أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن الأخوة الإيمانية هى الجامع المقدس الذي يضمنا فى رحابه ، ويوحد كلمتنا ، ويدعونا إلى التضافر والتعاون (فالمسلم أخو المسلم لا يسلمه، ولا يظلمه، ولا يخذله)، كما أن المؤمنين أخوة كما ورد بالقرآن الكريم . وأشار شيخ الأزهر - فى كلمة وجهها اليوم الثلاثاء إلى القمة الإسلامية التى ستعقد بالقاهرة - إلى أن مأساة إخواننا فى فلسطين ، ومقدساتنا الدينية فى القدس التي تعبث بها رياح المصالح المصالح الدولية والمطامع غير المشروعة ، توجب علينا ، بل على كل محب للحق والحرية ، أن ننتصر لها ، وأن نرد عنها البغى والعدوان ، وهذا واجب إنسانى عام قبل أن يكون دينيا كذلك . وأوضح الطيب أن ما يتعرض له إخواننا المسلمون الروهنجيون في جنوب ميانمار هو مأساة بكل المقاييس كما قالت الأممالمتحدة نفسها ، ولابد أن يرفع المعتدون هذا الجور العنصرى الظالم عن مواطنيهم في هذه البلاد ، التى ولدوا وعاشوا عليها ، وأن يشعر المعتدى المنتهك لحقوق الإنسان أن عدوانه لن يمر دون مؤاخذة وعقاب وأن علينا أن نواجه ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، وأن نعمل جميعا على إظهار سماحة الدين الحنيف ورسالة القرآن الكريم إلى الإنسانية كافة . وأشار الطيب إلى أن المسلمين دعاة تسامح وسلام عادل ، ونحرص في جميع المنظمات والملتقيات التى نشارك فيها ، على حل المشاكل بالطرق السلمية ، فمن الأولى أن نعمل على حل المشاكل فيما بيننا على أساس من الإخاء والروح السلمية والحوار البناء وبخاصة القضية السورية والعمل على الوقف الفورى لإراقة الدماء فى هذا القطر الشقيق . وقال شيخ الازهر للمجتمعين فى القمة لا يخفى عليكم أيها الأخوة أن علاقات الدول تتأكد بالتعاون الاقتصادى ، والتقنى والعلمى لا بالدبلوماسية التقليدية وحدها ، وقد آن الأوان أن تستثمر الأموال وتزال العقبات التى تحول دون انتقالها بين البلاد الإسلامية ، وأن تخدم الأيدى العاملة سائر المشروعات أيا كان مكانها في العالم الإسلامى ، وأن نبنى اقتصادا قويا يتعاون مع الاقتصاديات المتنامية والواعدة فى الشرق والغرب . وأوضح أن الأمة التى تضم مليارا ونصف المليار ينتشرون فى كل أرجاء العالم ، يؤمنون برب واحد ، ويتبعون دينا واحدا ويتجهون لقبلة واحدة ، ويتجمعون فى منطقة واحدة قادرة على حفظ هيبتها وصيانة حقوقها . وأشار شيخ الأزهر إلى أن القمة الإسلامية مناسبة كريمة مباركة ، ويوم " مبارك " ليلتقى وفود قادة العالم الإسلامى على مايحقق مصالح الأمة الإسلامية . كما أشار الدكتور أحمد الطيب إلى أن الأزهر الذى يعتبر نفسه قلب الأمة الإسلامية وعقلها وضميرها النابض يعيش آمال الأمة وآبلامها ويدافع عن حقوقها وقيمها ومقدساتها إلى جانب مهمته العلمية فى الحفاظ على الشريعة الإسلامية وتطوير علومها وأبحاثها وعلى نضشر الدعوة الإسلامية والحفاظ على اللغة العربية باعتبارها الأداة الرئيسية لفهم الشريعة وعلومها .