا إذن الجلوس والتحاور، وبنفس طريقتهم سأقول لهم: لن يكون معكم حوار إلا بشروط أيضا، أولها: لن يكون هناك حوار مع إرهابيين، وبالذات أولئك الذين شجعوا وأعانوا على الحرق والتدمير سواء كان بشكل مادى أم أدبى.
ثانيا: لا يمكن أن يكون هناك حوار مع من أفسد الحياة السياسية واستولى على المال العام، ومنهم أحد رؤساء الأحزاب المنتمية لجبهة الإنقاذ وهو محال للنيابة الآن، ومع ذلك يطالب بإقالة النائب العام الذى أحاله للتحقيق.
ثالثا: هناك نقطتان لا يمكن الاقتراب منهما، تفسير المادة الثانية من الدستور من خلال المادة 219، وإقالة النائب العام، لأن الرئيس مرسى حينما عرض على عبدالمجيد محمود، النائب العام السابق بأن يكون سفيرا لمصر فى الفاتيكان، قامت الدنيا ولم تقعد، وخرج هؤلاء ليقولوا إن هذا اعتداء على السلطة القضائية، وإن النائب العام لا يقال أبدا، ولما صدر قانون بتحديد مدة النائب العام بأربع سنوات خرج عبدالمجيد محمود وجاء نائب عام جديد مدته 4 سنوات، فكيف يطالبون الآن بما لم يرضوا به قبل ذلك.
هؤلاء شرذمة لا فكر لهم ولا عقل، وهم إلى مزابل التاريخ، الناصريون والشيوعيون هوايتهم سرقة الحكم فى كل الثورات التى حدثت سابقا والآن، وزعيمهم جمال عبدالناصر سرق الثورة من الإخوان فى 1952 ثم أعدمهم وهو ما يسعون إليه الآن.
فترات ما بعد الثورات دائما ما تشهد نوعا من الارتباك والفوضى فهل أخطأ الإخوان بتولى الحكم فى هذه الفترة؟
لو لم يكن الإخوان لجاء سفاح مثل مبارك، وأخشى أن قرارات د. مرسى لو لم تكن حاسمة للدرجة التى تفرح الشعب، سيقوم نظام سفاح آخر، لأن الفوضى تجعل الناس يرضون بأى حكم، حتى ولو كان سفاحا، وهؤلاء يسعون إلى التخريب والفوضى من أجل إيصال الشعب إلى هذه المرحلة، وأطالب الرئيس بالضرب بشدة على أيدى هؤلاء المخربين والقبض عليهم وعلى محرضيهم من هذه الزعامات الكارتونية، وإذا لم يحدث هذا فذلك سيمهد الشعب لقبول حكم سفاح جديد.
هل ترى أن المهندس خيرت الشاطر لو وصل إلى الحكم سيكون أكثر حسما من د. مرسى؟
على الإطلاق، لأن محمد مرسى هدية أنعم بها الله على مصر، ولن يعرفوا قدره إلا بعد وقت طويل، مرسى من أتقى الناس لله، ولا يمكن أن يتخذ قرارا عنيفا إلا بعد أن يفقد الصبر تماما وبعد أن يستنفد كل السبل وتفيض به الأسباب، ونحن الآن فى هذه المرحلة، ولابد أن نبدأ بالعمل كرجال دولة وليس كرجال دعوة.
هل عرض عليك الإخوان الترشح لمنصب الرئيس؟
مجلس شورى الإخوان طرح اسمى، لكن المهندس خيرت الشاطر جاء فى المركز الأول، ود. مرسى فى المركز الثانى، وأحمد الله أن عافانى من هذا المنصب.
بوصفك نجل الشهيد عبدالقادر عودة، الذى حكم عليه بالإعدام فى عصر عبدالناصر، هل ترى أن يتبع د. مرسى نفس أسلوب عبدالناصر فى قهر معارضيه حتى يستتب له الأمر؟
عبدالناصر كان يقهر معارضيه بلا قانون ولا دستور وبلا ضمير، وكان يعذبهم فى السجون، ويقتل بالجملة، ويكفيه أنه أعدم 6 من قيادات الإخوان المسلمين، أما د. مرسى فنحن نطالبه بالحسم فى تطبيق القانون ضد المخربين، لكن لا ندعوه للسير على خطى عبدالناصر.
مسألة تطبيق القانون هى أمر قضائى ومن لا تثبت عليه تهمة لا يمكن محاكمته؟
القضاء فيه خلل الآن وأنا شخصيا لا آمن على نفسى إذا وقفت أمام وكيل نيابة. هل سيعاملنى بالقانون أم طبقا لخلفيتى الأيديولوجية؟
أنا غير آمن فى ظل نظام قضائى مهلهل ومسيس، ومع ذلك لا أحب كلمة تطهير القضاء، لكن هناك مجموعة من الإجراءات يمكن أن تساعد فى خلق نظام قضائى عادل. ونحن نعد لذلك فى مجلس الشورى، فلابد أن يمنع تولى المناصب العليا فى القضاء بعد سن الستين، لكن يمكن للمستشار أن يستمر بعد الستين فى عمله كأساتذة الجامعات ويصبح مستشارا متفرغا، وبذلك نمنع وصول رجال مبارك فى القضاء إلى المناصب العليا، ولابد من تدعيم النيابة بحوالى 2000 شخص من الخريجين، و3 آلاف محام لدخول سلك القضاء.
وقد وجدت فى أوراق والدى بعد إعدامه خطابا من وزير العدل يقول فيه: لقد نما لعلمنا أنك حضرت اجتماعا لجمعية الإخوان المسلمين وأنت تعلم أن القضاة محظور عليهم العمل بالسياسة، ونرجو مستقبلا عدم الوجود مع أى جمعية أو حزب، أو تقديم استقالتكم. أما الآن فالقضاة يعملون بالسياسة، ويعبرون عن آرائهم السياسية ولا يحاسبهم أحد، ويذهبون للاعتداء على النائب العام، ولا يحرك أحد ساكنا، لذلك فأنا أطالبهم بأن ينأوا بأنفسهم عن السياسة، وقد حصلت على «سى دى» مصور به كل ما حدث للنائب العام والشخصيات التى هاجمته ومنعته من دخول دورة المياه بالمسدسات، وأرغموه على كتابة ورقة الاستقالة، ومع ذلك لم أعلن عن هذا ال «سى دى»، ولم أقدمه إلى مجلس الشورى، خصوصا بعدما علمت أن معظم هؤلاء قد اعتذروا عما فعلوه وانتظموا فى عملهم.
وبالنسبة للشرطة فهناك مشروع قانون سوف أتقدم به إلى مجلس الشورى، يقضى بإلغاء منح ليسانس الحقوق من أكاديمية الشرطة، والاكتفاء بليسانس الحقوق الذى يعطى من كل جامعات مصر، وتصبح الدراسة بأكاديمية الشرطة لمدة عام واحد فقط بعد الحصول على ليسانس الحقوق من أى جامعة مصرية، يدرس فيها الطالب دبلوم العلوم الشرطية، وعندما أحتاج ضباطا آخذ من طلاب الحقوق والشريعة والقانون، وحينما أحتاج أطباء آخذ من كليات الطب، وحين أحتاج مهندسين، آخذ من طلاب الهندسة وهكذا.
من ضمن البنود التى اقترحها حزب النور فى مبادرته مع جبهة الإنقاذ إقالة النائب العام؟
إذا أصر البعض على إقالة النائب العام فسوف أكشف عن تفاصيل ال «سى دى» الموجود لدى، وسوف أتقدم به لمجلس الشورى للتحقيق فيه، وهذه سقطة للأسف من حزب النور ورئيسه د. يونس مخيون. مع شديد احترامى لهم، لكن مبررهم بأنهم خشوا من وقوع حرب أهلية، غير واقعى، لأن مصر لن تقوم بها حرب أ هلية أبدا، فهذا لم يحدث فى التاريخ، كما أن الترابط الذى يجمع أهل مصر يحول دون ذلك. والجيش المصرى المتماسك القوى لن يسمح بذلك، وحتى لو فرضت علينا الحرب الأهلية فسينهيها الإسلاميون لصالحهم فى ثلاثة أيام، لهذا لن نجد أحدا من هؤلاء المخربين يدعو لحرب أهلية، لأنهم يعرفون أنها ليست فى صالحهم.
وقد سمعت د. يونس مخيون وهو يقول: إن الرئيس مرسى دعا إلى الحوار، فلماذا يستنكر البعض على حزب النور هذا؟ وأقول له: كان من حقك أن تدعو إلى الحوار، لكن لا تدعو إلى مبادرة بها نفس شروط جبهة الإنقاذ.
ود. مرسى دعا لحوار غير مشروط، والإخوان دعوا إلى حوار بلا شروط، أما أنك تضع مبادرة فيها عزل النائب العام، فهذا ليس من حقك ولا حق حزب النور، وليس من سلطات الرئيس أيضا عزل النائب العام.
الإخوان والتيارات الإسلامية تركوا الميادين والشوارع للمعارضة، ولم يقوموا بعمل أى مليونية لدعم النظام.. هل ترى أن هذا قد فوت الفرصة على من يريدونها حربا أهلية، أم أن ذلك أظهرهم فى شكل الضعيف العاجز عن إدارة الدولة؟
قرار عدم النزول فى هذا التوقيت قرار صائب حتى لا يتحول الأمر إلى حرب شوارع. ويتحمل النظام الشرعى القائم تبعات هذا الأمر. لكن الإخوان والإسلاميين سينزلون فى الوقت المناسب، عندما يجدون أن الشرطة فقدت السيطرة على الأمور، أو أنها أخلت بواجباتها، أو عندما تتخلى القوات المسلحة عن دورها فى حماية الشرعية، وحراسة دولة القانون، ساعتها لابد من خروج الإخوان والإسلاميين وجميع طوائف الشعب المصرى للتصدى لانهيار البلاد.
ألهذا طالبت بوجود قوات الخدمة الوطنية؟
فى أمريكا وأوروبا المتظاهر لا يطالب بأجر اليوم الذى تغيب فيه للخروج فى مظاهرة، وعندما يتظاهر عمال الموانئ - مثلا - ألم تسأل نفسك من يدير هذه الموانئ؟ إنهم قوات الخدمة الوطنية. وهم ليسوا الجيش وليسوا الشرطة، هم عبارة عن قوات مدربة ومؤهلة لتحل محل العمال عند التظاهر، وفى أمريكا عندما يتظاهر عمال السكة الحديد، نجد هذه القوات تقوم بتسيير حركة القطارات، وكل النظم الديمقراطية تعطى حق التظاهر ثم تعمل على إفشاله من خلال قوات الخدمة الوطنية، ليس من خلال ضرب المتظاهرين طبعا، لكن من خلال أفراد يحلون محل المتظاهرين فى إدارة العمل.
من سيشكل هذه القوات وهل ستكون تابعة للنظام الحاكم؟
الشباب فى سن التجنيد يتجاوز عددهم كل عام نحو مليون، القوات المسلحة تضم لها 500 ألف، ويبقى 500 ألف لم يصبهم الدور، هؤلاء يتم ضمهم لقوات الخدمة الوطنية.
عودة إلى ملف الشرطة.. ما تعليقك على سحل المواطن حمادة صابر وهل استخدام العنف من قبل الشرطة له ما يبرره؟
المواطن لم يُسحل، والأمر كله مفبرك، وكاميرا قناة الحياة كانت معدة سلفا للتصوير، وهو الذى خلع ملابسه، وكان يصر على عدم ركوب سيارة الشرطة، حتى يتم التصوير، مما دعا الشرطة للتعامل معه بعنف حتى يضعوه فى السيارة، وقد اتضح أن حمادة هذا من مجموعة أبناء مبارك وله فيديو تم تداوله على الفيس بوك، وهو يستعمل الطبنجة الخرطوش وهو يحرق إحدى السيارات، لذلك أنا أطالب الشرطة بعدم الاكتفاء بالدفاع عن النفس وعن المؤسسات فقط.
أنا أطالبها بالخروج لمواجهة هؤلاء البلطجية، وعدم المساس بالمتظاهرين السلميين، وأطالبها باقتحام ميدان التحرير، للقبض على من فيه من الخارجين على القانون، وفتح كل الطرق المغلقة، والمتظاهرون السلميون يبقون فى الصينية لا يتجاوزوها، حتى لو ظلوا بداخلها شهورا.
بمناسبة الأبحاث والاكتشافات.. أين مشروع النهضة الذى نجح الإخوان على أساسه؟
محمد مرسى تولى منذ 7 أشهر تقريبا، وهذا الوقت غير كاف للحكم على المشروع، ثم إن هناك من يحاول إحراق الأرض من تحت قدميك وإشغالك فى مظاهرات واعتصامات ومطالبات فئوية، وقتل وحرق وترويع، حتى لا تجد أى فرصة للبناء وللنهضة، ومع ذلك فقد بدأ بالفعل الشروع فى بدايات النهضة وواحة الفرافرة الجديدة - وهى إحدى اكتشافاتى - ستشهد انطلاقة جديدة لمصر من خلال 220 ألف فدان يتم الآن الاستثمار فيها، وواحة التحرير، وواحة الثورة، وواحة الشهداء، وسهل النهضة، وسهول الخير فى جنوب سيوة، وهى عبارة عن مليون فدان سيتم تقسيمها إلى قرى نموذجية.
وهناك جزيرة البحر الأحمر المليئة بالزبرجد، والتى يجب فتحها أمام شباب مصر لاستخراج هذا الزبرجد مقابل أجر يتقاضونه، كما حدث فى جبال الياقوت الأحمر فى تايلاند، وهناك مشروع التعدين الشعبى وجمع الذهب من الوديان، ومشروع صخور الملح، كل هذه نماذج من مشروع النهضة. وسنبدأ قريبا فى مشروع منخفض القطارة، وتشغيل كل مناجم الذهب الموجودة لدينا أسوة بالسكرى، وهناك مشروع توسيع وتعميق وتطوير قناة السويس، وزراعة 500 ألف فدان فى سيناء، من خلال إنشاء 3 سدود وإنشاء ثلاثة أحواض كبيرة فى نهاية مخرات السيول، والقنطرة التى ستقيمها مصر مع السعودية عند مضيق تيران، وكل بضائع الجزيرة العربية وتركيا وسوريا ستأتينا برا إلى شرم الشيخ، وسنعمل سكة حديد من شرم الشيخ إلى بورفؤاد لنقل البضائع مباشرة إلى البحر المتوسط. وهناك مشروع إنتاج زيت الديزل من الطحالب، وسننتج كل ما تحتاجه مصر من بنزين وسولار وكيروسين.
بمناسبة تطوير قناة السويس.. أصابع الاتهام تشير إلى دولة الإمارات فى إشعال الموقف فى مدن القناة حتى لا يتم عمل أى مشروعات قد تؤثر سلبا على موانئ دبى؟
كل ما يحدث فى مصر وليس ما يحدث فى مدن القناة هدفه التشويش على مشروع النهضة الخاص بالإخوان. والإمارات حاولت قديما القضاء على مشروع شرق التفريعة، وهو عبارة عن مشروع بلا جمارك وبلا ضرائب، وكل السفن التى تعبر قناة السويس تذهب إلى موانئ دبى لأنها الوحيدة التى بها محطة تنظيف الحاويات، وبها محطات تموين السفن، ثم تعود إلى قناة السويس مرة أخرى، فلما فكرت مصر فى عمل محطة لتنظيف الحاويات، محطة تموين سفن فى شرق التفريعة، وفى نفس الوقت تكون مدينة حرة كدبى، قامت دولة الإمارات عن طريق اثنين من رجال الأعمال المصريين المشاركين لها فى بعض الأعمال، إبراهيم كامل وماهر عسل، وهما فى السجن الآن، بشراء منطقة شرق التفريعة من الحكومة المصرية، وبدآ فى بيع هذه المنطقة للأهالى للبناء عليها مساكن عشوائية، حتى يفشلوا قيام المشروع المصرى. لكن قيام الثورة حال دون بنائهم على كامل الأرض، ولأن مشرع النهضة يهدف لإعادة استرداد الأرض وتنفيذ المشروع الذى سينهى على موانئ دبى تماما، فالإمارات تسعى بأى شكل الآن لزعزعة الاستقرار فى مصر وفى هذه المنطقة من خلال ضخ الملايين من الدولارات لعملائها، لأن ذلك سيقضى على دبى تجاريا واقتصاديا من خلال شرق التفريعة.
البعض يتحدث عن صعوبة توسعة وتعميق قناة السويس؟
هذا كلام غير علمى وغير صحيح، يمكن توسعة القناة من الغرب، لأنها أرض طفلة، وتطوير الناحية الشرقية، بمناطق حرة، وفى المناطق الحرة لا يقل سعر المتر عن 3 آلاف دولار، بمعنى أن منطقة شرق التفريعة والتى تبلغ مساحتها نحو 95 كيلو مترا، سيقدر ثمنها بنحو 285 مليار دولار.
وهناك أرض الضبعة المخصصة لعمل المفاعل النووى، وهى لا تصلح لهذا الغرض، وهى من أجود أراضى مصر ومساحتها 55 مليون متر، ولو تم بيع المتر ب 300 دولار سيكون ثمنها نحو 16.5 مليار دولار.
لماذا لا تصلح أرض الضبعة لإقامة المفاعل النووى؟
لسبب اقتصادى ذكرته لك أن ثمن الأرض يبلغ 16.5 مليار دولار، و لابد من أرض بديلة تكون أرخص سعرا، أما السبب الأهم وهو ما يتعلق ب انهيار المفاعل سواء نتيجة لعوامل طبيعية أم نتيجة لقصف صاروخى خصوصا من قبل إسرائيل فى حال تجدد الحرب بيننا وبينها، ومن المعلوم أن كل رياح مصر تأتى من الشمال إلى جنوب شرق، وهذا معناه أن الإشعاعات النووية ستغطى القاهرة الكبرى والفيوم، لأن الإشعاعات النووية التى انتقلت من تشرنوبل، وصلت إلى أوكرانيا وبيلا روسيا وروسيا، أى وصلت إلى بعد 250 كيلو مترا.
لذلك فإن إقامة المفاعل فى هذا المكان ستجعل مصر مهددة إلى الأبد من قبل إسرائيل، وأعتقد أن من اختار هذا المكان كان يقصد ألا تعلن مصر الحرب على إسرائيل أبدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.