تؤمن بالبطولات الجماعية، وتبحث عن التأثير لا المساحة، وتقترب كل يوم من قلب المشاهد المصرى، الذى وجد فيها وجها مختلفا، خصوصا فى أدوار بنت البلد.. الفنانة السورية جومانة مراد، تتحدث عن دورها كامرأة أرستقراطية فى فيلم "الحفلة" الذى تجسد فيه الإغراء بنظرة عين. - الجمهور تعود منك أدوار البطولة فما الذى جعلك تقبلين دورا ثانيا؟ أعترض على كلمة دور ثانٍ لأسباب عديدة أولها أن البطولة من وجهة نظرى تقاس بمدى تأثير الدور وليس بحجمة فى الظهور على الشاشة، ثانياً منذ أن بدأت مشوارى السينمائى وأنا أشارك فى أفلام تعتمد على البطولات الجماعية وليس الفردية، لذلك تجد أنها تترك صدى طيبا عند المشاهدين، أما النقطة الأهم فهى مدى قدرتى على تجسيد الشخصية التى أقدمها فى الفيلم، والذى يشاهد فيلم الحفلة يجد أن دورى هو دور بطولة أو بوصف آخر أحد الأضلاع المهمة فى مثلث البطولة. - كيف تعاملت مع شخصية المرأة الأرستقراطية التى قمت بتجسيدها فى فيلم الحفلة ؟ الشخصية من البداية لها طابع خاص، فهى إمرأة من الطبقة الراقية وتعرف كيف تتعامل مع الآخرين بطريقة جيدة، لكنها فى نفس الوقت مفلسة ولا تمتلك المال اللازم للعيش فى هذا المستوى، لذلك تعتمد على جمالها فى الإيقاع بالرجال كى تتزوجهم ثم تأخذ منهم الأموال أو فيلا بعد الطلاق، هذا النموذج يحتاج لمرأة شديدة الذكاء كى تتعامل بحرفية مع أهدافها الذين هم رجال أعمال فى الأساس يعرفون معنى التجارة ولا يمكن الضحك عليهم بسهولة، وهى كامرأة تحاول أن تدخل عالم التجارة بأى شكل لكنها ليست فتاة ليل، لذلك فالشخصية معقدة جداً وتحتاج للدقة. - هل تعتبرين «الحفلة » نقلة فى نوعية أدوارك على الشاشة الكبيرة ؟ فيلم الحفلة جاء بعد فيلم "كف القمر" الذى جسدت فيه شخصية فتاة من الطبقة الشعبية التى تعتمد على جسدها فى المقام الأول، فكان لابد أن أغير طبيعة أدوارى حتى لا أحصر نفسى داخل قالب نمطى قد يمل منه الجمهور، لذلك كنت سعيدة عندما عرض على المخرج أحمد علاء الديب والمنتج وائل عبدالله هذا الفيلم، ووجدت أنها فرصة لتغيير نوعية الأدوار التى ألعبها، برغم أن هناك من قال إن الفيلمين السابق والحالى بهما إغراء، لكن من وجهة نظرى أرى أن هناك فارقا كبيرا بين الشخصيتين، لأن الإغراء فى فيلم الحفلة يأتى من نظرة العين ليس أكثر، أما كف القمر فكان الإغراء يأتى عن طريق الجسد تبعا لطبيعة الفيلم، لأن فيلم التشويق يختلف تماماً فى السرد عن باقى الأفلام الأخرى . - معنى ذلك أنك لن تقدمى دور بنت البلد مرة أخرى؟ لا يوجد فنان فى الدنيا يستطيع أن يرفض دورا مكتوبا بشكل جيد، فالورق هو من يحدد القبول أو الرفض، ولا توجد قرارات مسبقة فى رفض نوعية أدوار، لأن المهم هو عدم تشابه نوعية الشخصية من الداخل مع شخصيات قدمتها من قبل، فهل لو قدمت دور طبيبة سوف أرفض بعدها القيام بدور طبيبة مرة أخرى، حتى لو كانت مختلفة عن الطبيبة الأولى؟ بالتأكيد لا، فأنا أبحث عن الجديد ومدى تأثيره على المشاهد . - ما أصعب المشاهد التى أخذت منك مجهودا كبيرا أثناء التصوير ؟ الممثل الجيد لا يتوقف أمام مشهد معين ويعتبره صعبا، لأنه فى كل مشهد يحاول أن يقدم أفضل ما عنده، ويجد متعة عندما يتعامل مع نجوم كبار حيث يتبارى كل منهم فى التميز، لكن بصراحة الصعوبة الأساسية تكمن فى تصوير نفس المشهد بأكثر من زاوية وحوار مختلف، وهذا ما حدث معنا، حيث كان مشهد الحفلة يتم سرده بطريقة مختلفة من كل عضو فى الفيلم، وكل قصة كانت تصور بشكل قريب من المورال العام للفيلم وبنفس الإحساس، فكان على أن أحتفظ بكل مشاعرى لعمل جميع المشاهد بأسلوب واحد يشعر معها المشاهد بصدق الأداء . - ما جديدك فى الفترة المقبلة ؟ بالنسبة للسينما هناك مشروع مؤجل بعنوان "أشرف تلت" ولا أعرف متى سيبدأ تصويره مرة أخرى، لكن على مستوى الدراما عندى مسلسل جديد بعنوان «الصندوق الأسود» من إخراج المخرج الموهوب محمد على وبطولة خالد صالح، وأعتقد أن الجمهور سوف يشاهدنى فى دور مختلف تماماً عما قدمته من قبل، حيث تتسم الشخصية بالغموض، وهو ما جذبنى للمسلسل الذى أتمنى أن ينال رضا المشاهدين فى رمضان المقبل إن شاء الله .